هل تقود العقوبات الأمريكية إلى إنهاء الحرب في السودان؟
رحبت قيادات سياسية في السودان بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية، الخميس، على القيادي في تنظيم الإخوان المسلمين في السودان علي كرتي، قائلة إن العقوبات ستحد من دور الجماعات الإسلامية في تأجيج الحرب الدائرة الآن بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد فرضت، في وقت سابق من يوم الخميس، عقوبات على القيادي الإخواني علي كرتي، والذي يشغل منصب أمين عام الحركة الإسلامية السودانية، وهي جماعة إسلامية متشددة تعارض بشدة التحول الديمقراطي في السودان.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن “علي كرتي وغيره من الإسلاميين السودانيين المتشددين يعملون على عرقلة الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار لإنهاء الحرب الحالية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ويعارضون جهود المدنيين السودانيين لاستعادة التحول الديمقراطي في السودان”.
وقال المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير، شهاب الدين الطيب ابراهيم إن العقوبات الأمريكية تخدم أجندة وقف الحرب، وتؤكد تمامًا من هو الذي يعرقل خيارات الشعب السوداني في السلام والتحول المدني الديمقراطي.
وأوضح أن جماعة الإخوان في السودان أشعلت الحرب لأجل الإفلات من العدالة والعقاب على الجرائم التي ارتكبتها خلال سنوات حكمها من إبادة جماعية، وتطهير عرقي في دارفور، وجبال النوبة، وجنوب النيل الأزرق، وبورتسودان، وكجبار، وغيرها، إضافة إلى تدمير البنية الاجتماعية والاقتصادية.
وذكر شهاب الدين، أن العقوبات الأمريكية تضغط على قادة الحركة الإسلامية السودانية، لإجبارهم على التراجع والقبول بخيارات الشعب السوداني الراغبين في استعادة حياتهم الاعتيادية، وليس استنفارهم للقتال في حرب لا تعنيهم في شيء.
تقويض الانتقال الديمقراطي
من جهته قال عروة الصادق عضو لجنة تفكيك نظام البشير على عهد حكومة رئيس الوزراء المستقيل عبدالله حمدوك، إن العقوبات الأمريكية، جاءت متأخرة لجهة أن دور “كرتي” في تقويض جهود التحول الانتقالي كان معلومًا منذ الانقلاب على حكومة الانتقال، في 25 أكتوبر 2021، وصولاً إلى الحرب الحالية بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال الصادق إن كرتي يدير شبكة شركات مشبوهة، سبق وراجعتها لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989 على عهد حكومة رئيس الوزراء المستقيل عبدالله حمدوك.
وأكد أن لجنة تفكيك نظام البشير كانت قد حظرت بعض هذه الشركات، وجمّدت أرصدتها، وصادرت أصولها بعدما كشفت ارتباطاتها بتنظيم الإخوان العالمي، وتورطها في غسل الأموال وتهريبها، والتلاعب باقتصاد البلاد، فضلًا عن تمويل أنشطة جماعات إرهابية.
وتوقع عروة الصادق، أن تحد هذه العقوبات الأمريكية من حركة الضباط الموالين لجماعة الإخوان داخل الجيش والذين يأتمرون بأمر علي كرتي.
وشغل “كرتي”، عدة مواقع تنفيذية خلال عهد نظام البشير السابق أبرزها، وزير الخارجية، في الفترة من 2010 – 2015، وعقب سقوط البشير، في أبريل 2019، تزعم “كرتي” الحركة الإسلامية السودانية، التي عارضت جهود التحول الديمقراطي.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، في 15 أبريل الماضي. يعمل “كرتي” مع غيره من مسؤولي نظام البشير السابق.على عرقلة الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين طرفي الصراع العسكري، طبقًا لمنطوق القرار الأمريكي.