سياسة

تحقيق استقصائي: مليشيات السراج تنهب مساعدات المهاجرين في ليبيا


كشف تحقيق استقصائي نشرته وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية، الثلاثاء، أن شبكات من المليشيات ومهربي البشر وخفر السواحل الليبي التابع لحكومة الوفاق غير الدستورية في البلاد، تنهب الملايين من أموال المساعدات الأوروبية المخصصة للمهاجرين في طرابلس.

واستند تقرير الوكالة على رسائل بريد إلكتروني داخلية بين موظفي الأمم المتحدة، ومقابلات أجرتها مع 6 مسؤولين ليبيين لم تحدد هوياتهم، وخلص إلى أن أموال الاتحاد الأوروبي ساهمت في زيادة بؤس المهاجرين غير الشرعيين في مراكز الاحتجاز بليبيا، بدلا من إنقاذهم وتحسين ظروفهم معيشتهم وأوضاعهم الإنسانية، أضافة إلى أن معاناة المهاجرين في ليبيا، أفرخت شبكة مزدهرة ومربحة تضم شركات يمولها الاتحاد الأوروبي جزئيًا عبر وكالات الأمم المتحدة.

وذكرت الوكالة أنه عندما بدأ الاتحاد الأوروبي في تحويل ملايين اليورو إلى ليبيا لإبطاء تدفق المهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط، جاءت هذه الأموال مع وعود أوروبية بتحسين مراكز الاحتجاز التي تشتهر بالانتهاكات، ومكافحة الاتجار بالبشر؛ لكن هذا لم يحدث.

وأرسل الاتحاد الأوروبي أكثر من 327.9 مليون يورو إلى ليبيا إلى جانب 41 مليون إضافية تمت الموافقة عليها في أوائل ديسمبر 2019، تم تحويلها غالبًا عبر وكالات الأمم المتحدة.

وفي تحقيقها، اكتشفت الوكالة أنه تم تحويل مبالغ ضخمة من الأموال الأوروبية إلى شبكات مرتبطة بمسلحي المليشيات والمتاجرين بالبشر وخفر السواحل الذين يستغلون المهاجرين، وفي بعض الحالات، عرف مسؤولو الأمم المتحدة أن شبكات المليشيات تحصل على المال، وفقًا لرسائل بريد إلكتروني داخلية، كما أظهر التحقيق أن المليشيات تعذب المهاجرين وتبتزهم، كما تسيء معاملتهم من أجل الحصول على فدية في مراكز الاحتجاز التي تخضع لرعاية الأمم المتحدة، وتتلقى ملايين الدولارات من الأموال الأوروبية.

ورصدت أسوشيتدبرس حالات اختفاء لكثير من المهاجرين من مراكز الاحتجاز، حيث يباعون إلى مهربي البشر أو إلى مراكز أخرى، وقالت إن هذ المليشيات ذاتها تتآمر مع بعض أفراد وحدات خفر السواحل الليبية، الذين يتلقون تدريبات ومعدات من أوروبا لإبعاد المهاجرين عن سواحل البلاد، لكن أفراد خفر السواحل يعيدون بعض المهاجرين إلى مراكز الاحتجاز بموجب صفقات مع المليشيات، ويتلقون رشاوى مقابل السماح لمهاجرين آخرين بالمرور للمضي قدما في طريقهم إلى أوروبا، حسب الوكالة.

وكذلك تقوم مليشيات حكومة الوفاق الليبية المتورطة في انتهاكات بحق المهاجرين والاتجار بالبشر باختلاس الأموال الأوروبية المقدمة من خلال الأمم المتحدة لإطعام ومساعدة المهاجرين الذين يعانون الجوع.

ولفتت الوكالة إلى أنه في أحد الحالات، كانت يجري التفاوض بشأن عقود توريد الغذاء التابعة للأمم المتحدة بقيمة ملايين اليورو مع شركة يسيطر عليها قائد ميليشيا (لم تحدد هويته)، رغم تحذير فرق الأمم المتحدة الأخرى من التجويع الذي يتعرض له المهاجرون في مركز احتجاز تابع له.

واختتمت “أسوشيتدبرس” بالقول إنه في كثير من الحالات، يجري تحويل الأموال إلى تونس المجاورة في إطار لعمليات غسل أموال، قبل أن تعود مجددا إلى الميليشيات في ليبيا.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى