سياسة

ما السر وراء دعم أردوغان للرئيس الفينزويلي؟


بعد إعلان خوان غوايدو، نفسه رئيسا مؤقتا لفينزويلا، اعترفت به أميركا ودول الاتحاد الأوروبي وعدد كبير من بلدان العالم، بينما كانت تركيا من الدول القليلة الداعمة للرئيس نيكولاس مادورو، قائلة مادورو، انهض، نحن بجانبك، مما أثار الكثير من الشكوك بشأن سبب وقوف أنقرة في صفه ومخالفة موقف الكثير من دول العالم.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: كبلد يؤمن بالديمقراطية، وكرئيس يؤمن بالديمقراطية، أينما تحدث محاولة انقلاب في أي مكان بالعالم، فنحن نقف ضدها دون تمييز، مضيفا ينبغي على الجميع احترام نتيجة صناديق الاقتراع.

وهذه المساندة تخفي وراءها الكثير من الكواليس في العلاقة بين أردوغان ومادورو، اللذين يجتمعان في العديد من القواسم المشتركة، فبحسب ما ذكرت صحيفة هآرتس، ازدادت العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين قوة خلال الفترة الماضية، واختار أردوغان الوقوف إلى جنب مادورو ومساندته بعد فرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على فنزويلا، منتقدا العقوبات ومتعهدا بالاستثمار في الاقتصاد الفنزويلي لإعادته إلى الطريق الصحيحة.

وضخت الشركات التركية، حينئذ، نحو 4.5 مليار يورو في خزينة فنزويلا، كما واصلت الخطوط الجوية التركية تنفيذ رحلات أسبوعية إلى العاصمة كاراكاس، بالرغم من أن جل شركات الطيران الغربية أوقفت رحلاتها إلى الدولة الواقعة على الساحل الشمالي لأميركا الجنوبية.

وفور صدور إعلان غوايدو، الأسبوع الماضي، تعقب مراقبو الطيران، طائرة تابعة للملياردير التركي، تورغاي سينر، مالك مجموعة سينر، وهي تقلع من تركيا إلى روسيا ثم بعدها إلى فنزويلا، وتم شحن طن من الذهب الفينزويلي في طرود يشرف عليها الجيش إلى تركيا، من أجل صقلها وتجهيزها، بحسب ما قالت هآرتس.

ووفقا لوكالة بلومبرغ، فقد كشف مسؤولون أميركيون أن بعضا من كمية الذهب قد يشق طريقه إلى إيران، في انتهاك للعقوبات المفروضة على طهران، حيث كانت تركيا قد تورطت في السابق في خطط لتجنب العقوبات الأميركية على إيران من خلال المتاجرة بالذهب.

من جهة أخرى، ظهر مادورو وزوجته، العام الماضي، على شريط فيديو يتناولان شريحة لحم أعدها الطباخ التركي الشهير سولت باي، الأمر الذي أثار غضبا في فنزويلا، التي تعاني من سوء التغذية، وعزز نظرية العلاقة التركية الفنزويلي القوية.

والخميس الماضي، كشفت تقارير إعلامية أن حكومة الرئيس التركي أردوغان، جندت جيشا إلكترونيا للترويج لوسم كلنا مادورو، وتفضي هذه المعطيات إلى نتيجة واحدة، مفادها أن أردوغان لا يساند مادورو حبا في الديمقراطية وإنما الدعم كان دائما مشروطا بعوامل اقتصادية ومالية.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى