رسالة سلام من الإمارات إلى العالم
مجدداً، وكعادتها في القيادة والريادة والنزوع إلى الابتكار وتخطي العقبات والمعوقات، تؤكد الإمارات وضوح رؤيتها التي، في ظل أقسى ظروف انتشار الوباء وأعقد ميول التطرف والعداء الفكري والديني المصطنع، تستشرف غداً مشرقاً لعالم تسوده مشاعر الأخوة الإنسانية والوئام، ويعمه التعايش بديلاً عن التنازع والحروب ونزعات الانفصال والإلغاء، وليس آخر محطات هذه المسيرة التي تستلهم رؤية المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، انعقاد فعاليات الملتقى الافتراضي الذي نظمته وزارة التسامح والتعايش الإماراتية بالتعاون مع قادة مختلف الأديان تحت عنوان “رسالة سلام من الإمارات إلى العالم”، بمشاركة متنوعة تعكس أصالة رسالة التعايش والسلام الإماراتية للعالم، على أعتاب الخمسين القادمة من عمر الدولة الزاهرة.
وشارك في الملتقى، افتراضياً، عدد كبير من القيادات الدينية منهم الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، والأسقف بول هيندر النائب الأعلى للكنيسة في جنوب المنطقة العربية، وراجو شروف الممثل الرسمي للمعبد الهندوسي بدبي، وجريجوريوس خوري أسقف الإمارات للروم الأرثوذكس، إلى جانب ماركوس أوتس رئيس كنيسة يسوع المسيح عليه السلام المرمونية، وسورندر سينغ كندهاري رئيس المعبد السيخي غورو ناناك دربار بدبي، والقس مينا حنا من كنيسة مارمينا في جبل علي دبي وممثل أبرشية الخليج، والحاخام يهودا سارنا المدير التنفيذي لمركز برونفمان للحياة الطلابية اليهودية – جامعة نيويورك.
هي دعوة الإمارات إلى التعايش من منطلق الند للند، حتى في القضايا الأكثر خلافية، ومنها الإساءة إلى الرسول الكريم، واحتلال جزرنا الثلاث، وتهديد أمننا وسلامة أرضنا، والقضية الفلسطينية والصحراء المغربية، عبر الاحتكام إلى العقل والمنطق والحكمة، وتغليب المصلحة الوطنية العليا بأبعاد إنسانية أخلاقية، واللجوء إلى القانون الدولي في تحكيم المنازعات.
وتعلم الإمارات، قيادةً وشعباً، ما لهذا الموقف من تداعيات في العلاقات السياسية والاقتصادية الدولية، وهي مستعدة كل الاستعداد، لتحمل تكلفته مهما كانت، فدعوتها إلى السلام تأتي انسجاماً مع مسيرة تمكين قيم التسامح والانفتاح التي ورثتها عن مؤسسها رحمه الله، ورسّختها مع خليفته الأمين، وحملتها إلى العالم عبر وثيقة الأخوة الإنسانية، واتفاق السلام مع إسرائيل، ومبادرات الصلح التي نجحت في كسر الجدار في أماكن كثيرة بينها اتفاق السلام بين إريتريا وإثيوبيا، واتفاق السلام في السودان، والمصالحة الليبية وتداعيات سد النهضة وغيرها.
إمارات السلام، منصة عالمية للتسامح، ومنارة لقيم الانفتاح والحوار، وهي تواجه الغرائز بالمنطق، والكراهية بالمحبة، والعنصرية بالتعايش، وهي إذ تحتل مكانتها المتقدمة بين الدول الأولى عالمياً في تقديم العون الإنساني، فإنها تمارس فعلاً وقولاً خدمة الإنسانية ومحبة الإنسان لأخيه الإنسان، وترسّخ ركائز سلام المنطقة والعالم، رغم أنف المحرّضين المأجورين، المتاجرين بالدين والأوطان.
نقلا عن العين الإخبارية