تركيا تصعّد ميدانيًا في سوريا لإجهاض طموحات الأكراد

تلقي تركيا بثقلها في دعم الإدارة السورية الجديدة بقيادة حليفها أحمد الشرع، عسكريا تحسبا على ما يبدو لانهيار محتمل لاتفاق سابق يقضي بدمج التنظيمات الكردية المسلحة والسياسية في المؤسسات السورية الرسمية.
وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية الخميس إن بلاده ستزود سوريا بأنظمة أسلحة ووسائل لوجستية بموجب اتفاق تعاون عسكري تم توقيعه أمس الأربعاء، مضيفا أن أنقرة ستدرب الجيش السوري أيضا على استخدام هذه المعدات إذا لزم الأمر.
وسيؤدي الدعم العسكري التركي إلى تعزيز قدرات الجيش السوري في مناطق الشمال والشرق، خاصةً في مواجهة قسد. وقد يغير هذا الاتفاق ميزان القوى ويجعل دمشق أكثر قدرة على استعادة السيطرة على مناطق كانت تحت نفوذ القوات الكردية.
ومن الممكن أيضا أن يفتح الاتفاق العسكري التركي السوري جبهة جديدة من التوتر بين أنقرة وتل أبيب، خاصة إذا استخدمت الأسلحة التركية لتعزيز القدرات الدفاعية السورية في مواجهة الغارات التي تنفذها إسرائيل من حين إلى آخر وآخرها تلك التي طالت مواقع الجيش السوري في السويداء خلال أحداث العنف بين الدروز والبدو السنّة التي راح ضحيتها المئات.
وتعد تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، أحد الحلفاء الرئيسيين لسوريا منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد العام الماضي. وتعهدت بالمساعدة في تدريب وإعادة هيكلة القوات المسلحة السورية وإعادة بناء البلاد ومؤسسات الدولة ودعم الجهود الرامية إلى حماية سلامة الأراضي السورية.
وفي خطوة أولى نحو اتفاق تعاون عسكري شامل تتفاوضان عليه منذ شهور، وقّعت تركيا وسوريا مذكرة تفاهم أمس الأربعاء بعد اجتماعات مكثفة بين وزراء خارجية ودفاع البلدين ورئيسي المخابرات.
وقال المصدر من وزارة الدفاع التركية في تصريحات للصحفيين اليوم الخميس “تستهدف المذكرة التنسيق والتخطيط للتدريب والتعاون العسكري وتقديم الاستشارات وتبادل المعلومات والخبرات وضمان شراء المعدات العسكرية وأنظمة الأسلحة والمواد اللوجستية والخدمات ذات الصلة”.
ومن أهم أسباب هذا الاتفاق هو سعي البلدين لمواجهة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تعتبرها أنقرة ودمشق تهديدا لوحدة أراضي سوريا واستقرارها. ويشمل الاتفاق أيضًا تدريب الجيش السوري على استخدام هذه المعدات، ويهدف إلى تقوية قدرات الجيش السوري لمواجهة محتملة مع الأكراد في حال فشل تنفيذ اتفاق دمج المسلحين الأكراد في المؤسسات السورية الرسمية.
وبدأ صبر تركيا ينفد إزاء ما وصفته بعدم تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مارس/اذار الماضي بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية -التي يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة- من أجل دمج قوات سوريا الديمقراطية في مؤسسات الدولة السورية.
وحذرت أنقرة من القيام بعمل عسكري ضد قوات سوريا الديمقراطية التي تعتبرها منظمة إرهابية ونفذت ضدها عمليات عبر الحدود في الماضي.
وقالت إن الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات الحكومة السورية في وقت سابق من هذا الشهر والمؤتمر الذي عقدته للمطالبة بمراجعة الإعلان الدستوري السوري تهدد سلامة أراضي البلاد.
وأوضح المصدر أن قوات سوريا الديمقراطية لم تف بأي من الشروط المنصوص عليها في اتفاق مارس مع دمشق وجدد اتهام أنقرة لها بأن أفعالها تقوض الوحدة السياسية في سوريا. وقال “نتوقع الالتزام الكامل بالاتفاق الموقع وتنفيذه العاجل على أرض الواقع”.