مجتمع

رفض الأطفال للأوامر.. طرق ذكية لتصحيح السلوك دون صراع


يشدد خبراء في نمو الطفل على أن التعاون والامتثال للتعليمات مهارات مكتسبة تتطور تدريجيًا مع مرور الوقت. ويُعد رفض الأطفال الصغار لتوجيهات الكبار أثناء قيامهم بالمهمة في النهاية سلوكًا طبيعيًا ومتوقعًا في هذه المرحلة العمرية. هذا السلوك، والذي يُطلق عليه أحيانًا “الاحتجاج أثناء التنفيذ”، يمكن ملاحظته أيضًا لدى الأطفال الأكبر سنًا، وفهمه يساعد الأهل والمعلمين على التعامل مع المقاومة بشكل أكثر فاعلية.

“طرح خيارين”

ويوصي المتخصصون بحسب موقع “سايكولوجي توداي” بالصبر وتقديم اختيارات محددة لمساعدة الأطفال على تعلم اتباع التوجيهات. فبالنسبة للأطفال الأصغر سنًا، يمكن أن تكون الاستراتيجيات البسيطة مثل تقديم خيارين فقط والبقاء هادئين وسيلة فعالة لدعم شعور الطفل بالاستقلالية، مع تحقيق الهدف المطلوب. فعلى سبيل المثال، قد يتجاوب  الطفل الرافض لترتيب ألعابه بشكل أفضل عندما يُمنح خيارين لطريقة الترتيب بدلاً من أمر مباشر.

ومع تقدم الأطفال في السن، يمكن أن يتخذ الرفض أشكالًا لفظية، مثل وصف المهام بـ”الغبية” أو الرفض الصريح للتفاعل. في مثل هذه الحالات، يُنصح الأبوين بمنح الطفل وقتًا لاستيعاب الطلب، وتقديم دعم متعاطف، والسماح له بالحفاظ على كرامته من خلال تنفيذ المهمة بطريقته الخاصة.

أسباب الرفض

وقد تكون للمقاومة في الأطفال الأكبر سنًا أسباب متعددة، مثل التعب أو القلق أو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أو صعوبات التعلم. ومع ذلك، وبغض النظر عن السبب، يُوصى بإعطاء مساحة للتعبير العاطفي دون مواجهة مباشرة، ما يسمح بالتعامل مع مشاعر الطفل مع الاستمرار في توجيهه نحو إنجاز المهمة.

وحتى البالغون قد يستفيدون من هذا النهج. فمجرد الاعتراف بالمقاومة علنًا مثل قول “لا أريد أن أفعل هذا” أثناء تنفيذ المهمة فعليًا، قد يساعد في تقليل التوتر وتحفيز النفس على الاستمرار.

وفي النهاية، فإن تعلم تنفيذ المهام غير المرغوبة هو مهارة تتطلب التدريب والممارسة. والسماح بالتعبير عن التردد والاحتجاج أثناء التقدم نحو التنفيذ يمكن أن يخلق بيئة أكثر تعاونًا وصحة، ويقلل من الصراعات، ويُحسن الامتثال على المدى الطويل.
 
 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى