إسرائيل تراقب.. وحزب الله يراهن على حافة الهاوية
تبدو الحدود اللبنانية–الإسرائيلية وكأنها على وشك اختبار صبر الجميع، في ظل تصاعد التوتر بشأن نزع سلاح حزب الله.
وكالة رويترز نقلت عن ثلاثة مسؤولين أمنيين لبنانيين ومسؤولين إسرائيليين، أن “تل أبيب تضغط على الجيش اللبناني ليكون أكثر حزما في نزع سلاح حزب الله، وذلك من خلال تفتيش المنازل الخاصة في الجنوب بحثا عن أسلحة”.
وقال مسؤولون أمنيون لبنانيون لـ”رويترز”، إن “هذا المطلب ظهر في الأسابيع الأخيرة، ورفضته القيادة العسكرية اللبنانية، التي تخشى أن يشعل صراعا أهليا ويعرقل استراتيجية نزع السلاح التي يعتبرها الجيش حذرة لكنها فعالة”.
ويعرب الجيش اللبناني عن ثقته بقدرته على إعلان جنوب لبنان خاليا من أسلحة حزب الله بحلول نهاية عام ٢٠٢٥، بما يتماشى مع اتفاق الهدنة الذي أنهى حربا إسرائيلية مدمرة مع الحزب العام الماضي.
لكن خطة الجيش لم تتضمن قط تفتيش الممتلكات الخاصة، وفقا لمسؤولي الأمن اللبنانيين. وتشك إسرائيل في نجاحها دون مثل هذه الإجراءات.
وأوضح مسؤولان لبنانيان أن إسرائيل طلبت مثل هذه المداهمات في اجتماعات آلية “الميكانيزم” التي انعقدت الشهر الماضي، وهي لجنة بقيادة أمريكية تجمع ضباطا لبنانيين وإسرائيليين لمراقبة تنفيذ الهدنة.
بعد ذلك، كثفت إسرائيل العمليات البرية والغارات الجوية في جنوب لبنان، وقالت إنها تستهدف محاولات حزب الله لإعادة التسلح، فيما اعتُبرت هذه الغارات تحذيرا واضحا من أن عدم إجراء عمليات تفتيش أكثر تعمقا قد يؤدي إلى حملة عسكرية إسرائيلية شاملة جديدة.
قال أحد المسؤولين اللبنانيين “إنهم يطالبوننا بتفتيش المنازل، ولن نفعل ذلك… لن نسير على طريقتهم”.
ولفتت رويترز إلى أن الجيش اللبناني رفض التعليق، في إطار سياساته الإعلامية المعتادة.
كما لم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على طلب التعليق، لكنه صرح في 2 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، قائلا: “نتوقع من الحكومة اللبنانية القيام بما التزمت به، وهو نزع سلاح حزب الله، ولكن من الواضح أننا سنمارس حقنا في الدفاع عن أنفسنا كما هو منصوص عليه في شروط وقف إطلاق النار. لن نسمح للبنان بأن يصبح جبهة متجددة ضدنا وسنتصرف حسب الحاجة”.
مخاوف لبنان
ووفق المسؤولين الأمنيين اللبنانيين، يخشى الجيش اللبناني أن يرى سكان الجنوب المداهمات المنزلية على أنها خضوع لإسرائيل، التي احتلت جنوب لبنان لما يقرب من عقدين حتى عام 2000 قبل أن تدخل مرة أخرى العام الماضي.
كما تخشى بيروت أن تستمر إسرائيل في رفع سقف المطالب، مما يخلق خطر تصعيد دائم ويقوض محاولات استقرار البلاد، حسب المسؤولين اللبنانيين.
لكن مسؤولين إسرائيليين يقولون إن حزب الله يسرّع جهوده لإعادة تسليح نفسه من مواقع في الجنوب وشماله، وإن الجيش اللبناني يفشل في مواجهته.
وتمرر إسرائيل معلومات استخباراتية عن مستودعات مشتبه بها إلى اللجنة، التي تنقلها بدورها إلى الجيش اللبناني للتعامل معها، كما تتخذ إسرائيل إجراءات مباشرة عند الحاجة، وفق مسؤول عسكري إسرائيلي.
ونقلت رويترز عن مسؤول عسكري إسرائيلي أن إسرائيل اتخذت أيضا إجراءات مباشرة، لا سيما ضد عمليات نقل أسلحة حزب الله أو عندما ترى أن القوات اللبنانية لم تتحرك بالسرعة الكافية.
ويُصرّ المسؤولون الأمنيون اللبنانيون على أن نقاط التفتيش الجديدة للجيش حول الجنوب تمنع حزب الله من نقل الأسلحة.
كما تحث الولايات المتحدة لبنان على فتح قنوات سياسية مع إسرائيل للوصول إلى هدنة دائمة وحل النزاع الحدودي الطويل الأمد.







