سياسة

هل السعودية باب عودة سوريا للجامعة العربية؟


بعد قطيعة دامت 12 عاما، في زيارة تمهد لعودة دمشق للجامعة العربية على وقع التقارب العربي السوري، وصل وزير الخارجية السوري للسعودية.

وزيارة الدكتور فيصل المقداد، إلى السعودية، هي الأولى لوزير خارجية سوريا إلى المملكة، بعد سنوات من القطيعة الدبلوماسية بين البلدين، ويستعيد البلدان معها العلاقات الطبيعية.

وكان في استقبال “المقداد” نائب وزير الخارجية السعودي المهندس وليد بن عبدالكريم الخريجي، الأربعاء، لدى وصوله إلى مطار الملك عبدالعزيز في محافظة جدة.

سنوات القطيعة

الباحث السعودي في العلاقات الدولية، المستشار عبدالله بن خالد الودعاني، قال إنه لا شك أن هذه الزيارة التي جاءت بعد انقطاعه دامت لمدة 12 سنة، مهمة للغاية وذات مدلولات جيدة.

وأضاف الودعاني أن هذه الزيارة جاءت بدعوة من وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ويدل ذلك على حرص المملكة على كل ما يخدم القضايا العربية وحرصها على دعم الاستقرار بالمنطقة، مما فيه من نفع على الشعوب العربية، والآثار المترتبة على الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية للمنطقة.

وأكمل أن أهم الملفات على طاولة هذا اللقاء، حل الأزمة السورية فيما ينهى من معاناة الشعب السوري الشقيق، وعودة اللاجئين إلى موطنهم في ظل آمن واستقرار تام، بالاضافة إلى تعزيز الجوانب الأمنية ومساهمة الجانبين في مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والاتجار بها.

وعن مشاركة سوريا في القمة العربية المقبلة، أوضح أنه لا شك أن الدول العربية والتي منها المملكة العربية السعودية، يهمها عودة سوريا إلى الحضن العربي وعودة العلاقات بما ينفع الجميع.

وحول عودتها إلى الجامعة العربية، لفت إلى أن هذا ما سنعرفه بعد انتهاء الاجتماع الذي سينعقد يوم الجمعة المقبل في مدينة جدة بدعوة من الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي وبحضور دول مجلس التعاون ومصر والأردن والعراق.

عودة للحضن العربي

المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي السعودي، فيصل الصانع، اتفق بدوره مع الودعاني، الذي أكد أن المملكة تستضيف هذا العام القمة العربية والتي من المتوقع أن تشارك فيها سوريا وهذه الزيارة تمهيد لعودة دمشق إلى الجامعة العربية بعد عزلة تجاوزت عشر سنوات.

وقال الصانع إن الزيارة لم تخلوا من نقاش جهود الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية، وكذلك تسهيل عودة اللاجئين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة في سوريا والتي تحرص عليها الرياض.

وشدد على أن زيارة وزير الخارجية السوري إلى المملكة كانت متوقعة، حيث شهدت الأشهر الماضية تمهيدا لذلك من خلال تصريحات وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الذي أكد أن هناك إجماعاً عربيا بدأ يتشكل من أنه لا جدوى من استمرار عزل سوريا وأن الحوار مع دمشق بات مطلبا.

المحلل السياسي والاستراتيجي السعودي كشف أن التقارب السوري العربي بالتأكيد لا يعجب الولايات المتحدة الأمريكية التي تفرض حصار اقتصادي سياسي على سوريا ولكن الرياض تنفذ أجندتها التي تخدم مصالحها ومصالح المنطقة وهذا ما نراه مؤخراُ في العديد من القضايا، سواء على الأزمة الإيرانية أو مع روسيا أو الصين.

وأشار إلى أنه من شأن هذا التطور أن يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في عودة دمشق إلى الصف العربي.

إعادة ترتيب البيت

بدوره، يرى الخبير السياسي والاستراتيجي المصري، أحمد رفعت، أن البيت الخليجي يتم ترتيبه لإعادة ترتيب البيت العربي كله ورغبة في الوصول إلى توافق عام خليجي بشأن عودة سوريا للجامعة العربية.

واعتبر أن هذه الخطوة تأتي ضمن مساعي إعادة ترتيب المنطقة بالكامل بما في ذلك الأطراف الإقليمية غير العربية بهدف الوصول بالصراعات في المنطقة إلى الصفر أو على الأقل إلى حدودها الدنيا ثم إلى التعاون.

وقال رفعت إن الانطلاقة الأولى في ذلك تبدأ من نجاح القمة العربية القادمة في السعودية، مضيفا: “يبدو إصرار المملكة على نجاحها بشكل كامل لإدراكها أن الأمر مرتبط بملفات أخرى سيتم أو ينبغي أن تتم تسويتها لاحقا منها الأزمة اليمنية والملف اللبناني وقضايا أخرى”.

وتابع أن دول عربية أخرى تدعم بقوة عودة سوريا خاصة بعد مبادرة الإمارات والجزائر والعراق لم تنقطع وتونس تختار سفيرها. أما مصر فلم تتوقف علاقاتها بسوريا لحظة واحدة ليس فقط في نجاحها للوصول لعدة اتفاقيات خفض عنف في الداخل السوري (الغوطة والساحل السوري وريف دمشق) ولا لزيارة اللواء علي المملوك الرجل الثاني في الشقيقة سوريا في 2016 و2018 ولا حتى لتبنيها للأزمة السورية في مجلس الأمن والجمعية العامة حفاظا على وحدة دمشق ومؤسساتها الوطنية وآن الآوان أن يترجم كل ذلك إلى قرار على أرض الواقع يقضي بعودة سوريا إلى بيتها العربي والبدء في التخطيط لإعادة إعمارها.

واختتم بقوله إن كل الجهود تصب في هذا الاتجاه وكل المساعي تتجه لتحقيق هذا الهدف بشكل يشبه الإجماع عدا تحفظت بسيطة يتم الآن مناقشتها ليتم الأمر بالإجماع، دون اعتراض حتى ولو ببعض التحفظ.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى