زامير يبحث استراتيجيات إدارة التوترات الإقليمية مع واشنطن
يتوجه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أيال زامير، الأسبوع المقبل إلى العاصمة الأميركية واشنطن، في أول زيارة رسمية له إلى الولايات المتحدة منذ توليه منصبه، وفق إعلام عبري حيث سيبحث العديد من الملفات في ظل التطورات في عدد من الساحات مثل سوريا ولبنان وغزة والتوترات مع إيران.
وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” (يمينية متطرفة) الاثنين، إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي سيزور واشنطن الأسبوع المقبل، بدعوة من رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية دان كين، حيث يعقدان سلسلة لقاءات أمنية رفيعة المستوى.
وبحسب الصحيفة، سيناقش الجانبان “ملفات حساسة”، بينها تطورات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إضافة إلى ملف لبنان، ومستوى التنسيق الأمني بين تل أبيب وواشنطن.
كما ستتطرق اللقاءات أيضًا إلى “عدم الرضا الإسرائيلي الأميركي عن وتيرة تفكيك قدرات حزب الله، وهي قضية يتابعها الطرفان منذ أشهر ضمن ترتيبات أمنية أوسع في المنطقة”، وفق الصحيفة ذاتها. واستلم زامير منصبه رئيسًا لأركان الجيش الإسرائيلي في مارس/آذار الماضي، خلفا لهرتسي هاليفي.
عدم رضا إسرائيلي أميركي عن وتيرة تفكيك قدرات حزب الله
وتستحوذ زيارة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إلى واشنطن على أهمية استراتيجية بالغة، تتجاوز كونها مجرد جولة رسمية أو اجتماعات عسكرية اعتيادية. فهي تمثل محاولة لتأكيد التزام تل أبيب بالأمن الإقليمي أمام الإدارة الأميركية، وإبراز القدرة الإسرائيلية على التعامل مع الملفات الأمنية المعقدة، رغم التحديات السياسية والميدانية في المنطقة، لا سيما على الصعيد اللبناني والفلسطيني. وتواجه إسرائيل خلال ذلك معوقات تتعلق بتعقيدات السياسة الداخلية اللبنانية، وحضور حزب الله على حدودها الشمالية، بالإضافة إلى استمرار التوترات في قطاع غزة.
وتأتي هذه الزيارة في إطار إعادة ضبط التحالف الاستراتيجي الإسرائيلي-الأميركي، وتعزيز الثقة المتبادلة بين الطرفين فيما يتعلق بإدارة التحديات الأمنية المتزايدة. وتعكس أيضًا اهتمام واشنطن بالحفاظ على إسرائيل كحليف رئيسي في الشرق الأوسط، وإدراكها لأهمية تل أبيب كشريك موثوق في مواجهة التهديدات الإقليمية، بما في ذلك النفوذ الإيراني وتأثير حزب الله على المعادلات الميدانية، وما قد يترتب على ذلك من احتمالات تصعيدية.
ومن المنتظر أن تشمل الاجتماعات بين زامير وكبار المسؤولين الأميركيين تقييمًا دقيقًا للملفات الأمنية المفتوحة، وابتكار آليات عملية لتقليل المخاطر على الجبهتين اللبنانية والفلسطينية، إلى جانب مراجعة مدى فعالية الاتفاقيات والتدابير الأمنية السابقة، وضمان تطبيقها على الأرض بما يعزز الاستقرار النسبي.
تكتسب الزيارة أيضًا أهميتها من التوقيت الحساس الذي جاءت فيه، إذ تتزامن مع تصاعد الخروقات الإسرائيلية في غزة، وتصاعد التهديدات المحتملة على الحدود مع لبنان. هذا السياق يجعل التنسيق العسكري والاستخباراتي بين إسرائيل والولايات المتحدة ضرورة قصوى، لضمان تجنب أي تصعيد شامل قد يؤدي إلى مواجهة واسعة النطاق، وما يصاحبها من انعكاسات سياسية وإنسانية بالغة الخطورة.
كما تعكس الجولة إدراك الطرفين لحساسية المرحلة، والحاجة إلى وضع آليات دقيقة ومرنة لإدارة الأزمات، ومراجعة الاستراتيجيات الدفاعية والهجومية بما يتماشى مع التطورات الميدانية والسياسية. ومن هذا المنطلق، تعد زيارة زامير فرصة لإعادة تقييم الوضع الأمني، وتعزيز التنسيق الاستخباراتي، وضبط استراتيجيات الردع، بما يعكس حرصًا مشتركًا على استقرار المنطقة رغم تعقيداتها المستمرة.
وفي النهاية يمكن اعتبار هذه الزيارة خطوة محورية لتعميق التحالف الإسرائيلي-الأميركي، وتسليط الضوء على أبرز الملفات الأمنية الإقليمية، لا سيما غزة ولبنان، في ظل ظروف متزايدة الصعوبة. وتوفر فرصة لإعادة النظر في الاستراتيجيات الميدانية، والتأكد من جاهزية القوات والإمكانات الاستخباراتية، لضمان إدارة التوترات الإقليمية بشكل فعال وتقليل مخاطر أي مواجهة محتملة، ضمن سياق يتطلب تخطيطًا دقيقًا واستعدادًا متكاملًا.







