توسع المواجهات لتشمل أكبر مدينتين في السودان
اتسعت رقعة الحرب الدائرة في السوادان لتمتد المعارك إلى مدينتين كبريين هما الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور والفولة عاصمة ولاية غرب كردفان، وفق ما أكده اليوم الجمعة شهود عيان.
فيما لم تفض وساطات دولية لإنهاء النزاع إلى أي نتائج ملموسة إثر انسحاب الجيش السوداني من مفاوضات جدة. ورفضه جهودا إفريقية لتسوية الأزمة على الرغم من الهزائم التي تكبدها خلال الآونة الأخيرة في مواجهة قوات الدعم السريع وتتالي الانشقاقات من صفوفه.
ويثير الوضع القلق بصورة خاصة في الفاشر. حيث توقفت المعارك منذ حوالي شهرين، لأن العديد من العائلات لجأت إلى المنطقة هربا من عمليات النهب والاغتصاب والقصف. والإعدامات خارج نطاق القضاء الجارية في باقي أنحاء دارفور (غرب).
وقال مدير مختبر الأبحاث الإنسانية في جامعة يال الأميركية ناتانيال ريموند “إنه أكبر تجمّع لنازحين مدنيين مع لجوء 600 ألف شخص إلى الفاشر”.
وذكر سكان أن أعمال العنف. اندلعت مجددا في وقت متأخر الخميس. وأفاد أحدهم عن سماع دوي “معارك بالأسلحة الثقيلة قادمة من شرق المدينة”.
كما تجددت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالعاصمة الخرطوم. ومدينتي نيالا والفولة (جنوب).
وأفاد شهود عيان باندلاع اشتباكات جديدة بأسلحة ثقيلة وخفيفة جنوبي العاصمة الخرطوم. في محيط منطقة المدينة الرياضية. مع تحليق مكثف للطيران الحربي وتصاعد ألسنة اللهب والدخان.
كما شهدت مدينة بحري شمالي الخرطوم اشتباكات بين الطرفين بالإضافة إلى اشتباكات مماثلة في مدينة أم درمان غربي الخرطوم، مع سماع أصوات مدفعية ثقيلة، وفقا لشهود.
وفي مدينة نيالا مركز ولاية جنوب دارفور (غرب) قال شهود عيان إن المدينة شهدت اشتباكات بين الجيش والدعم السريع، ما أدى إلى تدمير منازل جراء قصف عشوائي على أحياء سكنية. فيما قال شهود إن قوات الدعم السريع شنت هجوما على مدينة الفولة بولاية غرب كردفان (جنوب)
وِاندلعت الحرب بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في 15 أبريل. وتركّزت في العاصمة وضواحيها وفي إقليم دارفور في غرب البلاد وبعض المناطق الجنوبية وأسفرت حتى الآن عن مقتل 3900 شخص على الأقل.
كما أجبرت الحرب الملايين على مغادرة بلداتهم ومنازلهم سواء إلى ولايات أخرى بمنأى عن أعمال العنف أو إلى خارج البلاد. وبحسب أحدث احصاءات منظمة الهجرة الدولية، فقد نزح أكثر من ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد، بينما عبر نحو مليون شخص الحدود إلى دول مجاورة.
وأفادت مجموعات حقوقية وشهود فروا من دارفور بوقوع مجازر ارتُكبت بحق المدنيين وهجمات بدوافع عرقية وعمليات قتل ارتكبتها مليشيات قبلية عربية.
وفرّ الكثيرون عبر الحدود الغربية إلى تشاد المجاورة. بينما لجأ آخرون إلى أجزاء أخرى من دارفور حيث تنظر المحكمة الجنائية الدولية في شبهات مرتبطة بارتكاب جرائم حرب.
ولطالما كانت المنطقة مسرحا لمعارك دامية منذ اندلعت حرب عام 2003 هاجم خلالها عناصر مليشيا الجنجويد التي سبقت تشكّل قوات الدعم السريع، متمرّدين من أقليات عرقية.
وتركّزت المعارك في النزاع الأخير في الجنينة عاصمة غرب دارفور. حيث تشتبه الأمم المتحدة بأن جرائم ضد الإنسانية ارتُكبت.
وكانت نيالا، ثاني مدن السودان وعاصمة ولاية جنوب دارفور. مركزا للمعارك الأخيرة فيما أفادت تقارير عن فرار آلاف السكان.
وأكدت غرفة طوارئ المدينة أنها “تعيش أوضاعا إنسانية كارثية تجاوزت فيها كل حدود التوقع، بعد إستمرار المعارك المميتة بين قوات الدعم السريع والجيش لليوم السابع تواليا”.
وأضافت الغرفة في بيان اليوم الجمعة “تسببت الإشتباكات في سقوط عدد كبير من الضحايا العزل من المواطنين. وعدد لا حصر له من الإصابات والإنتهاكات الإنسانية مع خروج كل مستشفيات الولاية من الخدمة”.
ودعت ولايات المتحدة الخميس طرفي النزاع على “وقف القتال الذي تجدد في نيالا.. ومناطق أخرى مأهولة بالسكان، ما تسبب بالموت والدمار”.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان “نشعر بالقلق خصوصا من التقارير عن قصف عشوائي ينفّذه الطرفان”. متابعا “في كل يوم يتواصل فيه هذا النزاع العبثي، يُقتل المزيد من المدنيين ويصابون ويتركون من دون منازل وطعام ومصادر رزق”.
وأفاد أحد السكان أن عناصر “الجيش والاحتياطي المركزي اشتبكوا مع قوات الدعم السريع وأحرقت خلال المعارك مقار حكومية”. مؤكدا “سقوط عدد من القتلى من الطرفين لم يتم حصرهم بسبب استمرار القتال”، مشيرا إلى “عمليات سلب ونهب للمحلات التجارية بسوق المدينة”.
