وثائق خطيرة تدين إخوان تونس
156
وثائق خطيرة تدين إخوان تونس باغتيال معارضين والعبث بأمن البلاد، في تطورات تشي بأن شمس الحقيقة الساطعة باتت تلفح التنظيم الإرهابي.
“غرفة سوداء” خبأ فيها الإخوان والمتواطئون معهم أدلة إدانتهم، كشفت هي الأخرى أسرارها للتونسيين وفضحت وجود جهاز سري يمثل الذراع العسكري للإخوان، وسط إنكار قاطع من التنظيم الذي ناور بجميع السبل متخبطا وسط حمم من التصريحات المتناقضة.
حقائق يؤكدها من جديد أنور الباصي، عضو هيئة الدفاع عن اغتيال المعارضين شكري بلعيد ومحمد الإبراهمي العام 2013.
الباصي وهو محام، قال إن الصدفة وحدها كشفت في 2012 وجود مخزن وثائق ودفاتر وأدوات وأجهزة تجسس متنوعة ومخططات عمليات إرهابية بحوزة مصطفى خذر (مسؤول أمني بالنهضة) في عدة مناسبات كبرى، بينها مؤتمرات الحركة الإرهابية.
وأضاف، في تصريح لـ”العين الإخبارية”، أن متواطئين مع الحركة من وزارة الداخلية قاموا بتهريب كل تلك الوثائق والتجهيزات والمستندات عالية الخطورة، من مقر الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب بالوزارة، حيث تدور التحقيقات في ملف الجهاز السري إلى مقرّها الرئيسي، وخبأتها في غرفة سرية في كنف التكتم التام، لولا نتائج البحث والتحقيقات الأمنية التي أثبتت تلك المعطيات.
ولفت إلى أن إنكار وجود “الغرفة السوداء” بدأ مع حكومة الترويكا (النهضة وحزبين آخرين) في 2012، وتحديدا زمن تولي الإخواني علي العريض وزارة الداخلية، وتواصل حتى عهد الوزير هشام الفوراتي في 2019، والذي حلف كذبا أمام التونسيين بعدم وجود غرفة تضم وثائق تدين الحركة الإخوانية وذراعها “أنصار الشريعة” في عمليتي اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد، والقيادي القومي محمد الابراهمي.
والحقيقة، يتابع المحامي، أن الفوراتي كان يعلم – تماما مثل مديرين عامين بالوزارة – وجود غرفة تضم أدلة إدانة الحركة، لكنهم أرادوا جميعا التستر عليها.
تغلغل
الباصي أشار إلى وجود وثائق تؤكد أن قيادات حركة النهضة وفرت الحماية لقيادات تنظيم “أنصار الشريعة” الإرهابي، كما حمت اجتماعاتهم التي كانت تدور وسط العاصمة تونس وفي أحوازها، في تحدّ صارخ لدور الأجهزة الأمنية في حماية البلاد والمواطنين.
وأوضح أن تلك القيادات سهلت تنفيذ الاغتيالات ووفرت لمرتكبيها الحماية، حيث لم تتم ملاحقة عدد ممن يشتبه بتورطه بل جرى تنفيذ مداهمات بطرق غير قانونية لتيسير فرارهم.
ووفق الباصي، فإن نجاح الحركة الإخوانية في تنفيذ أهدافها يعود إلى سيطرتها على مفاصل الدولة عبر زرع موالين لها بالوزارات السيادية، وفي مقدمتها الداخلية، ما منحها الغطاء لتتستر على ملف جهازها السري الذي تحدث عنه وبوضوح أحد قياداتها وهو وزير التعليم العالي الأسبق المنصف بن سالم، في كتابه”سنوات الجمر”، قبل أن يختفي الكتاب من المكتبات بعد فترة حكم الإخوان.
المحامي تحدث أيضا عن تستر النهضة بدعم من “بيادقها” من مسؤولي الدولة المتواطئين معها، على حقيقة إخفاء وثائق تثبت تورط جهازها السري (يديره رأسا راشد الغنوشي وفق ما انتهت إليه التحقيقات البحثية) في التجسّس والتدريب العسكري الذي يؤمنه إخوان مصر.