لم تقم السويد مثل ما فعلت جاراتها من الدول بفرض إغلاق مشدد على المحلات التجارية وتنقل مواطنيها، لوقف تفشي فيروس كورونا المستجد، وراهنت على ما يعرف بالمناعة الجماعية أو مناعة القطيع.
وقام البلد الأوروبي بالحرص على إبقاء الحياة العامة طبيعية قدر الإمكان، إذ بقيت المطاعم والمقاهي مفتوحة أمام من يريد ارتيادها، وخرج الناس في نزهات إلى الحدائق، بالرغم من تسجيل أكثر من 16 آلاف إصابة مؤكدة.
الاستراتيجية التي طبقتها السويد في مواجهة فيروس كورونا تقوم على حماية كبار السن والأكثر عرضة للمضاعفات الناجمة عن الوباء، لكنهت تسمح ببعض التفشي في الأماكن العامة، حتى يكتسب الناس مناعة ضد العدوى، خصوصا وأن نسبة مهمة ممن يصابون بكورونا لا تظهر عليهم أي أعراض.
وكتعليق على هذه الاستراتيجية، قال كبير علماء الأوبئة في الوكالة السويدية العامة للصحة، أنديرس تيغنيل، بأن هذه الخطة كانت فعالة، وأكد بأن بلوغ مناعة القطيع في العاصمة ستوكهولم سيكون في غضون أسابيع.
وتابع الأكاديمي الأوروبي، في تصريح صحفي لسي إن بي سي بأن أغلب مناطق السويد وضواحي ستوكهولم وصلت إلى مرحلة استقرار، مضيفا: بدأنا نرى آثار مناعة القطيع، وفي أسابيع قليلة فقط، سنرى مزيدا من النتائج. وفي باقي أرجاء البلاد، الوضع مستقر.
كما أشار الباحث إلى أن البيانات المتاحة عند السلطات، تظهر أن 20 في المئة من سكان ستوكهولم اكتسبوا مناعة ضد الفيروس، وفي غضون أسابيع سيتم بلوغ (مناعة القطيع). ولهذا، أصبحنا نلاحظ تراجعا بطيئا في عدد الإصابات الجديدة بالتزامن مع زيادة عدد الاختبارات“.
هذا واعترف تيغنيل بأن معدل الوفيات من جراء كورونا مرتفع في البلاد (1937 حالة وفاة)، والسبب في ذلك هو انتقال العدوى إلى دور المسنين، وشدد على أن الجهات المسؤولة بصدد إجراء تحقيقات لمعرفة السبب.
إن تحقيق مناعة القطيع يجري في العادة من خلال اللقاح، غير هذا الأخير غير متاح في الوقت الحالي من أجل وقف تفشي كورونا، إذ يعتقد علماء بأن المناعة الجماعية قد تتحقق فعليا حين يصبح 60 في المئة من السكان محصنين وذوي مناعة ضد العدوى.
غير أن بعض الباحثين يشكون في هذه المناعة، ويقولون بأنها قد لا تحصل أو بأنها ليست طويلة الأمد، أي أن من يصاب بكورونا ثم يتعافى فمن الممكن أن تنتقل إليه العدوى مرة أخرى.