إسرائيل تقر أنظمة طوارئ «البث».. لماذا؟
صدقت الحكومة الإسرائيلية، الجمعة، على أنظمة الطوارئ الخاصة بإغلاق محطات البث التي تضر بالأمن طوال فترة الحرب.
وتخشى العديد من وسائل الإعلام المحلية الفلسطينية والدولية أن يتم وقف بثها من إسرائيل، خلال الحرب، بسبب هذا التعريف الفضفاض.
وتبدي إسرائيل انزعاجها من تغطية وسائل الإعلام العربية والفلسطينية على وجه الخصوص والدولية بشكل عام بسبب تركيزها على تغطية الحرب في غزة وليس على إسرائيل.
وتمنع إسرائيل الصحفيين الأجانب من الدخول إلى قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين أول الجاري ما يجعل المئات من الصحفيين الأجانب يتواجدون في الجانب الآخر من الجبهة.
ولا تخفي إسرائيل انزعاجها من أن العديد من وسائل الإعلام الدولية تتبنى الرواية الفلسطينية للأحداث في وقت ترى فيه أنها تحتاج لدعم الدولي لمواصلة الحرب.
وتحظى إسرائيل بدعم العديد من الحكومات الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا، ولكنها تقول إن دعم الشعوب في هذه الدول لها بدأ يتلاشى.
ولكن منع إسرائيل المحطات من البث منها قد يدفع هذه المحطات لتحويل البث من الضفة الغربية أو قطاع غزة.
وقال وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو قراعي في بيان: “إسرائيل في حالة حرب. في البر، في الجو، في البحر وفي العقل. لن نسمح بأي شكل من الأشكال بالبث الذي يضر بأمن الدولة”.
وأضاف: “اللوائح التي وافقت عليها الحكومة الآن ستسمح لنا بإغلاق القنوات ومصادرة المعدات وسحب أوراق اعتماد الصحفي لأولئك الذين يمسون بأمن الدولة خلال الحرب”.
وضرب على ذلك مثالا فضائية الجزيرة.
وقال: “يشكل المذيعون والمراسلون في قناة الجزيرة بثًا تحريضيًا ضد إسرائيل، يخدمون حماس وداعش والمنظمات الإرهابية في الدعاية ويشجعون على العنف ضد إسرائيل مما يؤدي فعلياً إلى الإضرار بأمن الدولة”، على حد ما جاء في البيان.
وكان قراعي تحرك خلال الأسبوع الأخير بدعم من جهاز المخابرات “الموساد” وجهاز الأمن العام “الشاباك” ووزارة الدفاع، وتوصل إلى اتفاقيات مع وزارة العدل والمستشارة القانونية للحكومة غالي بيهارف ميارا من أجل المصادقة على أنظمة الطوارئ الخاصة بإغلاق محطات البث.
وقال: “وافقت الحكومة اليوم (الجمعة) على اللوائح التي ستسمح بوقف نشاط هيئة البث الأجنبية التي تضر بأمن البلاد، طوال مدة الحرب”.
أما مدير عام وزارة الاتصالات (بالوكالة) ميمون شاميلا، فقال: “نحن في حرب متعددة الأبعاد على الأرض، في الجو وفي البحر. وأيضا في أبعاد أخرى: السيبرانية (الرقمية). والطيف الكهرومغناطيسي والوعي”.
وقال مكتب قراعي: “من المنتظر أن تتم الموافقة على مقترح إغلاق الجزيرة. وفق أنظمة الطوارئ الذي رفعه وزير الاتصالات لموافقة الحكومة. في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء. بعد موافقة وزير الدفاع”.
وأضاف “بمجرد بموافقة مجلس الوزراء. سيوقع وزير الاتصالات أمر وقف البث وإغلاق مكاتب القناة وحجز الأجهزة، ويبدأ تنفيذه فوراً”.
ولم يتحدد موعد انعقاد جلسة الحكومة لبحث القرار.