سياسة

الشرع يؤكد ضرورة محاسبة الأسد مع تجنب الصدام مع روسيا


أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، الاثنين، بأن بلاده ستستخدم الوسائل القانونية المتاحة للمطالبة بمحاسبة رئيس النظام السابق بشار الأسد، دون الدخول في “صراع مكلف” مع روسيا التي تستضيفه فيما أكدت موسكو الاحتفاظ بقاعدتيها في البلاد، فيما لا يستبعد مراقبون ان تسليم الرئيس السوري السابق عربونا لتعزيز العلاقات مع النظم السوري الجديد.
وقال الشرع في مقابلة مع شبكة “سي بي أس” الأميركية “هناك أجيال بأكملها عانت من صدمات نفسية هائلة، لذا من المهم جدا أن تمنح فترة التحرير للناس أملا جديدا لعودتهم وإعادة الإعمار”، واستدرك بالقول إن “الشعب السوري شعب قوي”.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 بسطت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حكم حزب البعث، بينها 53 عاما من حكم أسرة الأسد. وأعلنت الإدارة السورية الجديدة في 29 يناير/ كانون الثاني 2025، تعيين الشرع رئيسا للبلاد، خلال فترة انتقالية تستمر 5 سنوات.
ودعمت موسكو النظام السوري في 2015 حيث ساندته في مواجهة المعارضة المسلحة لكنها تخلت عنه في النهاية وفق ترتيبات تحفظ مصلحها وخاصة القاعدتين العسكريتين في منطقة الساحل.
وعن توليه الرئاسة، اعتبر الرئيس السوري أن “الدخول إلى القصر لم يكن تجربة إيجابية، فقد خرج من هذا القصر الكثير من الشر تجاه الشعب السوري منذ بنائه”.
وأضاف “لم نتخذ أي إجراءات خارج الأراضي السورية، ولم نستهدف أحدا سوى النظام أنقذنا الشعب من الظلم الذي كان يفرض عليه من قبل النظام المجرم”.
وفيما يتعلق بمصير الأسد، قال “سنستخدم كافة الوسائل القانونية المتاحة للمطالبة بمحاسبة بشار الأسد” مضيفا “ومع ذلك فإن الانخراط في صراع مع روسيا الآن سيكون مكلفا للغاية بالنسبة لسوريا ولن يكون في مصلحة البلاد”.

ويرى مراقبون ان موسكو في ظل الظروف الحالية يمكن ان تسلم الاسد المنفي عندها وذلك لتعزيز مصالحها في منطقة الشرق الاوسط مه التغيرات الجيوسياسية الحاصلة.
ونهاية شهر سبتمبر/أيلول الماضي أعلن قاضي التحقيق بدمشق توفيق العلي إصدار مذكرة توقيف غيابية بحق الأسد، تمهيدا لمتابعة القضية دوليا عبر منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول).
وفي اليوم التالي للإطاحة به، أعلنت روسيا منحها الأسد وعائلته حق “اللجوء الإنساني” حيث وصل موسكو هاربا من سوريا، بعدما حكمها لمدة 24 عاما (2000- 2024).
من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الاثنين إن السلطات السورية مهتمة بالإبقاء على قاعدتين عسكريتين روسيتين على أراضيها.
وتجري موسكو مناقشات مع القيادة السورية الجديدة بشأن الاحتفاظ بقاعدة بحرية وأخرى جوية هما قاعدة حميميم وقاعدة طرطوس تمنحها موطئ قدم عسكريا مهمًا في المنطقة، منذ الإطاحة بحليفها الرئيس بشار الأسد العام الماضي.
وتؤكد السلطات السورية أن علاقتها بروسيا ستُبنى على أسس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، رغم الخلافات حول مرحلة النظام السابق.
وتقدر دمشق الدعم الروسي في بعض الملفات، وتسعى للحفاظ على علاقات استراتيجية متوازنة لا تتناقض مع أولويات السيادة السورية وحق السوريين في العدالة والمحاسبة”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى