متابعات إخبارية

يسار فرنسا يهتز على وقع فضيحة الإخوان.. انسحاب مدوٍّ من الصفوف الأولى


فجّر النقابي البارز سيدريك برون قنبلة مدوية داخل حزب “فرنسا الأبية”، معلنًا انسحابه ومطلقًا تحذيرًا صريحًا من “قنبلة موقوتة” على وشك الانفجار: وهي الاختراق الإخواني لصفوف الحزب الذي يقوده زعيم أقصى اليسار جان لوك ميلانشون.

لم يكن انسحاب برون مجرد استقالة عادية، بل صرخة كشفت عن معركة داخلية مسكوت عنها، وعن تجاهل قيادات الحزب لتحذيراته المتكررة. فما الذي رآه برون خلف الكواليس وأجبره على الانسحاب؟

في تصريحات نارية لإذاعة “يوروب 1″، كشف برون عن حوارات صادمة دارت بينه وبين نواب الحزب. فعندما كان يُحذّرهم من صعود شخصيات مقربة من تنظيم الإخوان، مثل سوفيان حيكيوسن (نجل الداعية المطرود حسن حيكيوسن)، كان الرد يأتي باردًا ومثيرًا للدهشة.

يقول برون: “كنت أسألهم: هل تعرفون من هو هذا الشخص؟ فيجيبون: نعم، لكن لا يمكننا الاستغناء عنه. إنّه أمر جنوني! ترك عالم العمل لصالح أشخاص كهؤلاء كارثة حقيقية”.

هذه الإجابة تكشف عن معضلة أخلاقية وسياسية، حيث يتهم برون الحزب بالتغاضي عن خطر التطرف الإخواني مقابل مكاسب انتخابية مزعومة، والتضحية بقيم العلمانية التي تأسس عليها اليسار الفرنسي.

لم يتوقف برون عند هذا الحد، بل أكد أنّ ما كشفه الصحفيون والكتّاب عن علاقة اليسار بالإسلام السياسي لا يمثل سوى “جزء بسيط من الواقع”. وأطلق نبوءة سياسية قائلاً: “أولئك الذين يتهمونني اليوم بالتطرف، سيكتشفون خلال أشهر أو سنوات أنّ ما حذّرت منه كان صحيحًا، بل أسوأ ممّا تخيلوا”.

انسحاب برون ليس الأول من نوعه، بل هو الحلقة الأحدث في مسلسل “النزيف” الذي يعاني منه الحزب، ففي عام 2023 استقال جوليان بوا، رئيس قائمة الحركة سابقًا، منتقدًا غياب الديمقراطية.

يأتي هذا التصدع ليعزز ما كشفه الكاتب عمر يوسف سليمان في كتابه “متآمرو الشر”، الذي وثق الروابط المثيرة للجدل بين أقصى اليسار الفرنسي والتنظيمات الإسلاموية، محذرًا من أنّ هذه التحالفات تمثل خطرًا مباشرًا على قيم الجمهورية الفرنسية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى