مصير الإخوان ما بعد السقوط المجتمعي
سيناريو جديد للإخوان يكتب نهاية تنظيم أساء لحاضنته وحكم بخلفية سياسية مستترة بفكر متطرف فكانت النتيجة سقوطا مجتمعيا مدويا.
وقد أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات، دراسة حديثة بعنوان “مصير الإخوان ما بعد السقوط المجتمعي”. وقد سلطت الضوء على نفور الشعوب العربية من تنظيمات الإسلام السياسي السنية والشعية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان.
وتناولت الدراسة التي أعدها الباحث الإماراتي محمد خلفان الصوافي الفشل السياسي والاجتماعي الذي يصيب التنظيمات الناشطة بخلفية سياسية مستترة بغطاء الدين، خصوصا أن تلك التنظيمات قد ثبت فشلها ولفظتها الشعوب بشكل واضح بعد تجارب مريرة.
وتطرقت الدراسة إلى نفاد إمكانيات تنظيمات الإسلام السياسي في التأثير على المواطنين، وباتت في أعين المواطنين أداة لتدمير الأوطان. خاصة تنظيم الإخوان الإرهابي الذي تلقى صفعة قوية في أكثر من دولة عربية، بعد أن وصل إلى سدة الحكم ولكنه فشل فشلاً ذريعاً وأثبت أنه لا يصلح لإدارة أي دولة، إذ يفكر بفكر “الجماعة” وعقليتها وليس بفكر رجال الدولة في وطن.
ويشدد الباحث الإماراتي أن الخسارة المُذلة لحزب العدالة والتنمية المغربي في الانتخابات البرلمانية الأخيرة لم تُثِر دهشة كبيرة. خصوصاً على المستوى الشعبي، مقارنة مع السقوط المجتمعي الذي تعرضوا له في كل من مصر وتونس. فبعد أن سيطرت الغطرسة وغلب الكبرياء على سلوك تنظيم الإخوان في فترة صعوده وتصدُّره المشهد السياسي خلال عام 2011, أدى فشله في تقديم مشروع تنموي بديل عن الشعارات السياسية الجوفاء إلى انتفاض الشعوب العربية ضده.
لفظ شعبي
الدراسة خاضت في العزوف الشعبي عن دعم تنظيم الإخوان والمفارقة أن الشعوب العربية التي احتضنت تنظيم الإخوان في فترات مضت هي نفسها التي أنهت حضورهم ووجودهم، وكأنها كانت عبارة عن تقليعة سياسية أو”موضة” سادت ثم بادت، بعد عقد من الزمن من مراقبة تجربتهم في الحكم في عدد من الدول العربية.
وتضيف أن هذا الموقف الشعبي العربي تزامن مع بوادر دولية وإقليمية وعربية لقطع جسور الدعم والتأييد التي كانت السبب في تعزيز موقف “الإخوان”، إذ إن بروزهم السياسي لم يكن بفعل قوتهم الذاتية فقط، وإنما بإرادة خارجية أيضاً.
ويؤكد الصوافي أن الموقف الخارجي تطور في الاتجاه الصحيح. بعد استيعاب أصحاب القرار في الغرب مخاطر تيارات الإسلام السياسي على النسيج المجتمعي وتداعياته على قيم الحوار والتسامح، وبعد اقتناعهم بأن دعم الإسلامويين يجلب النقد والإساءة لداعميهم، وبالتالي فإن الموقف الغربي الإيجابي المستجد جاء استجابة للبيئة الداخلية في الدول العربية.
وبحسب الدراسة نفسها، فإن هذه البيئة الداخلية تمثلت في محطات عدة؛ أهمها سقوطهم المدوي في الحكم وانتهاء تجاربهم. فمن يقارن بين ما كان ينظِّر له الإخوان وما يطرحونه كفكر يكتشف أنهم كانوا الحاضنة الرئيسية للفكر المتطرف والممارسات الإرهابية. فمراجعة كتاباتهم تكشف بسهولة أنهم يشرعنون للعنف والقتل. وأن نظامهم الداخلي فيما بينهم لا يعرف الحوار أو الديمقراطية في تدبير أمور التنظيم.
وخلصت الدراسة إلى أن ما يعانيه الإخوان اليوم لا يكمن في مواجهة الحكومات العربية لمخططاتهم. لأنها أتاحت لهم فرصة التجربة في الحكم بعد أن روجوا لأعوام طويلة الأكاذيب حول بطش السلطات وظلمها لهم. وإنما يكمن في سقوط الأقنعة التي استثمروا فيها سياسياً ومالياً على مدى عقود طويلة. فهم الآن في مواجهة مع الشعوب التي أدركت أنها لم تكن سوى ضحية لتضليلهم وخداعهم.