الإرهاب يوقظ “الخلايا النائمة” والمغرب لهم بالمرصاد
من “مثلث الموت” بين شمال مالي والنيجر وبوركينا فاسو يتمدد الإرهاب من الساحل الأفريقي نحو المغرب، كمارد يستهدف إيقاظ “الخلايا النائمة“.
مخاطر متنامية تواجهها المملكة في ظل ارتفاع معدلات تفكيك “الخلايا النائمة”. حيث يتضح بالملموس في الآونة الأخيرة أن الحركات المتطرفة العنيفة تزحف من الساحل الأفريقي باتجاه شمال القارة السمراء، وخصوصا المغرب بالنظر لموقعه الجيو-استراتيجي.
ومؤخرا، تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية بالمملكة من تفكيك خلية إرهابية تتكون من ثلاثة أشخاص موالين لتنظيم “داعش” الإرهابي، تتراوح أعمارهم بين 19 و28 عاما، وذلك للاشتباه في تورطهم بالتحضير لتنفيذ مخططات إرهابية.
استباق
منذ سنوات طويلة، عمل المغرب على تحصين حدوده من المد الإرهابي المتوقع من منطقة الساحل والصحراء، هناك حيث تنشط التنظيمات الإرهابية، وتتوسع لتأمين بقائها.
ووعيا منها بالوضع الهش للمنطقة، كثفت المملكة تعاونها الأمني مع دول الساحل لمحاربة التطرف ومكافحة الإرهاب، سعيا نحو الحد من ارتدادات الزحف الإرهابي الذي يتجه بديهيا نحو بلدان الشمال الأفريقي.
وفي قراءة للتطورات، يرى عبد الواحد أولاد ملود، الأستاذ الجامعي المتخصص في الدراسات الأمنية بأفريقيا، أن “الخلية الإرهابية المفككة تعد تحصيلا حاصلا للعمل الجبار الذي يقوم به هذا الجهاز الأمني، المخول له تتبع ورصد وتفكيك الخلايا الإرهابية بالمنطقة”.
ويقول أولاد ملود، في حديث لصحيفة “هسبريس” الإلكترونية المحلية، إن “أنشطة الخلايا الإرهابية بالمغرب تحكمها عدة محددات. باعتبار النقاط المشتركة بينها؛ أولها كونها بمثابة استمرارية للبيعة التي يوليها الإرهابيون لتنظيم داعش، خاصة بمنطقة الساحل والصحراء”.
أما المحدد الثاني لأنشطة الخلايا الإرهابية “النائمة” بالمغرب، فيوضح الخبير الأمني أنها تتمثل في “تشابه كل الآليات والأدوات التقنية التي يتم استعمالها من طرف الإرهابيين، حيث تتوزع بين الأسلحة البيضاء والعبوات الناسفة”.
فيما يتركز المحدد الثالث لتلك الخلايا حول “تركيز أفراد الخلايا الإرهابية على مناطق جغرافية مختلفة بالمغرب، حيث لا يتم التحضير بصفة جماعية في منطقة واحدة، بل يشتغلون بمنطق فردي، على أساس أن الولاء والاسم يجمعهم في الخلية الإرهابية”.
“مثلث الموت”
نحو المغرب، يزحف “مثلث الموت” الرابض بين شمال مالي والنيجر وبوركينا فاسو، أي في منطقة الساحل والصحراء بأفريقيا، هناك حيث تنشط التنظيمات الإرهابية مستفيدة من فراغ أمني لم تفلح المبادرات والضربات الفرنسية في سده.
وبحسب الخبير الأمني، فإن التطورات الحاصلة وتنامي الصراع بالمنطقة من أجل النفوذ “يشكل تهديدا واضحا لشمال أفريقيا، بعدما أصبحت منطقة الساحل والصحراء ملاذا أمنيا لفروع تنظيم داعش الإرهابي”.
ووفق الصحيفة نفسها، فإنه انطلاقا من عمليات التفتيش المنجزة في منازل الموقوفين، تبين للسلطات الأمنية أن العناصر الإرهابية لها ارتباط بتنظيم “داعش” في الساحل الإفريقي.
حيثيات تشي بأن المنطقة المتوترة تحولت لبؤرة إقليمية لنشر الفكر المتطرف في أفريقيا ما يفاقم التحديات أمام دول شمال القارة، ممن باتت مهدده أكثر من أي وقت مضى بوصول – أو رجوع- المد الإرهابي إليها.