الإخوان المسلمون بين الشرق والغرب: كيف تحولت الجماعة إلى “تهديد صامت” داخل الديمقراطيات؟
في 30 سبتمبر 2025، مرّ خبر نشر مركز صواب – المبادرة الإماراتية-الأميركية المشتركة – لورقة بحثية جديدة حول جماعة الإخوان المسلمين مروراً عابراً في بعض وسائل الإعلام. غير أن إعادة نشره من طرف الكاتب والصحفي الإسرائيلي إيتان فيشبيرغر على منصة X جعلت النقاش يعود مجدداً حول سؤال ظل يطرح منذ سنوات: لماذا لم تُصنَّف الجماعة حتى الآن كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية؟
-
ورقة “صواب” تكشف الوجه الحقيقي لجماعة الإخوان المسلمين: تهديد عالمي يتطلب مواجهة دولية
-
الإخوان المسلمون.. الوجه الخفي داخل الديمقراطيات الغربية
بين الورقة والواقع
الورقة البحثية التي أصدرها المركز لم تكن مجرد دراسة أكاديمية، بل جاءت محمّلة برسائل تحذيرية. فهي تكشف أن الجماعة:
-
ترفض مفهوم الهوية الوطنية وتتمسك بمشروع الخلافة العابرة للحدود.
-
تمارس خطاباً مزدوجاً، حيث تخاطب الداخل بلغة تحريضية متشددة، بينما تقدم للخارج صورة “معتدلة”.
-
رغم ضعفها في الشرق الأوسط بعد سقوط حكمها في مصر وتراجعها في تونس، فإنها رسخت وجودها في الغرب عبر المنظمات غير الحكومية والضغط السياسي.
هذه الخلاصات تدفع إلى سؤال محوري: إذا كانت المؤسسات البحثية والأمنية تعرف هذا، فما الذي يمنع اتخاذ قرارات حاسمة؟
-
باحثون: إدارة أموال الإخوان تكشف صلات غير معلنة بإسرائيل
-
باريس تواجه تمدد الإخوان.. إغلاق يهدد مسجد “لو بلويه”
استراتيجية التسلل الناعم
من خلال تتبع أنشطة الجماعة في الغرب، يظهر أنها نجحت في خلق شبكة متداخلة من الجمعيات والمراكز الثقافية والمؤسسات التعليمية التي تعمل كأذرع ناعمة. هذه الأذرع تمنح الإخوان غطاءً قانونياً ورسالة مطمئنة للرأي العام، لكنها في الواقع تتحرك بشكل منظم نحو هدف واحد: التأثير على السياسات العامة من الداخل.
مصادر بحثية أوروبية تحدثت في أكثر من مناسبة عن قدرة الجماعة على بناء تحالفات مع أحزاب سياسية ومنظمات حقوقية، ما يمنحها نفوذاً مؤسسياً لا يتناسب مع حجمها الحقيقي.
-
استهداف العقول الناشئة.. الإخوان يعيدون أساليب التسعينيات في تونس
-
من الفصول إلى التنظيم.. الإخوان يعيدون سيناريو التسعينيات
الإمارات في خط المواجهة
اللافت أن دولة الإمارات هي من بين الدول القليلة التي قررت خوض المعركة على المستوى الفكري والإعلامي. فمركز صواب، الذي تأسس بالشراكة مع الولايات المتحدة، لا يكتفي برصد التهديدات الأمنية التقليدية، بل يركز على تفكيك الخطاب الأيديولوجي للجماعة. هذه المعركة الفكرية قد تكون أكثر خطورة من الحرب العسكرية، لأنها تستهدف العقول، وخصوصاً الشباب الذين يشكلون الفئة الأكثر عرضة للتأثر بخطاب الإخوان.
ثغرات في الموقف الغربي
من خلال مراجعة سياسات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يظهر أن هناك تردداً دائماً في التعامل مع الإخوان. ففي حين يتم تصنيف جماعات كـ”داعش” و”القاعدة” كمنظمات إرهابية دون تردد، يُنظر إلى الإخوان باعتبارهم “جماعة دعوية” أو “تيار سياسي محافظ”.
-
إغلاق معهد الإخوان يفضح النشاط السري للجماعة وفق منشقين
-
مخاوف أوروبية من الإخوان تُترجم بتحركات أمنية وتشريعية
هذا التوصيف – الذي لا يتطابق مع الواقع – هو ما يمنح الجماعة مساحة مناورة واسعة، تستغلها في إعادة إنتاج خطابها بأشكال جديدة، دون أن تقع تحت طائلة القانون.
تداعيات هذا التردد
الورقة تحذر من أن عدم تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية يفتح الباب أمام:
-
انتشار الأفكار المتطرفة داخل المجتمعات الغربية.
-
استهداف الشباب بخطاب ديني سياسي يزيد من احتمالات التجنيد.
-
تعطيل جهود السلام والاستقرار، سواء في الشرق الأوسط أو في مناطق النزاع حيث يتواجد نفوذهم.
-
الإخوان المسلمون: خطر متجدد يتخفى خلف لغة الحرية والديمقراطية
-
معركة فرنسا مع الإخوان.. هل يكون إغلاق معهد الأئمة نقطة تحول؟
من يحمي الديمقراطية من الداخل؟
التحقيق يخلص إلى أن التهديد الحقيقي الذي تمثله الجماعة لا يكمن في قوتها الظاهرة، بل في قدرتها على الاندماج في البنى الديمقراطية واستغلالها ضد نفسها. وهنا يبرز السؤال الكبير: هل ستواصل الولايات المتحدة والغرب سياسة “غض الطرف”، أم سيأتي وقت يتخذ فيه قرار حاسم بتجفيف منابع نفوذ الإخوان؟







