ميليشيات الحوثي تحول صحة اليمنيين وحياتهم إلى سلع تدر الأرباح
وسط تصاعد الانهيار في القطاع الصحي اليمني الخاضع للميليشيات الحوثية الإرهابية. بسبب الفساد والإهمال وعدم الاكتراث، يواجه أكثر من 40 ألف حالة مصابة بمرض “الأنيميا”، أو كما يعرف أيضاً بـ “الثلاسيميا”، خطر الوفاة.
وأطلقت مصادر صحية في صنعاء نداءات عاجلة من أجل التدخل لإنقاذ مرضى الأنيميا الذين يواجهون صعوبة في الحصول على الرعاية والأدوية اللازمة لإبقائهم على قيد الحياة، وفق ما نقل موقع (يمن نيوز).
وقالت المصادر: إنّ سياسة التدمير الممنهجة التي تمارسها الميليشيات الحوثية المسيطرة على القطاع الصحي أدت إلى تداعيات وآثار مدمرة على المصابين بالكثير من الأمراض الخطيرة من بينهم مرضى “الأنيميا”، موضحة أنّ تضييق الخناق على وكلاء شركات الأدوية من فرض إتاوات ومنع دخول أصناف واقتصار استيراد الأدوية على بعض الشركات الموالية للحوثيين سبب أضراراً كبيرة ونتائج كارثية على المرضى.
وذكرت تقارير صحية أنّه تم تسجيل 463 حالة وفاة نتيجة انعدام الأدوية الخاصة بالمرض ذاته حتى أكتوبر 2022، في حين ما يزال عدد الحالات المصابة في تزايد. حيث تم تسجيل نحو 700 حالة جديدة في العام 2022.
وأشارت إلى أنّ الإحصائيات المنشورة هي أرقام غير دقيقة لعدد المرضى على مستوى اليمن، إلا أنّه تم توثيق هذا العدد عبر فرق رصد تابعة للجمعية اليمنية للثلاسيميا.
وأكدت المصادر الصحية أنّ هناك تلاعباً كبيراً في سوق الدواء الذي أصبح يدار من قبل قيادات حوثية بارزة عبر شركات تم تأسيسها خلال الأعوام الماضية، من أجل الإشراف على خلق سوق رديفة للسوق الرسمية، وبهدف السيطرة على هذه التجارة التي تدرّ ملايين الدولارات.
ويشير أقارب عدد من المرضى إلى أنّهم يجدون صعوبة في شراء الأدوية التي أصبحت باهظة التكلفة بسبب الحرب الحوثية العبثية، مؤكدين أنّ هناك شركات دوائية متخصصة باستيراد العلاجات المزمنة توقفت؛ بسبب تضييق الحوثيين والإتاوات التي يفرضونها عليها، في حين أصبحت الأدوية المتوفرة رديئة الصنع وبعضها قادم من إيران.
وبحسب منشورات صادرة عن الجمعية اليمنية للثلاسيميا في اليمن، دعت إلى لفت نظر المجتمع إلى دعم المرضى وتكثيف التوعية الصحية للوقاية من هذه الأمراض الوراثية المزمنة، وفي مقدمتها إجراء فحص ما قبل الزواج لحماية الأجيال من خطر الإصابة بهذا المرض.
ووصف أطباء متخصصون في علاج مرضى الأنيميا أنّ الوضع مأساوي نتيجة احتياجاتهم للأدوية والدم، وتزايد أعداد الحالات المصابة بالمرض، الذي يقابله منع دخول الأودية المهمة والضرورية؛ بسبب سياسة استيراد الدواء المقرة من قبل القيادات الموالية للحوثيين في صنعاء.
وأشار الأطباء إلى أنّ المنظمات الأممية كانت توفر كمية من الأدوية الضرورية المطلوبة لعلاج مرضى الأمراض المزمنة وأدوية وفحوصات الدم لمرضى الثلاسيميا والدم الوراثي، ولكن تم فرض إعاقات كبيرة من قبل الهيئة العليا للأدوية ووزارة الصحة اليمنية بصنعاء لإدخال تلك الأدوية التي فاقمت من المعاناة.
وكشفت المصادر الصحية في صنعاء أنّ هناك عمليات نهب منظمة تمارسها قيادات حوثية في الهيئة العليا للأدوية ووزارة الصحة للأدوية المقدمة كمساعدات خارجية لأصحاب الأمراض المزمنة، حيث يتم التلاعب بالكمية الواصلة وتسليم المستشفيات والمراكز الصحية كميات بسيطة جداً، في حين يتم نقل باقي الكمية إلى السوق وبيعها بأسعار باهظة.
وقابلت الميليشيات الحوثية المسيطرة على وزارة الصحة في صنعاء هذه التحذيرات والمعلومات بنشر مغالطات مفضوحة بشأن التدهور المستمر للوضع الصحي وحالة المرضى المصابين بأمراض مزمنة بينها مرض “الأنيميا”.
ونشرت وزارة الصحة الحوثية ادعاءات حول الأسباب التي تقف وراء تدهور الأوضاع الصحية في مناطق سيطرتهم، وكعادتها ركزت على “حصار العدوان” و”إغلاق مطار صنعاء وميناء الحديدة”، وغيرها من التبريرات غير الصحيحة.
من جهتها، استغربت مصادر في الجمعية اليمنية للثلاسيميا في اليمن التبريرات المقدمة من وزارة الصحة الحوثية حول أسباب تفاقم الوضع الصحي لمرضى “الأنيميا”، مشيرة إلى أنّ مطار صنعاء وميناء الحديدة أصبحا مفتوحين بشكل غير مسبوق منذ اندلاع الحرب.