الشيخ محمد بن زايد وأمير قطر يبحثان تعزيز التعاون ودعم العمل الخليجي
في أول زيارة له منذ توليه منصبه خلفا لأخيه الراحل الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان بحث رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قطر التي وصل إليها اليوم الاثنين تعزيز العلاقات وتدشين مرحلة جديدة أكثر متانة ودعم منظومة العمل الخليجي في خضم تحديات اقليمية ودولية إضافة الى تهنئة الدوحة بنجاحها في تنظيم المونديال.
وتعتبر الزيارة الأولى من نوعها كذلك منذ المصالحة الخليجية التى أرسلتها قمة العلا في يناير 2021. والتي أنهت سنوات من القطيعة على اثر أزمة اندلعت بين الدوحة من جهة وكل من أبوظبي والرياض و المنامة والقاهرة.
وصرحت وكالة الأنباء الاماراتية “وام” ان الجانبان “بحثا في الديوان الاميري بالدوحة العلاقات الأخوية وسبل تعزيز التعاون المشترك وتنميته في مختلف المجالات. بما يحقق المصالح المتبادلة للبلدين وذلك في إطار أواصر الأخوة التي تجمع البلدين وشعبيهما الشقيقين والحرص المشترك على ترسيخها”.
وكان أمير قطر استقبل الشيخ محمد في المطار، على ما أعلن الديوان الأميري القطري، في زيارة تتزامن مع تنظيم قطر لبطولة كأس العالم.
وأضافت الوكالة الإماراتية بدورها ان أمير قطر” أعرب عن تطلعه إلى أن تسهم الزيارة في تطوير التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين والدفع بها إلى مستويات أرحب”.
بدوره ثمن الشيخ محمد “نجاح استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 الذي يعد نجاحاً وفخراً لجميع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعالم العربي عامة. مشيراً إلى أن نجاح دولة قطر في استضافة هذه الفعالية العالمية يجسد قدرة أبناء المنطقة والدول العربية على استضافة مختلف الأحداث العالمية وتنظيمها بنجاح وكفاءة كبيرين”.
وبحث الجانبان “العلاقات الثنائية وسبل تنميتها ودفعها إلى آفاق أرحب وأوسع من التعاون المثمر، بما يعود بالخير والازدهار على البلدين. ويخدم مصالحهما المشتركة خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية”.
كما ناقش الجانبان “أهمية تعزيز منظومة العمل الخليجي المشترك بما يحقق مصلحة شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتطلعاتها نحو التنمية والتقدم والرخاء”.
واستعرض الزعيمان الخليجيان خلال اللقاء عدداً من القضايا والملفات محل الاهتمام المشترك. وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
وتأتي هذه الزيارة في خضم العديد من التطورات الإقليمية والدولية على غرار تصاعد التهديدات الإيرانية في الخليج. واستهداف إمدادات النفط والجدل القائم بشان قرار تخفيض إنتاج النفط ضمن تحالف أوبك+ والذي سيعقد أعضاؤه اجتماعا افتراضيا الشهر الجاري.
وتقف الدول الخليجية وفي مقدمتها الإمارات الى جانب المملكة العربية السعودية التي تتعرض لضغوط أمريكية. بسبب قرار تخفيض الإنتاج لنحو مليوني برميل يوميا ضمن تحالف أوبك+ بينما تؤكد الرياض ان القرار اقتصادي بحت.
وأنهت السعودية والإمارات والبحرين ومصر أوائل العام الماضي مقاطعة لقطر استمرت ثلاث سنوات ونصف السنة. ولكن العلاقات بين أبو ظبي والدوحة لم تتحسن بنفس وتيرة الرياض والقاهرة اللتين استعادتا العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة.
وحضر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس مصر عبدالفتاح السيسي افتتاح كأس العالم لكرة القدم في الدوحة يوم 20 نوفمبر. بينما أرسلت الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم ، وهو أيضا نائب رئيس الدولة الخليجية.
وشهد الخلاف السياسي قطع الرياض وحلفائها كل العلاقات مع قطر بسبب دعم الدوحة لجماعات إسلامية تعتبر تهديدا للحكم في دول الخليج ولعلاقاتها مع إيران وتركيا. وأدى هذا الخلاف إلى انقسام في مجلس التعاون الخليجي الذي يضم ست دول قبل ان تتم المصالحة.
وتحركت كل من السعودية والإمارات بعد ذلك للتواصل مع إيران الشيعية. في محاولة لاحتواء التوترات وإصلاح العلاقات مع تركيا وسط تركيزهما على التنمية الاقتصادية.
وزار مستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان الدوحة مرتين في إطار مساعي أبوظبي لمعالجة الخلافات الإقليمية.
ولم تعقد البحرين وقطر محادثات ثنائية بعد. ولم تعين أبو ظبي، مثل المنامة. مبعوثا إلى الدوحة لكنها استأنفت العلاقات فيما يتعلق بالسفر والتجارة بين الإمارات وقطر.