كيف يواجه السوداني التهديدات الإيرانية والوجود الأميركي؟
أثار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، خلال الفترة الماضية، الكثير من الجدل حول دعم الأخير للوجود الأميركي في البلاد، وتأثير ذلك على الأحزاب الموالية لإيران في البلاد.
ووقعت واشنطن مع العراق خلال حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي عام 2009 اتفاقية الإطار الإستراتيجي، ومن خلالها أعلنت واشنطن حرصها على دعم العراق في العديد من المجالات وهو ما خلق الذعر في نفوس الإيرانيين الذين يتخذون العراق ساحة لأطماعهم .
التعاون بين أميركا والعراق يؤرق إيران
خلال الآونة الأخيرة، أطلق فصيل إيراني بالعراق أو ما يعرف التنسيقية للمقاومة العراقية تهديدات لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للحد من الانتهاكات الأميركية.
وأصدرت الهيئة بيانا لها، تؤكد فيه أنه في ظل التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية الأخيرة التي عصفت بالبلاد، تؤكد الهيئة التنسيقية أن دورها كان وما زال ينصب في تغليب مصالح شعبنا الحبيب والتمكين من خدمته، وإدراكاً منها لخطورة تلك المرحلة وضرورة تجاوزها، كان من ضمن إجراءاتها (إيقاف العمليات العسكرية ضد الوجود العسكري الأميركي داخل العراق.
وأضافت أن ذلك يجب ألا يفهم منه أنه القبول باستمرار هذا الوجود غير الشرعي وغير القانوني والمنتهك للدستور العراقي، وإننا لسنا غافلين عن تعنُّت الأميركان بطغيانهم والتدخل السافر في شؤون البلد وهتك سيادته.
وأكدت الهيئة استمرار وجود القواعد العسكرية والقوات القتالية والطيران العسكري بما فيه المسير التجسسي، مضافاً إلى الدور التخريبي الذي تقوم به سفارة الشر الأميركية في إشاعة الرذيلة والانحراف الأخلاقي والاستهداف المستمر والمركز للهوية الثقافية العراقية بقيمها ومبادئها وتقاليدها الأصيلة. والمساعي الخبيثة للتحكم بحقوق العراقيين وحرمانهم من الخدمات الأساسية، وفي مقدمتها توفير الطاقة الكهربائية لأبناء شعبنا. بالإضافة إلى التهديد الأميركي الوقح باستهداف أحد قادة المقاومة. يحتم علينا القيام بواجبنا الشرعي والوطني بالرد المناسب، إذا ما استمرت هذه الانتهاكات.
جاء ذلك في ظل إشادات أميركية بالتعاون في العديد من المجالات مع العراق، وذلك في وقت أعربت السفيرة الأميركية لدى العراق، ألينا رومانسكي. إشادتها بالتعاون بين بلادها والحكومة العراقية على جميع المستويات.
تهديد مستمر
وبحسب مصادر مطلعة فإن الفصائل المسلحة العراقية المقربة من إيران والتي تناوئ الوجود الأميركي أفادت بأن السفيرة الأميركية ألينا رومانسكي أبلغت بعض الأطراف السياسية أنه «ربما تقوم أميركا باستهداف بعض القادة العراقيين، وعلى رأسهم زعيم (حركة النجباء) أكرم الكعبي، بسبب هجومهم على المصالح الأميركية.
وكان الكعبي هاجم عدة مرات الولايات المتحدة الأميركية، في وقت يقود الإطار التنسيقي الشيعي والموالي للحكومة الحالية التي تسعى لتعزيز علاقاتها الخارجية مع كل دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية، على قاعدة المصالح المشتركة.
وفي السياق ذاته، أفادت تقارير إعلامية واردة بأن رئيس الوزراء العراقي يواجه تهديدات كبيرة في ظل استمراره بدعم الوجود الأميركي في العراق ولم يحدد جدولا زمنيا لانسحابها، مؤكدا أهميتها في مكافحة تنظيم “داعش”.
ويقول عبد الكريم الوزان أستاذ العلوم السياسية العراقية: إن السوداني يواجه تهديدات كبيرة خلال هذه الفترة بسبب دعمه للوجود الأميركي في البلاد. رغم ولائه الأساسي لإيران والأحزاب الموالية للملالي في العراق.
وأضاف أن الحاجة للقوات الأجنبية لا تزال قائمة وأن القضاء على تنظيم داعش يحتاج إلى المزيد من الوقت في إشارة إلى فرق القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي التي تدرب وتساعد الوحدات العراقية في مكافحة التنظيم الإرهابي لكنها تظل بمنأى عن القتال الفعلي إلى حد كبير.