حركة طالبان تمنع التقاط “سلفي” في كابول
تخشى حركة طالبان على أمن قادتها بعد انتشار ظاهرة التقاط مقاتلي الحركة صور “سلفي” معهم خلال تجولهم في العاصمة الأفغانية كابول.
ووفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال” يقبل الآلاف من عناصر الحركة من الشباب من جميع أنحاء البلاد، الذين لم يدخلوا المدن الكبرى من قبل والذين تم نشرهم في كابول، على شغل أوقات فراغهم بمشاهدة معالم المدن، والتسكع في مجموعات كبيرة في طرقات المدينة، أو الذهاب في رحلات بلا هدف إلى الأسواق والمطار والمباني الحكومية.
وانتقد وزير الدفاع في حكومة طالبان، الملا محمد يعقوب، ابن مؤسس القاعدة الملا عمر، عناصر طالبان بسبب ذهابهم لمشاهدة معالم مدينة كابول، وطالبهم بالتوقف عن التقاط صور السيلفي، حيث أبدى انزعاجه من التقاط عناصر طالبان الصور مع قادة الحركة كلما صادفوهم. وحذر من أن وصول هذه الصور إلى مواقع التواصل الاجتماعي يعرض الأمن للخطر من خلال الكشف عن مواقع وأنشطة كبار أعضاء الحركة.
كما أمرهم بتحسين مظهرهم وملبسهم، وجعل لحاهم وشعرهم وملابسهم متوافقة مع القواعد الإسلامية.
وقال في رسالة صوتية: “التزموا بالمهام التي تم تكليفكم بها. إنكم تدمرون مكانتكم التي صنعتها دماء الشهداء”.
وانتقد يعقوب مقاتلي الحركة، الذين يقودون سياراتهم بسرعة كبيرة ولا يلتزمون بقواعد المرور.
وكانت الحركة قد استولت على أساطيل سيارات فورد رينجرز وتويوتا لاند كروزر من كبار المسؤولين في الجمهورية الأفغانية السابقة ومن الجيش والوزارات الحكومية والشرطة.
وأضاف يعقوب: “هذا هو سلوك أمراء الحرب”، في إشارة إلى الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة التي أطاحت بها طالبان. “إذا واصلنا التصرف على هذا النحو، لا سمح الله، فسوف نفقد نظامنا الإسلامي”.
حتى الآن، يبدو أن تحذيرات يعقوب كان تأثيرها محدودا على مقاتلي الحركة، فالكثير منهم ما زالوا في سن المراهقة وتستقطبهم هذه الأماكن الترفيهية.
منذ سيطرة طالبان على كابول، نفذت الحركة سلسلة من الاغتيالات استهدفت أعدائها السياسيين، بما في ذلك أعضاء سابقون في الأجهزة الأمنية للجمهورية الأفغانية وأشخاص يُعتقد أنهم مقربون من تنظيم داعش.
يوم الجمعة، كان إحسان الله، وهو مقاتل يبلغ من العمر 23 عامًا من ولاية هلمند الجنوبية، في زيارته الثالثة لمنتزه سيتي بارك في كابل، وهي مدينة الملاهي بالمدينة. وقال: “في البداية كنت خائفًا من هذه الرحلات، لكن بمجرد أن ذهبت، لم يعد الأمر مشكلة الآن”.
وأضاف إحسان الله، الذي يستخدم اسمًا واحدًا: “في البداية، لم نكن مألوفين للعامة، ولا لباسنا ولالغتنا. تدريجيا، بدأ الأفراد حولنا يشعرون بالراحة.”