سياسة

بين الخطاب والواقع.. كيف يستخدم الإخوان فلسطين لتبرير وجودهم الإعلامي والمالي؟


تتجدد محاولات جماعة الإخوان المسلمين لاستغلال القضية الفلسطينية كأداة سياسية وإعلامية لإعادة التموضع في المشهد العربي والإسلامي، خصوصًا بعد تراجع حضورها التنظيمي في أغلب الدول، فكلما اشتعلت المواجهة في غزة، تعود الجماعة إلى استخدام خطاب المقاومة لتلميع صورتها واستعادة دورها القديم.

في السياق، تحدث الكاتب والباحث السياسي إيهاب عمر في تصريحات لصحيفة “الوطن، عن أبعاد هذا التوظيف المتكرر الذي يجعل من فلسطين منصة رمزية لإحياء خطاب التنظيم. حتى أن الجماعة باتت لا تتعامل مع الصراع من زاوية وطنية خالصة، بل من منظور دعائي يخدم أجندتها وأهدافها التنظيمية.

وأشار عمر إلى أنّ أحداث 7 أكتوبر 2023، المعروفة بـ«طوفان الأقصى»، شكّلت فرصة ذهبية للإخوان لإعادة تفعيل أذرعهم الإعلامية، عبر التحريض والتأطير العاطفي، وتصوير أنفسهم كمدافعين عن الأمة الإسلامية.

 واعتبر أن الخطاب الإخواني اعتمد على المزايدة الشعورية، في الوقت الذي غابت فيه أي رؤية واقعية أو برنامج دعم حقيقي للفلسطينيين.

وأضاف الكاتب أن الجماعة دأبت تاريخيًا على ترويج روايات حول مشاركتها في “الجهاد بفلسطين” منذ أربعينيات القرن الماضي، لكنها، في الواقع، لم تقدّم سوى توظيف رمزي لتاريخ الصراع، متجاهلة المصلحة الفلسطينية المباشرة. وأكد أن كثيرًا من تلك الادعاءات تُغذّى من داخل التنظيم وتُقدَّم كحقائق مطلقة، رغم افتقارها لأي توثيق موضوعي أو مراجعة مستقلة.

ويرى عمر أن أخطر ما في الخطاب الإخواني ليس التكرار التاريخي أو المبالغة الدعائية فحسب، بل محاولته احتكار النطق باسم فلسطين واحتكار “المشروعية الأخلاقية” للنضال، مما يُقصي الأصوات الوطنية والعقلانية التي تنادي بتسوية عادلة ومتوازنة. ويُذكّر بأن هذا النهج لا يخدم سوى مشروع الإخوان في كسب الشرعية واستدرار العطف الشعبي.

ويخلص التحليل إلى أن الجماعة تحوّل كل قضية عادلة إلى منصة سياسية، وكل تعاطف شعبي إلى أداة تعبئة تنظيمية، لتبقى فلسطين بالنسبة لها ليست رمزًا للحق والحرية فقط، بل وسيلة لإعادة إنتاج حضورها في الوعي العربي. وبين خطاب المقاومة والمصلحة التنظيمية، يتواصل استغلال المأساة الفلسطينية في معركة النفوذ والدعاية التي لا تنتهي.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى