سياسة

الخلافات الأوروبية تحت المجهر.. هل تصمد قمة الحصن أمام 3 تحديات كبرى؟


يجتمع قادة أوروبا، الأربعاء، في كوبنهاغن التي تشبه القلعة، مع شعور بأن هناك ملفات تتطلب الوحدة الآن أكثر من أي وقت؛ أبرزها تعزيز الدفاع.

ونادرا ما كانت المخاطر التي تحيط بالقارة الأوروبية مثل الوضعية الحالية، إذ تراجع الدعم العسكري الأمريكي، فيما تحدث عمليات استفزازية مثل تحليق المسيرات حول المطارات المدنية، تنسبها بروكسل لروسيا، فيما تنفي الأخيرة أي علاقة لها.

وبينما يتحدث القادة في القمة غير الرسمية المقررة اليوم، ترابط فرقاطة ألمانية في ميناء العاصمة الدنماركية، في استعراض للقوة الأمنية الأوروبية وعلامة على المزاج الحربي السائد في كوبنهاغن.

وقبيل القمة، قالت رئيسة الوزراء الدنماركية، ميت فريدريكسن، إن أوروبا تخوض ”حربًا هجينة“.

ومن المقرر أن تبدأ المحادثات في حوالي الساعة 1 بعد الظهر، وتستمر حتى الساعة 5:30 مساءً، مع وضع ملفات الدفاع وأوكرانيا على رأس جدول الأعمال.

هذا يترك حوالي أربع ساعات للقادة للتوصل إلى نوع من التوافق يمكن إقراره في قمة أخرى رسمية للاتحاد الأوروبي بعد ثلاثة أسابيع.

فيما يلي قضايا شائكة مطروحة على الطاولة،  أجندة الاجتماع: 

الدفاع

وجاء في أجندة الاجتماع: “سيناقش قادة الاتحاد الأوروبي كيفية تعزيز دفاع أوروبا، لا سيما في ضوء الانتهاكات الأخيرة التي ارتكبتها روسيا للمجال الجوي في عدة دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي”.

وتابعت: “أظهرت هذه الاستفزازات مرة أخرى ضرورة قيام الاتحاد الأوروبي بتسريع وتكثيف جهوده لبناء أوروبا قادرة على الاستجابة بشكل فعال ومستقل ومشترك للتهديدات المشتركة”.

ومضت قائلة: “يلتزم الاتحاد الأوروبي بتعزيز استعداداته الدفاعية بشكل حاسم بحلول عام 2030، وقد اتخذ إجراءات سريعة خلال الأشهر القليلة الماضية لتحقيق هذا الهدف. ويشمل ذلك تدابير لتعزيز قدراته الدفاعية، وزيادة التمويل في مجال الدفاع، وتطوير قاعدته الصناعية”.

وخلال القمة، يتعين على الكتلة أن تقرر ما إذا كانت المفوضية أم الدول، ستقود المشاريع الدفاعية الرائدة، مثل ”جدار الطائرات بدون طيار“ على الجانب الشرقي الذي أعلنته السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي الشهر الماضي.

إذ تفضل الدول الكبرى، مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، المزيد من الاستقلالية الوطنية، وفق مجلة “بوليتيكو” الأمريكية.

ومن بين الأمور المطروحة للنقاش أيضًا كيفية تمويل مثل هذه المشاريع، حيث تفضل بعض الدول الأعضاء الديون المشتركة، بينما تفضل دول أخرى، بما في ذلك ألمانيا، تمويل الإنفاق الدفاعي من خلال “SAFE”، وهو أداة مالية تبلغ قيمتها 150 مليار يورو تابعة للاتحاد الأوروبي لشراء الأسلحة.

وتريد الكتلة الإجابة عن هذه الأسئلة حتى تتمكن من وضع اللمسات الأخيرة على خارطة طريق لتسليح نفسها. 

مليارات روسيا المجمدة

تعتقد المفوضية الأوروبية أنها وجدت ثغرة ذكية لتحرير الأصول الروسية الخاضعة للعقوبات من أجل ”قرض تعويضات“ بقيمة 140 مليار يورو لأوكرانيا، لكنها تحتاج لحشد الدول للمشاركة.  

وفقًا لخطة المفوضية، سيتم دفع الأموال الروسية المجمدة منذ بداية الحرب إلى كييف كقرض بدون فوائد، على أن تسدده أوكرانيا فقط بعد أن تنهي موسكو حربها وتدفع تعويضات.

وعادةً ما تتطلب مثل هذه الخطوة الدراماتيكية موافقة بالإجماع من جميع دول الاتحاد الأوروبي، ولكن من غير المرجح أن توافق المجر وسلوفاكيا، حيث تربطهما علاقات ودية بالكرملين. وكذلك الحال بالنسبة لبلجيكا، حيث إن الأصول المجمدة مودعة في حساب مصرفي في بروكسل.

ورغم ذلك، لا تزال المفوضية تعتقد أنها قد تتمكن من تنفيذ خطتها بدعم من أغلبية، وتدفع بأن هذا المخطط سيعزز صناعة الأسلحة الأوروبية.

وقال مسؤول حكومي ألماني رفيع المستوى لـ “بوليتيكو”: ”أعتقد أن موسكو ستراقب اجتماع المجلس الأوروبي غير الرسمي هذا عن كثب“.

عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي

لكي تمضي أوكرانيا قدماً في طريقها نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، يتعين على جميع الدول الأعضاء في الاتحاد البالغ عددها 27 دولة أن تعطي الضوء الأخضر.

هذا يمثل مشكلة، بالنظر إلى أن المجر تعهدت مراراً وتكراراً بعرقلة انضمام كييف. 

ومن المقرر أن يطرح رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، إمكانية تعديل إطار التفاوض الخاص بالكتلة بالنسبة للبلدان المرشحة للانضمام، بحيث يسمح بفتح إجراءات الانضمام بالأغلبية بدلاً من الإجماع، متجنباً بذلك حق النقض الذي تمتلكه المجر. 

وتم طرح هذا الاقتراح من قبل حلفاء كييف من قبل وحصل على موافقة المفوضية الأوروبية يوم الإثنين الماضي. ولكن من المرجح أن يتطلب موافقة بودابست، والأخيرة لا توافق على انضمام أوكرانيا.

كما يواجه هذا المقترح معارضة من عدة دول أخرى، منها فرنسا وهولندا واليونان، ومن غير المرجح أن يحظى بموافقة واسعة في الدنمارك، وفقًا لثلاثة دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي ومسؤول في الرئاسة الفرنسية تحدثوا إلى “بوليتيكو” شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة المداولات الحساسة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى