أوبينيون انترناسيونال: أردوغان يسعى لتحويل ليبيا إلى “سوريا جديدة”
حذرت صحيفة أوبينيون انترناسيونال الفرنسية الأحد، من أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يريد تحويل ليبيا إلى سوريا ثانية بدعمه للإرهابيين وتوقيع اتفاق أمني مع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج (غير الدستورية)، قائلة إن أردوغان بدعمه للوفاق وتقديم الدعم المالي والأسلحة إلى الميليشيات الإرهابية في ليبيا، فإنه يتبع نفس النهج الذي تدخل به في سوريا لتمزيقها.
وأشارت الصحيفة إلى توقيع أردوغان اتفاقين الأول (أمني) والثاني لتقسيم الحدود البحرية مع فايز السراج، الذي وصفته بـ الدمية، بعد استبعاد اليونان التي تتمتع بحدود مشتركة مع ليبيا، وهو ما يعد انتهاكاً للقانون الدولي، موضحة أن الاتفاق الخبيث فاقد للشرعية لكونه تم خارج إطار الجمعية الوطنية الليبية (البرلمان)، والذي لم يقره بدوره.
ومنذ بدء العمليات العسكرية للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، في أبريل الماضي، لتطهير البلاد من الإرهابيين وإعادة توحيدها، اعترفت تركيا بدعمها للميليشيات الإرهابية المسلحة في العاصمة طرابلس ومصراتة، وفقاً للصحيفة نفسها.
وسلمت أنقرة مركبات مدرعة وأسلحة وطائرات بدون طيار إلى التنظيمات الإرهابية المسلحة، حتى أن ضباطًا أتراك حضروا بنفسهم وتم اعتراضهم من قبل الجيش الوطني وإعادتهم إلى بلادهم، رغم حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، وأوضحت لأوبينيون أن هذا الدعم الضخم للميليشيا الليبية يستهدف إسقاط طرابلس، ووقوعها بالكامل في أيدي الإرهابيين وإنهاء الحرب المستعرة منذ أكثر من 5 سنوات لصالح النفوذ التركي.
وبدا واضحاً أن التقدم الذي أحرزته قوات الجيش الوطني الليبي في الأسابيع الأخيرة والانسحاب التدريجي لكتائب مصراته أدت إلى إضعاف الميليشيات في طرابلس بحصار دام 7 أشهر، ومن ثم لم يكن أمام تركيا سوى حل واحد لتجنب هذا الانهيار وإنقاذ أخر معقل لتنظيم الإخوان الإرهابي عبر إبرام اتفاق غير شرعي، بحسب الصحيفة.
ونبهت أوبينيون انترناسيونال إلى التهديدات الإرهابية في ليبيا بدعم أردوغان سيجعل فرنسا قريبة من الدخول في جبهة جديدة ضد الإرهاب بقارة إفريقيا؛ حيث رسمت باريس خط الدفاع الأول في منطقة الساحل الأفريقي ثم الثاني سيكون في ليبيا دعماً للجيش الوطني.
وقالت إن العاصمة طرابلس، باتت معقلا للإرهابيين والمتطرفين، والذي يريد ديكتاتور مضيق البوسفور – في إشارة إلى أردوغان- إنقاذهم من عمليات الجيش الليبي، منددة باللعبة المزدوجة للرئيس التركي.
وذكرت أن استراتيجية أردوغان بليبيا سبق وانتهجها في سوريا للإطاحة ببشار الأسد، وذلك بتغذية الصراع ودعم تنظيم داعش الإرهابي ومساعدته في السيطرة على إجراء في البلاد ومحاربة الأكراد الذين يكافحون هذا التنظيم بتقديم الأسلحة والأموال بل والجنود، وفتح القواعد العسكرية.
وتساءلت الصحيفة الفرنسية: هل سنترك أردوغان يفعل نفس السيناريو في ليبيا ويتسبب في تشريد ملايين اللاجئين مرة أخرى ويهدد بإغراق أوروبا بهم؟ الخيانة، والابتزاز، والإهانات، والتهديدات.. أليست هذه العوامل كافية لطرد تركيا من الناتو؟، موضحة أن أردوغان أصبح عدوا يعارض جميع القيم التي ينادي بها الاتحاد الأوروبي، فهل يجرؤ أحداً على مواجهته؟.
وأشادت الصحيفة بموقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال قمة الناتو الأسبوع الماضي، في مواجهة أردوغان، قائلة: ماكرون فعل ذلك بشجاعة بمواجهة تركيا بحقيقتها بدعم الإرهابيين أمام الناتو، فما الذي ينتظره حلفاؤنا الأوروبيون؟
واختتمت صحيفة أوبينيون انترناسيونال الفرنسية تقريرها، بسؤال استنكاري: “بعد ترك أردوغان يخلق فوضى في سوريا، فهل ندعه يكررها في ليبيا؟