اغتيالات بالسلاح والرسائل السامة.. أوجه إرهاب الإخوان في تونس
رفعت تحذيرات وزارة الداخلية التونسية بشأن وجود تهديدات بقتل شخصيات عامة عبر رسائل سامة، درجات الاستنفار لدى الأجهزة الأمنية، إلى جانب تصاعد المخاوف الشعبية من تطور الإرهاب التي يمارسه الإخوان، والذي كلف البلاد مئات الضحايا من المؤسسة الأمنية والعسكرية، إضافة إلى عدد من الاغتيالات السياسية.
وهناك أشكال ووسائل إرهابية تستهدف الشخصيات المناهضة للفكر الإخواني، الممثل في حزب حركة النهضة، المتغلغلة منذ 2011 في تونس، على غرار الإعلامي التونسي لطفي العماري والمحامية التونسية ميا القسوري وقيادات اتحاد الشغل المعروفة بمعاداتها لحزب النهضة الإخواني، مثل سامي الطاهري وبوعلي المباركي.
وبحسب المراقبين، فإن هذه الرسائل السامة التي ضبطتها وزارة الداخلية التونسية يعادل تأثيرها الجمرة الخبيثة، وأن هناك ارتباطا واضحا بين الشخصيات المستهدفة ومواقفهم المضادة لجماعة الإخوان في تونس.
والسبت الماضي، كشفت هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي في ندوة صحفية، عن أن راشد الغنوشي هو المسؤول الأول عن الجهاز السري لإخوان تونس، وهو الجهاز الذي يخطط لكل العمليات الإرهابية، ويعمل على تصفية خصوم هذه الجماعة، واغتيال الأصوات المناهضة لها، كما كشفت الهيئة عن أن إخوان تونس ومصر أجروا تدريبات ثنائية على طريقة الاغتيال بالسم، ومحاولات اختراق أجهزة المخابرات.
ومن جانبها، قالت إيمان قزارة عضو الهيئة، إن الإخوان لن يتوقفوا في مخططاتهم التدميرية إلا إذا وصلوا إلى مرحلة التمكين، عبر السيطرة على كافة أجهزة الدولة التونسية.
يقول خميس الرياحي، الباحث في الجماعات الإرهابية، إن الإرهاب انتقل إلى أساليب جديدة لبث الفتنة في تونس، وهو ما لم يقدر له الحدوث إلا بالتنسيق مع غرف عمليات عالمية، مؤكدا أن التحذيرات المتتالية لوزارة الداخلية التونسية بضرورة أخذ الحيطة، تشير إلى جدية هذه التهديدات وخطورة الوضع، وفق ما أفادت العين الإخبارية.
وأضاف أن عودة ألف إرهابي من بؤر التوتر في سوريا والعراق على تونس، سيحمل تطورا نوعيا في التهديدات الإرهابية، وأن هذه العناصر الخطيرة تجد دعما من بعض الأحزاب السياسية (حزب النهضة الإخواني)، وتستخدمهم لضرب كل الأصوات المعارضة لهم.
من جهته، قال نور الدين العطوي، رئيس حزب تونس المستقلة (وسط)، في تصريحات للعين الإخبارية، إن حركة النهضة الإخوانية هي المستفيد الأول، والأخير من الجماعات الإرهابية، مؤكدا، أن الحركة الإخوانية تمثل امتدادا استراتيجيا لتنظيم داعش الإرهابي، كما أشار إلى أن الشخصيات التي تلقت تهديدا بالتصفية عبر الرسائل السامة كلها معروفة بمواقفها المعارضة للفكر الإخواني الإرهابي، الذي أضر بمصالح تونس منذ سنة 2011.
العطوي شدد على أن محاولات استهداف قيادات الاتحاد العام التونسي للشغل ليست الأولى، حيث هاجمت عناصر الإخوان مقر الاتحاد في 4 ديسمبر 2012، كما أن الإخوان يضمرون الكراهية للمنظمة النقابية، لأنها تمثل قوة اجتماعية وسياسية فارقة في تونس.
انتقادات كثيرة توجهها المعارضة التونسية لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، حول عدم جديته في محاربة الإرهاب، ولفتت إلى أنه مهتم بحملته الانتخابية ومعاركه السياسية الضيقة على حساب المصالح الكبرى للبلاد.
وأشارت الحقوقية وفاء الشاذلي إلى أن الشاهد بات أسيرا في فلك الإخوان لا يستطيع اتخاذ قرارات جريئة لكشف جهازهم السري، مؤكدة أن الظاهرة الإرهابية منبعها الفكر الإخواني، لأنه لا يمكن تصنيفهم ضمن الأحزاب المدنية.
من جهتها، كتبت ماجدولين الشارني وزيرة الرياضة التونسية المستقيلة من حكومة الشاهد، في سبتمبر الماضي، تدوينة على شبكة التواصل الاجتماعي قالت فيها إن رئيس الحكومة فشل في تعيين قيادات أمنية تتمتع بالكفاءة العالية، مشيرة إلى أن الانتصار على الإرهاب يحتاج رجال دولة وليس إلى شخصيات سياسية تبحث عن المركز السياسي بأي ثمن.
هذا الفشل الحكومي في القضاء على هذه الظاهرة المتواصلة منذ 2011، يزيد من مخاوف الشعب التونسي، خاصة في ظل وضع اقتصادي واجتماعي صعب.