وسط تصاعد النفوذ الصيني.. أمريكا تسعى لتنشيط شراكتها مع الرياض
تسعى واشنطن لتجاوز حالة البرود في العلاقات مع المملكة العربية السعودية وإعادة تنشيط الشراكة الإستراتيجية بين البلدين في خضم متغيرات جيوسياسية. كان أبرزها تصاعد النفوذ الصيني في الخليج ما يهدد المصالح الأميركية الحيوية في منطقة ذات أهمية كبيرة لواشنطن.
ووسط تباينات في العلاقات السعودية الأميركية بشأن أسعار النفط منذ شهور، مقابل تأكيدات رسمية بين البلدين بـ”إستراتيجية العلاقات”. قال البيت الأبيض إن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أجرى اتصالا هاتفيا بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الثلاثاء ناقشا خلاله إيران والخطوات الرامية لإنهاء الحرب في اليمن.
كما أفادت وكالة الأنباء السعودية “واس”ان الأمير محمد اجتمع الثلاثاء بالسيناتور الأمريكي ليندسي غراهام “لبحث العلاقات بين البلدين وعدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك”. حيث حضر اللقاء من الجانب السعودي، وزيرا الدفاع والخارجية الأمير خالد بن سلمان، والأمير فيصل بن فرحان، ومستشار الأمن الوطني، مساعد العبيان ومن الجانب الأميركي القائمة بأعمال السفارة مارتينا سترونغ.
وقد وصف غراهام الأربعاء اللقاء بأنه “مثمر وصريح” قائلا في تغريدة عبر توتير “كان لي للتو لقاء مثمر للغاية وصريح مع ولي العهد السعودي وفريق قيادته”.
وأضاف أن “فرصة تعزيز العلاقات بين واشنطن والرياض حقيقية، والإصلاحات الجارية في السعودية حقيقية بذات القدر”.
I just had a very productive, candid meeting with the Saudi Crown Prince and his senior leadership team. The opportunity to enhance the U.S.-Saudi relationship is real and the reforms going on in Saudi Arabia are equally real.
— Lindsey Graham (@LindseyGrahamSC) April 11, 2023
ويأتي الاجتماع والمكالمة في خضم التطورات الجديدة خاصة بعدما توسطت بكين في الآونة الأخيرة في اتفاق لإعادة العلاقات بين السعودية وإيران في عملية لم تشارك. فيها الولايات المتحدة والجهود الإقليمية لإنهاء الأزمة اليمنية.
واجتمع وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان ونظيره السعودي في بكين الأسبوع الماضي بعدما اتفق البلدان على إنهاء القطيعة الدبلوماسية بعد سنوات من العداء الذي أجج صراعات في أنحاء الشرق الأوسط.
وقالت السعودية وإيران إنهما ستبدآن الترتيبات لإعادة فتح السفارات والقنصليات خلال شهرين كما ينص الاتفاق الذي توسطت فيه الصين.
وينظر بعض الخبراء للدور الذي لعبته بكين على أنه إشارة على تراجع نفوذ الولايات المتحدة لدى السعودية وسط توترات بين الحليفتين القديمتين بسبب مجموعة من الموضوعات منها حقوق الإنسان وخفض السعودية لإنتاجها من النفط.
وقال البيت الأبيض في بيان يوم الثلاثاء إن “السيد سوليفان وولي العهد ناقشا أيضا التوجهات الأوسع نطاقا لوقف التصعيد في المنطقة. بينما شددا على ضرورة الحفاظ على قوة ردع للتهديدات من إيران ومناطق أخرى.
وأعاد سوليفان وفق البيان “التأكيد على التزام الرئيس الأميركي جو بايدن الثابت بضمان عدم حصول إيران أبدا على سلاح نووي”.
وكانت العلاقات الأمريكية السعودية شهدت بعض البرود مع انتقادات واشنطن المتزايدة تجاه الرياض اثر قرار اتخذ في سبتمبر الماضي بخفض انتاج النفط بنحو مليوني برميل يوميا ضمن التكتل النفطي اوبك+.
واعتبرت واشنطن ان الخطوة تهدف لتخفيف الضغوط على موسكو فيما شددت الرياض على ان الأمر لا علاقة له بالوضع السياسي الدولي وإنما لغايات اقتصادية.
لكن واشنطن سعت لتصعيد الضغوط على الرياض. حيث طالب بعض النواب في الكونغرس باتخاذ اجراءات من بينها تجميد بيع اسلحة دفاعية للسعودية في خضم الهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن على المملكة.
ويبدو ان الرياض باتت اكثر قدرة على مواجهة بعض الملفات بعيدا عن الدعم الامريكي المشروط من خلال تصفير المشاكل مع دول اقليمية وتوجهها نحو العملاق الصيني.
وأجرى وفدان سعودي وعماني محادثات مع مسؤولين بالحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء يوم الأحد في الوقت الذي تسعى فيه الرياض لوقف دائم لإطلاق النار ينهي تدخلها العسكري في الحرب الممتدة باليمن.
ويُنظر إلى الحرب في اليمن على أنها واحدة من عدة حروب بالوكالة بين إيران والسعودية. وأطاح الحوثيون المتحالفون مع إيران بحكومة تدعمها السعودية في صنعاء في أواخر 2014 ويسيطرون على شمال اليمن.