20% فقط.. ورقة لاريجاني لمواجهة نفوذ الحرس الثوري النووي

يكافح علي لاريجاني، الأمين العام الجديد للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، لإقناع السلطات في بلاده بخفض تخصيب اليورانيوم.
وبحسب تقرير لصحيفة “تلغراف” البريطانية، يواجه لاريجاني معارضة قوية، لا سيما من الحرس الثوري، فيما رشحت مؤشرات على أن قيادة النظام بدت مستعدة للامتثال وإعادة التواصل مع القوى الغربية.
وتقف إيران عند مفترق طرق الآن، وعليها الاختيار ما بين تقليص برنامجها النووي أو الخضوع مجددًا للعقوبات الأوروبية وربما لضربة أمريكية–إسرائيلية جديدة.
في ظل تهديدات بريطانيا وفرنسا بإعادة العقوبات، ووسط المخاوف من عودة الحرب مع إسرائيل وانخراط الولايات المتحدة فيها، تبدي إيران استعدادها لتخفيف موقفها المتشدد فيما يتعلق ببرنامجها النووي.
وكشفت “تلغراف” أن علي لاريجاني يقود جهودًا لإقناع النظام بخفض نسبة تخصيب اليورانيوم من 60% إلى 20% لتجنب اندلاع حرب أخرى.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إيراني كبير قوله: “يحاول لاريجاني إقناع النظام بخفض مستوى التخصيب لتجنب حرب أخرى، حيث يشعر بالقلق من أنه في حال عدم تلبية بعض مطالب الغرب، سيواجه النظام تحديًا كبيرًا آخر”.
ورغم أن نسبة 20% تمثل تراجعًا كبيرًا عن قدرات إيران الحالية، فإنها ستظل تتجاوز حد 3.67% المنصوص عليه في الاتفاق النووي لعام 2015، والذي ينتهي العمل به في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، مما يسمح بإعادة فرض العقوبات على طهران، وهو ما هددت به بريطانيا وفرنسا وألمانيا إذا لم تلتزم إيران باستئناف المفاوضات النووية قبل نهاية الشهر الجاري.
ويوم الجمعة الماضي، تحدث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي هاتفيًا مع نظرائه الفرنسي والألماني والبريطاني لمناقشة تجنب إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة، واتفق على الاجتماع بهم الأسبوع المقبل.
ويتزايد القلق الأوروبي منذ أن قطعت طهران كل أشكال التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عقب الحرب الإيرانية–الإسرائيلية في يونيو/ حزيران الماضي، مما أدى إلى تزايد جهل المجتمع الدولي ببرنامج إيران النووي ووضع مخزونها من اليورانيوم.
وتكشف جهود لاريجاني عن وجود انقسامات داخل النظام حول كيفية التعامل مع الغرب، حيث يواجه المرشد الإيراني علي خامنئي (86 عامًا) ضغوطًا متزايدة من داخل صفوفه للاختيار بين الطموحات النووية وبقاء النظام.
ويدعو الائتلاف الإصلاحي في إيران إلى تعليق تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات الأمريكية، كما يدعو في الوقت نفسه إلى تغييرات داخلية، لكن هذه الدعوات فجّرت غضب المتشددين الذين شنوا هجومًا على الإصلاحيين واعتبروا أنهم “يلعبون في صف العدو”.
وفي مؤتمر صحفي الشهر الجاري، عرقل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان شهورًا من الدبلوماسية وأثار أزمة سياسية كشفت عن انقسامات في قيادة البلاد، حيث قال: “إذا لم نتحدث، فماذا نفعل؟ هل تريدون القتال؟” وأضاف: “يضربوننا، فنعيد البناء، وسيضربوننا مجددًا”.
وأثارت هذه التصريحات ردود فعل عنيفة، حيث شكك مسؤولو الحرس الثوري الإيراني في حكمه، واتهمته الصحف المحافظة بالضعف، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بدعوات لعزله.
وقال المحللون إن هذه الحادثة تُبرز مدى ضعف بزشكيان بعد عام واحد من توليه منصبه، حيث يرى المتشددون أن سياسته الخارجية ساذجة وتضر بمصالح إيران
كما تعرض بزشكيان لتوبيخ قوي من داخل المؤسسة الأمنية، حيث حذّر عزيز غضنفري، نائب الرئيس السياسي للحرس الثوري الإيراني، من أن تكرار “الأخطاء اللفظية” قد يُعرّض الأمن القومي للخطر.
ووسط التوترات الدبلوماسية، تُجري وزارة الدفاع الإيرانية تدريبات على الصواريخ الباليستية، فيما يبدو أنه استعراض للجاهزية العسكرية.
ومؤخرًا، قال العميد رحيم صفوي، كبير مستشاري خامنئي: “نحن الآن في حالة حرب، وهناك احتمال لانهيار هذا الوضع في أي لحظة”، وأضاف أن المسؤولين العسكريين الإيرانيين يعتقدون أن “من يريد السلام عليه أن يكون مستعدًا للحرب، وأن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم”.
وقال أستاذ للعلوم السياسية في جامعة إيرانية إن النظام يمر بمرحلة حرجة، ممزقًا بين الحفاظ على رضا أنصاره المحليين والتواصل مع الغرب، وأضاف: “يعتقد الكثيرون أن التعامل مع الغرب يعادل خسارة ضربة استباقية ضدنا.. لكن الواقع هو أنه ليس لديهم خيار آخر سوى إيجاد طريقة للبقاء، قد يعني ذلك خفض مستويات التخصيب، حتى لو كان وسيلة لكسب الوقت فقط”.