هل يغير العرب خريطة سوق الغاز الطبيعي في العالم
جري التخطيط لخط أنابيب ضخم جديد من الشرق الأوسط إلى آسيا يمكن أن يزود الشرق بكميات كبيرة من إمدادات الغاز الموثوقة لعقود.
وقد يؤدي وجود خط الأنابيب هذا أيضًا إلى تحويل إمدادات الغاز الحيوية من أوروبا/ حيث زاد الطلب عليها بشكل كبير لتحل محل إمدادات الغاز المفقودة بعد فرض العقوبات على روسيا.
ووفق موقع “أويل برايس” البريطاني، فإن الإعلان عن خط الأنابيب الجديد يأتي بعد أسابيع قليلة فقط من اتفاق استئناف العلاقات بين إيران والسعودية بوساطة الصين والذي يمثل علامة فارقة في النظام العالمي الجديد لسوق النفط.
أزمة الغاز في أوروبا
وأفاد الموقع البريطاني بأنه اعتبارًا من نهاية عام 2021، وفقًا لأرقام وكالة الطاقة الدولية (IEA)، فإن الاتحاد الأوروبي استورد في المتوسط أكثر من 13.4 مليار قدم مكعب (bcf) يوميًا من الغاز عبر خط الأنابيب من روسيا، أو حوالي 4.9 تريليون قدم مكعب (tcf) لهذا العام.
وتابع: إنه بالإضافة إلى ذلك، تم تسليم قرابة 5.3 تريليون قدم مكعب في شكل غاز طبيعي مسال باختصار. استحوذت روسيا على ما يقرب من 45 في المائة من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز في عام 2021 وما يقرب من 40 في المائة من إجمالي استهلاك الغاز. وكانت ألمانيا نفسها تعتمد على الغاز الروسي لما يتراوح من 30 إلى 40 في المائة من احتياجاتها التجارية والمحلية من الغاز، اعتمادًا على الوقت من العام.
يذهب هذا إلى حد ما لتفسير التحفظ الشديد من جانب العديد من الدول الأوروبية الكبرى – وعلى الأخص ألمانيا – في فرض أي عقوبات ذات مغزى على إمدادات الغاز الروسي، في الواقع، فورة النشاط الحقيقية الوحيدة داخل الاتحاد الأوروبي خلال تلك الأسابيع الأولى بعد الأزمة الروسية الأوكرانية في عام 2022، كان الهدف هو ضمان عدم توقف روسيا عن إمداد الدول الأعضاء بالغاز أو النفط، بسبب عدم قدرتها على الدفع بالطريقة التي تفضلها موسكو.
وبحسب الموقع البريطاني، فقد بذلت الولايات المتحدة جهودًا كبيرة لضمان صفقات جديدة للغاز الطبيعي المسال لألمانيا في تلك الأيام الأولى -ولاسيما من قطر- والتي اتبعت المزيد من صفقات الغاز بين الشركات الأوروبية ومختلف دول الشرق الأوسط.
تغير قواعد اللعبة
وأشار الموقع إلى أنه لسوء الحظ بالنسبة للخطط الغربية في المستقبل بشأن الغاز، فإن خط أنابيب الغاز الرئيسي الجديد الذي يتم التخطيط له سيمتد على طول ممر بطول 2000 كيلومتر عبر عمان والإمارات عبر بحر العرب وصولاً إلى الهند، سيسمح هذا بجمع الغاز من عمان والإمارات نفسها. ومن إيران والمملكة العربية السعودية وقطر وتركمانستان، حيث تمتلك هذه البلدان مجتمعة، وفقًا لتقديرات متحفظة للغاية، أقل بقليل من 2.9 تريليون قدم مكعب (tcf) من احتياطيات الغاز في العالم.
بالإضافة إلى ذلك فإن التهديد الشديد يتمثل في مدى استمرار إمدادات الغاز (بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال) من الشرق الأوسط إلى أوروبا، حيث يغير العرب بهذا الخط قواعد اللعبة في سوق الغاز الطبيعي.
وتابع الموقع البريطاني: إن العرب لم يلتفتوا لأي تحذيرات أميركية بشأن هذا الخط، فهم يعلمون أنهم قوة كبرى تزداد وتشتد مع تجمعهم، ومثل هذا المشروع سيجعل القطر العربي يتحكم في سوق الغاز الطبيعي في العالم ويتحكم أيضًا في مصير أوروبا، خصوصًا مع كشف مصدر مطلع على المشروع أن الصين التي كانت أمل أوروبا الأخير في إمدادات الغاز ستتحرك للعمل مع دول الشرق الأوسط بمجرد البدء في إنشاء خطوط الأنابيب.