بسبب الأسد.. العالم يُغدق على تركيا بالمساعدات ويعاقب السوريين
“أزمة في قلب أزمة “هذا حال السوريين المنكوبين جراء الزلزال، فالبارحة فقط كانو يموتون على يد النظام واليوم صاروا يموتون على يد العالم.
كشفت شبكة سي إن الأمريكية أن العالم ويعاقب السوريين بسبب الأسد فيما يُغدق على تركيا بالمساعدات.
وقالت: إن المحللين السياسيين يحذرون من السوريين ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب بلدهم وتركيا يوم الإثنين، قد يصبحون رهائن للسياسات التي قسمت سوريا لأكثر من عقد. ففي الوقت الذي يُغدق فيه العالم على تركيا بالمساعدات يعاقب السوريين ويتجاهلهم لمعاقبة نظام بشار الأسد.
وأضافت سي إن إن في تقريرا أيضا: بينما تلقت تركيا تدفقًا كبيرًا من الدعم والمساعدات من عشرات البلدان. كان التواصل مع سوريا أقل حماسة. الشيء ينذر بأن الضحايا على جانب واحد من الحدود التركية السورية قد يتم إهمالهم بينما يتم توفير الدعم للآخرين، وقد أعزى المراقبون الملامة على ذلك للسياسة.
وقد صرحت آية مجذوب، نائبة المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية، لشبكة “سي إن إن”: “يجب ألا يُنسى السوريون، ففي كثير من الأحيان، أولئك الذين يعانون أكثر من غيرهم أثناء مثل هذه الكوارث هم أولئك الذين كانوا بالفعل عرضة للخطر”
وأشارت آية إلى أن انضمام تركيا لحلف الناتو زاد مكانتها الدولية في السنوات الأخيرة، مقارنة مع سوريا، التي يحكمها عدد لا يحصى من الجماعات المتباينة، إضافة إلى ونظام الأسد.
فوز بشار الأسد بولاية رابعة بعد حصوله على 95.1% من الأصوات في الانتخابات
أفاد لتقرير أيضا أن النظام السوري منبوذ من قبل معظم الدول الغربية، بسبب قمعه بوحشية عام 2011. وقد تم تهميشه دوليًا وفرض عقوبات عليه، كما أنه يتحالف أيضا مع إيران وروسيا، وكلاهما منبوذ عالميًا.
ويستغل الرئيس بشار الأسد هذه الأزمة، لترميم علاقاته الخارجية، وكان قد بدأ في إقامة علاقات مع أعدائه السابقين حيث ترحب به دول المنطقة مرة أخرى في الحظيرة، ففي العام الماضي. رحبت الإمارات العربية المتحدة بالأسد في أبو ظبي، وفي الشهر الماضي قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنهما قد يلتقيان قريبًا لإجراء محادثات سلام.
أما السوريين الذين دمرتهم الحرب الأهلية، فتعد آثار الزلزال “أزمة في قلب أزمة، وهم الأكثر تضررًا من الزلزال، وقد ضاعف من معاناتهم. حيث يسيطر النظام على بعض المناطق السورية فيما تسيطر قوات المعارضة المدعومة من تركيا، والمدعومة من الولايات المتحدة والمتمردون الأكراد والمقاتلون الإسلاميون السنة على مناطق أخرى، مثل إدلب، أحد معاقل المعارضة السورية الأخيرة، والتي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، وهي جماعة إسلامية سنية مسلحة.
وقد قال تشارلز ليستر مدير برنامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط في واشنطن العاصمة: “إنها لا تزال منطقة نزاع نشطة، والأزمة السورية لم تنته بعد، لذا فمهمة المساعدة التابعة للأمم المتحدة هي عملية معقدة”.
وقال أردوغان يوم الثلاثاء إن سبعين دولة و14 منظمة دولية قدمت لتركيا الإغاثة في أعقاب الزلزال، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل وروسيا
وحتى الآن يعتبر وضع المساعدات الدولية في سوريا أقل وضوحاً، وقد كانت الإمارات العربية المتحدة والعراق وإيران وليبيا ومصر والجزائر والهند بالفعل الإغاثة مباشرة إلى المطارات التي يسيطر عليها النظام، وتعهدت دول أخرى مثل أفغانستان والسعودية وقطر وعمان والصين وكندا وأفغانستان التي تحكمها حركة طالبان بتقديم المساعدة، لكن من غير الواضح ما إذا كان سيتم إرسال الإغاثة مباشرة إلى النظام.
وحسب سي إن إن فإن النظام السوري، يصر على توجيه كل المساعدات المقدمة إلى البلاد، بما في ذلك المساعدات المخصصة للمناطق الخارجة عن سيطرته، إلى العاصمة دمشق.
ومن جهته قال ممثل سوريا لدى الأمم المتحدة، بسام الصباغ، في مؤتمر صحفي في نيويورك “نحن مستعدون للعمل مع كل من يريد توفير مساعدات سوريا من داخل سوريا، لذا فإن الوصول من داخل سوريا هو لهم، لذلك، أي شخص يرغب في مساعدة سوريا يمكنه التنسيق مع الحكومة وسنكون مستعدين للقيام بذلك”.
لكن النشطاء والمراقبون يخشون أن يعيق النظام المساعدات في الوقت المناسب لآلاف ضحايا الزلزال في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، ومعظمهم من النساء والأطفال، وفقًا للأمم المتحدة.
وقد غردت مي السعداني، محامية حقوق الإنسان في واشنطن ومديرة التحرير في معهد التحرير للشرق الأوسط: “لقد قام نظام الأسد بسحب المساعدات بشكل منهجي أو منعها من الوصول إلى المناطق غير التابعة للنظام (في الماضي). يجب على المجتمع الدولي أن يجد بشكل عاجل طرقًا لضمان وصول المساعدة والدعم الطارئ إلى سكان شمال غرب سوريا”.
فيما لا زال طلب “سي إن إن” وزارة الخارجية السورية لللرد على هذه الاتهامات معلقا.