سوريا: نقص في الإمدادات.. الأمم المتحدة تؤكد: العالم تخلى عنهم
يظهر أن الزلزال المدمر الذي وقع في تركيا وسوريا خلال اليومين الماضيين وحصد الآلاف من الأرواح، جعل من الأزمات السورية التي تعاني منها البلاد منذ 12 عاماً تزداد تعقيداً.
وذلك في ظل أزمة إنسانية ونقص في العديد من المواد الغذائية والأدوية لضحايا الزلزال. حيث أثارت إعاقة وصول المساعدات الإنسانية الدولية للبلاد الكثير من الجدل خلال اليومين الماضيين، بعد توقعات بزيادة عدد القتلى لـ 50 ألف قتيل بسبب الزلزال المدمر.
تقصير دولي
وتعاني سوريا من توالي الأزمات منذ أكثر من 12 عاماً، فمن حروب أهلية إلى جماعات إرهابية على رأسها تنظيم داعش ونهاية زلزال مدمر غير مسبوق، الأمر الذي زاد من معاناة الشعب السوري.
من جانبه، يقول مارتن جريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ. خلال تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر إن المنظمة خذلت السكان شمال غرب سوريا.
مضيفًا، أنهم على حق في شعورهم بالتخلي عنهم، ويتطلعون إلى مساعدة دولية لم تصل أبداً”. ومضى جريفيث قائلا: إننا ملتزمون بتصحيح إخفاقنا في شمال غرب سوريا بأسرع ما يمكن”.
إقرار بالفشل
مراقبون أكدوا أن التدوينة كانت بمثابة الإقرار الأممي بالفشل في مساعدة آلاف المدنيين السوريين. وعجزها عن إيصال المساعدات إلى المنكوبين في الشمال السوري.
بعد أن حصد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا ما يقرب من 30 ألف قتيل حتى الآن، كما أكد جريفيث أن المؤشرات تؤكد أن عدد ضحايا الزلازل سيتجاوز 40 ألف قتيل. معتبراً أنه “من الصعب للغاية إعطاء تقدير دقيق لأن الأنقاض لم يتم إزالتها بعد”.
إلا أنه رجح أن يستمر تزايد أعداد القتلى، وتم رصد دخول قافلة مساعدات أممية من 10 شاحنات، مناطق المعارضة من معبر باب الهوى. بعد أيام من المناشدات بضرورة الإسراع في إدخال مواد الإغاثة، واتهامات للنظام السوري بمنع دخول المساعدات من الجانب الذي يسيطر عليه.
معاناة تتضاعف
في السياق ذاته، أكد خالد عرقسوس، الأمين العام للهلال الأحمر السوري. أن هناك نقصًا شديدًا في الدواء والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات.
مؤكدًا أن معاناة السوريين تضاعف مع مرور كل ساعة بسبب نقص التجهيزات والمعدات اللازمة لإزالة الأنقاض. مشددًا على ضرورة توفير الغذاء والدواء وأدوات رفع الأنقاض لإنقاذ ما يمكن إنقاذه خاصة مع التقديرات التي تؤكد أنه لا يزال هناك آلاف تحت الأنقاض حتى الآن.
الإنسان أهم من الخلافات
من جانبه، أكد دكتور عبدالله الأحمد خبير الأزمات والكوارث أن الأوضاع في سوريا شديدة السوء. مؤكدًا أن مع ضخامة الكوارث الناتجة عن الزلزال لا يوجد مجال للخلافات السياسية. مشددًا على ضرورة تنحية الخلافات جانبًا لمحاولة إنقاذ الضحايا بالسرعة اللازمة.
وأضاف الأحمد اتركوا السياسة جانبا الإنسان هو الأهم، الوضع في سوريا سيئ للغاية، فالوضع الاقتصادى كان سيئا مسبقا. وبعد 10 سنوات من الحرب والحصار. أعتقد أن الاقتصاد منهك وسوريا تعانى من كل شيء وهناك ندرة من الوقود والكهرباء والمواد الغذائية والمعدات اللازمة لرفع الأنقاض وغيرها.