لبنان.. حروب حزب الله الوهمية تصب في مصلحة من؟
على الرغم من إعلان الجيش الإسرائيلي، الهدوء في المناطق الحدودية بين لبنان وقطاع غزة الفلسطيني وذلك عقب ضربات بين الطرفين، والتهديدات الإسرائيلية من قِبل وزير الدفاع الإسرائيلي السابق “بيني غانتس”. غير أن حماس وحزب الله سيتسببان في دفع ثمن ذلك من أرواح المدنيين، وذلك بعدما أشعل الطرفان الموقف واستغلا حالة الشحن لضرب إسرائيل.
حيث قام إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بزيارة إلى لبنان عشية القصف الإسرائيلي. إلى حزب الله الذي سعى إلى استخدام لبنان كمنصة لضرب سيادة بيروت وإبقاء اللبنانيين ضحية حسابات حزب الله.
الجماعات الإرهابية في لبنان
أتى القصف ليصب في مصلحة حزب الله وحماس، على مصالح الشعبين الفلسطيني واللبناني، والزيارة تكرس التنسيق الأمني بين حزب الله وحماس واستخدام لبنان كمنصة لضرب سيادة الدولة، ولوضع خطوط حمراء أمام شروط الاتفاق السعودي – الإيراني، بقولهم إن بيروت خارج هذا الاتفاق.
أصدر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بيانا ندد فيه بأي عمليات عسكرية من الأراضي اللبنانية تهدد الاستقرار، في حين لم يصدر أي رد فعل عن حزب الله حتى الآن.
وفي وقت سابق من أمس وقبل إطلاق الصواريخ، قال هاشم صفي الدين، المسؤول البارز في حزب الله، إن أي انتهاك للأقصى سيشعل المنطقة بأسرها.
ولم تعلن حماس مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ من لبنان، كما تجاهل حزب الله التعليق بشكل رسمي على الحادثة. رغم الانتقادات الواسعة من الحكومة وقوى سياسية لبنانية طالبت بمنع الزج بالبلاد في حرب مع إسرائيل، ما يطرح تساؤلًا حول أهداف حماس وحزب الله معًا من هذه الحادثة، وما إذا كان كل منهما يختبئ خلف الآخر لتحقيق غايات مختلفة، وهو ما يفتح الباب حول من يختبئ في الآخر حزب الله أو حماس، وتشير المعطيات إلى أن حزب الله حاول جس نبض إسرائيل من خلال دفع حماس لتنفيذ عملية واسعة ضد إسرائيل من لبنان، وفي المقابل نفى صلة الحزب بهذه العملية، لخلط أوراق إسرائيل فيما يتعلق بالرد عليها.
جمهورية ولاية الفقيه
ويقول المحلل السياسي اللبناني طوني حبيب: إن الحزب الإيراني المسمى بحزب الله يعمل في لبنان منذ تأسيسه على هدم أسس الدولة اللبنانية على كافة الأصعدة، بداية تحت عنوان إقامة الجمهورية الإسلامية التابعة لولاية الفقيه ليتبعه لاحقا بعنوان تحرير القدس.
وأضاف أن اليوم لبنان يلامس عتبة تسميته بدولة مارقة، وهو يعاني من أزمة معقدة تبدو عناوينها اقتصادية متعلقة بالفساد بينما أساس هذه الأزمة يكمن بالاحتلال الإيراني بواسطة هذا الحزب، إن الأحداث الأخيرة إن دلّت على شيء فهي تدل على فقدان القرار السيادي للدولة اللبنانية.
وأضاف طوني حبيب: بعد اتفاق ترسيم الحدود الجنوبية للبنان والذي تم بين الحزب الإيراني وإسرائيل، ووقعت عليه الدولة اللبنانية. لم يعد لهذا الحزب مصلحة في إشعال الحروب مع “العدو”، كما أن الاتفاق الإيراني-السعودي الأخير لا يسمح اليوم لأذرع إيران في المنطقة بافتعال أزمات جديدة.
وأشار إلى أن تصرفات حكومة إسرائيل المتطرفة الأخيرة وتصعيدها في القدس أعطى مجالاً للتحرك، ولم يستطع حزب الله الإيراني في لبنان تنفيذ الاعتداء على شمال إسرائيل أو حتى تبنّيه، لكنه أمّن الغطاء للفصيل الفلسطيني وبالتنسيق. فزيارة إسماعيل هنية لبيروت الأسبوع الماضي لا يمكن وضعها إلا في هذا الإطار – أي إطار التنسيق بين الحزب والفصيل الفلسطيني الذي نفذ الهجوم من دون أن يتبنّاه.
وتابع: فـ”حماس” هي أيضاً تدور في فلك أذرع إيران في المنطقة ولا يمكنها تبني أزمة جديدة في حين إيران تبحث عن توطيد العلاقة مع المملكة العربية السعودية.