تونس.. قيادي بحركة النهضة الإسلامية يعلن استقالته
قام القيادي بحركة النهضة الإسلامية في تونس، عبد الحميد الجلاصي، بإعلان تنحيه من الحركة على أنه قدم استقالته يوم الخميس بصفة رسمية.
في حين قد صرّحت النائبة السابقة بحركة النهضة وزوجة الجلاصي، منية ابراهيم، بأنّه أبلغ الحركة بعزمه على الاستقالة من جميع مؤسساتها، من دون توضيح الأسباب وراء ذلك، وذلك حسب ما أوردت قناة نسمة التونسية.
وبهذا الخصوص، فقد ذكرت العين الإخبارية عن مصادر مطلعة بأن استقالة الجلاصي من الحركة الإخوانية جاءت بعد تنامي ملفات الفساد المالي المرتبطة بعائلة زعيم الحركة، خاصة ابنه معاذ الغنوشي، وصهره رفيق عبدالسلام، وبعد إصرار راشد الغنوشي على رئاسة الحركة في مؤتمرها القادم، والبقاء على رأس حزب النهضة، رغم معارضة القوانين الداخلية للحزب، التي تنهي عهدته في شهر مايو المقبل.
بينما يعتقد الناشط السابق في حركة النهضة، عبدالحفيظ الزياني، بأن السبب في توالي الاستقالات في حركة النهضة، منذ انتخابات 2019، يرجع إلى رفض الرغبة الجامحة لرئيس الحركة لاحتكار الحزب وتمويلاته وتوزيعها حسب ما يناسب رغبات عائلته وأصهاره.
وأضاف أيضا: لقد خسرت الحركة كلّ معاركها من الانتخابات الرئاسية مروراً بسقوط حكومتها المقترحة، حكومة الحبيب الجملي، ووصولاً إلى عجزها عن التموقع في الوزارات السيادية في حكومة إلياس الفخفاخ.
كما رجّح الزياني بأن يشكل مؤتمر الحركة الانتخابي القادم في مايو انفجارا سياسيا كبيرا، وذلك كرفض لثنائية الفساد والاستبداد التي تميز المحيط المقرب لراشد الغنوشي و أيضا العناصر التي تدين له بالولاء.
وكان قد استقال قبل الجلاصي كل من: مدير مكتب الغنوشي، زبير الشهودي، في شهر سبتمبر 2019، والمكلف بالعلاقات الخارجية، محمد غراد، في حزيران يونيو من العام ذاته، إلى جانب عضو مجلس الشورى، حاتم بولبيار، والذي قد قدم استقالته في أغسطس الماضي، في حين اعتزل عبد الفتاح مورو السياسة، الذي يعد أحد مؤسسي الحركة على خلفية نتائج الانتخابات الرئاسية. إن الغنوشي ينفرد برئاسة حركة النهضة منذ تأسيسها، في سبعينيات القرن الماضي، وهذا ما يراه متابعون دكتاتورية إخوانية لا تؤمن بالديمقراطية ولا بالتداول السلمي للسلطة.
ومن المرجح أن تشهد حركة النهضة باستقالة الرجل الثاني فيها مساراً جديداً يمكن أن يزيد من أزمتها، في ظلّ ما تعيشه من تراجع في وزنها الانتخابي من سنة 2011 إلى سنة 2019، كما يشار إلى أنّ عبد الحميد الجلاصي قد قدم استقالته، في عام 2015، من مهامه كنائب رئيس الحركة.