الوضع في الخرطوم الآن يشهد تدهورا مريعاً
بلغت الحرب السودانية بين الجيش وقوات الدعم السريع شهرها السادس وتجاوزته بقليل، حتى اتضح لداعميها، بمن فيهم جماعة الإخوان الإرهابية، أن مواصلة التضليل الإعلامي الذي مارسته الجماعة لنصف عام كامل لن يفيد في شيء، فبدأ طيف واسع داخل الجماعة نفسها يعيد النظر في الاستمرار فيها، خصوصاً بعد أن فقدت الكثير من المقاتلين التابعين لميليشياتها ومن الضباط الكبار في كوادرها داخل الجيش السوداني نفسه.
ضغوط إخوانية
وكشفت تقارير أنه مارست الجماعة ضغطاً كبيراً على قائد الجيش المقرب منها والمتحالف معها كي لا يوقف الحرب، وحالت دون توجهه إلى مدينة جدة السعودية لتوقيع اتفاق طويل المدى لوقف إطلاق النار، ثم الشروع في مفاوضات سياسية من أجل العودة إلى مسار انتقالي مدني.
وأكدت التقرير أنّ طيفاً من الإخوان بدؤوا فعلياً في التراجع عن فكرة مواصلة الحرب، وحثوا البرهان على المضي قُدماً في البحث عن حلول سلمية تفاوضية، إلّا أنّ أحد أبرز قادة ميليشيات الجماعة المتحالفة مع قائد الجيش، طلب اجتماعاً عاجلاً معه في أواخر (سبتمبر) الماضي بمدينة بورتسودان.
ويعتقد مراقبون أنّ الجيش نفسه أصبح في خطر شديد، ربما يؤدي إلى قتال داخلي بين تياراته المختلفة، وأنّ الخلافات بين الضباط (الإخوان) الذين يقودون الحرب، وضباط موالين لقائد الجيش، بلغت ذروتها، وربما تنفجر في أيّ لحظة.
مخطط إخواني
يقول محمد الطيب، الكاتب الصحفي السوداني: إن إخوان السودان يعملون على إثارة الفتنة التي أدت لاندلاع القتال، وتأجيج الحرب وإعاقة جهود حل الأزمة من أجل تأمين استمرار الفوضى بما يخدم أجندة التنظيم من أجل تحقيق هدف العودة للحكم.
وأضاف الكاتب السوداني : الوضع في السودان الآن يشهد تدهورا مريعاً في كافة المجالات، وهو ما يزيد من حالة القلق إزاء استمرار هذه الأزمة العبثية، والقوى السياسية والمدنية تعكف الآن على بناء الجبهة المدنية العريضة لوقف القتال، وقد قطعت أشواطا بعيدة في الاتصال والتواصل، في نفس الوقت تعمل الجماعة الإرهابية على استمرار الصراع حتى الآن.