إخوان الأردن.. موقف ضبابي إزاء الأحداث الأخيرة في البلاد
في الوقت الذي أطلق فيه نواب إسلاميون في الأردن تصريحات أظهرت دفاعا عن الأمير حمزة الذي أكدت الحكومة تورطه في المخطط التآمري، الذي استهدف أمن البلاد واستقرارها، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بيانا، الاثنين، لم يظهر موقفا واضحا إزاء الأحداث الأخيرة في المملكة.
ودعا بيان الجماعة إلى ما وصفته بـ المسارعة في إنجاز مبادرة شاملة تعمل على تفكيك الأزمة الوطنية التي لا تتوقف عند حدود ما حدث في الأيام الأخيرة، وتؤسس لاستقرار حقيقي وتنمية سياسية وتعافٍ اقتصادي، إطلاق حوار وطني شامل وجاد تشارك فيه كل مكونات الوطن، ومحاربة الفساد بكل أشكاله وصون الحريات العامة وإيقاف التغول على السلطات.
وأضاف البيان أن استقرار الأردن سياسياً واجتماعياً وأمنياً، مصلحة وطنية ثابتة يحرص على تحقيقها كل أردني مخلص، مؤكدا رفض الجماعة رفضاً قاطعاً لأي تدخل خارجي في شؤون الأردن الداخلية من أي جهة كانت.
مؤامرة فعلية
عدنان مشوقة، مقرر كتلة الإصلاح النيابية التابعة لحزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، قال إنه لا يعتقد بوجود مؤامرة فعلية على الأردن كما أوردها البيان الرسمي، مضيفا أنه يرفض الإساءة لأي أحد من أفراد الأسرة الحاكمة، وأنه كان الأولى حل الخلاف مع الأمير حمزة داخل العائلة وليس أمام الملأ.
وكان النائب الإسلامي صالح العرموطي دافع عن الأمير حمزة بن الحسين، واصفا البيان الحكومي الصادر بحقه بأنه محاولة لشيطنته، قائلا في تصريح أدلى به لقناة الجزيرة القطرية إن: ما ورد في المؤتمر الصحفي الحكومي، عن إجراء الأمير حمزة اتصالات مع أطراف خارجية ووجود مخطط لزعزعة أمن الأردن واستقراره، غير مبني على أي دليل.
الدعوة لإصلاح سياسي
وتوالت ردود الأفعال من القوى السياسية حول الحدث غير المسبوق الذي شهدته المملكة، وسط مطالبات بـإصلاح سياسي شامل يخرج البلاد من الأزمة الراهنة، حيث قال النائب السابق وأحد أبرز وجوه التيار المدني في الأردن قيس زيادين، إن الأردنيين واعون لما يحصل في بلادهم، معتبرا أن ما حصل يجب أن يؤخذ على محمل الجد من أجل تقوية الجبهة الداخلية.
وأكد أمين عام حزب الرسالة (وسط) حازم قشوع أنه لا يوجد خلاف حول القيادة الهاشمية، مشيرا إلى أنه رغم كل ما جرى لم يسئ أي مواطن للأمير حمزة، وهذا يدل على وعي الناس.
وكان الأردن قد أعلن مساء الأحد، إحباط مخطط لزعزعة أمن البلاد، مؤكدا تورط الأمير حمزة ورئيس الديوان الملكي الأسبق، باسم عوض الله، والشريف حسن بن زيد في هذه المؤامرة، وجاء ذلك في بيان رسمي تلاه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، لتوضيح ما جرى من اعتقالات تمت يوم السبت.
وقال الصفدي إن الأجهزة الأمنية تابعت عبر تحقيقات شمولية مشتركة حثيثة قامت بها القوات المسلحة الأردنية، ودائرة المخابرات العامة، ومديرية الأمن العام على مدى فترة طويلة، نشاطات وتحركات للأمير حمزة بن الحسين، والشريف حسن بن زيد، وباسم إبراهيم عوض الله وأشخاص آخرين تستهدف أمن الوطن واستقراره، مضيفا أنه تم رصد اتصالات مع جهات خارجية لاختيار الوقت الأنسب لزعزعة أمن الوطن، مؤكدا: محيطين بالأمير حمزة كانوا يتواصلون مع جهات تصنف نفسها معارضة خارجية.
وأكد البيان أنه تمت السيطرة على هذه التحركات ومحاصرتها. وتمكنت أجهزة الدولة من وأدها في مهده، مشيرا إلى أنه تم اعتقال بين 14 و16 شخصا في إطار التحقيقات بالإضافة إلى باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد.