كاتب تركي يؤكد أن نظام أردوغان فقد خيوط الإدارة
يعتبر الكاتب التركي عز الدين أوندر بأن نظام الرئيس رجب طيب أردوغان فقد خيوط الإدارة، وهو حاليا في سعي لاستخدام آخر ما لديه من أوراق قمع.
وفي مقال نشره يوم أمس السبت، في صحيفة أفرنسال التركية المعارضة، تحت عنوان العنف ضد المرأة والإعلام الاجتماعي، استبعد الكاتب أوندر أن يكون الهدف من وراء الحملة الأخيرة لأردوغان، يكمن في الانتصار للمرأة، ووقف العنف ضدها، مشيرا إلى أن هذه فقط ذريعة تخفي ورائها أهدافًا أخرى.
وفي البداية، استهل الكاتب عنوانه من خلال طرح سؤال حيث قال: هل هدف النظام السياسي، وقف العنف ضد المرأة؟ أم هو يسعى لإخراس وسائل التواصل الاجتماعي حينما تتجه البلاد لانتخابات مفاجئة أو عادية؟.
إن هذا المقال ظهر بعد تعهد أردوغان في تصريحات له يوم الأربعاء المنصرم بتشديد السيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي نظرا لأن عائلته تعرضت لإهانات على الإنترنت، مطالبا بذلك البرلمان بحظرها كلها.
فيما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية نشر تعليقات ومنشورات تحمل إهانة لإسراء؛ ابنة أردوغان، وزوجها وزير الخزانة والمالية، براءت ألبيراق، في حين نشر ألبيرق في وقت سابق على تغريدة على حسابه الرسمي بتويتر، أعلن فيها مولد ابنه الرابع، غير أن ذلك قُوبل بتعليقات مهينة له ولزوجته.
ولذلك قال أردوغان بأن حزبه يقوم بإعداد مسودة قانون سيقدمها للبرلمان بذريعة وقف العنف ضد المرة، غير أن الأسباب الخفية هي في الحقيقة أكبر من ذلك بكثير.
كما استهل ذات الكاتب مقاله بالتشكيك فيما يعلنه نظام أردوغان، إذ طرح سؤاله السابق وأجاب هو نفسه قائلا: بالطبع الإجابة معروفة ولا تشوبها أية شكوك، مضيفا: فهذه الذريعة لا تقنع أحدًا في دولة تتعرض فيها آلاف السيدات للقتل في الشوارع، فضلًا ألوف أخرى تلجأ للمحاكم من أجل طلب الحماية من العنف الذي يتعرضن له، وذلك على مرآي ومسمع من نظام يدافع بشدة عن حاكمية الذكور، وليس الحرية.
وتابع أوندر القول: تلك العقلية التي لا تنبس ببنت شفا أمام زواج القاصرات، ولا تتخذ أية مبادرات لوقف العنف والاغتصاب الذي يتم بحق الأطفال ذكورًا وإناثًا، مضيفا: النظام الحاكم يسعى من خلال الأحداث الأخيرة (المتعلقة بالإساءة لابنته على مواقع التواصل الاجتماعي) لتحقيق مكاسب سياسية ليس أكثر.
كما أشار إلى أن عصبية حكومة العدالة والتنمية تجاه الإعلام معروفة للجميع، وتابع: ففي عهد هذا النظام لم تعد هناك أية قدسية أو أخلاق، في ظل حرصه على المطامع سياسية كانت أو مالية.
وشدد أيضا الكاتب أوندر على أن هذه المطامع دفعت النظام إلى سلسلة من الممارسات والتهديدات في الفترة الأخيرة توضح جميعها أن وصل لمرحلة يصارع فيها موتًا لن يجدي معه أي علاج، مضيفا: شملت هذه الممارسات مساعيه للتضيق على الأحزاب السياسية، إلى جانب تدخله في عمل نقابات المحامين.
وأكد كذلك على أن النظام السياسي يسعى جاهدًا لاستخدام آخر ما لديه من كروت قمع، وليته عوضًا عن ذلك كان قد ترك السياسة بشرف في ظل الرفض الشعبي الذي يواجهه.