متابعات إخبارية

بوليساريو تصطدم بحائط الموقف البريطاني المؤيد لسيادة المغرب


باءت محاولة بوليساريو لإقناع الحكومة البريطانية بالتراجع عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب لإنهاء النزاع حول الصحراء المغربية، بالفشل، في ضربة موجعة للجبهة الانفصالية التي تتخبط في عزلة تتفاقم يوما بعد يوما بعد أن انفض من حولها أغلب داعميها، إثر تلاشي طرحها الانفصالي في ظل الإجماع الدولي على وجاهة المبادرة التي تقترحها الرباط لتسوية القضية.

وأرسلت الجبهة الانفصالية خلال الأسبوع الجاري وفدا إلى مقر وزارة الخارجية البريطانية، برئاسة ما تسميه “وزير خارجيتها” محمد يسلم بيسط، حيث التقى وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هاميش فالكونر، فيما لم يسفر اللقاء عن أي تجاوب من قبل حكومة كير ستارمر، وهو ما يؤكده بيان بوليساريو الذي تضمن عبارات فضفاضة من قبيل “التمسك بالمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة” و”احترام حقوق الإنسان والشعوب”، دون أن يشير إلى أي تغيير في الموقف البريطاني، وفق موقع “الصحيفة”.

ويأتي هذا التحرك بعد إعلان المملكة المتحدة في يونيو/حزيران 2025 عن دعمها لخطة الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب، مشددة على أنها “الأساس الأكثر مصداقية وواقعية وعملية لتسوية دائمة للنزاع”.

ويعد هذا الموقف انتصارا دبلوماسيًا كبيرًا للمملكة، بالنظر إلى أن بريطانيا هي ثالث عضو دائم في مجلس الأمن الدولي يدعم موقف الرباط، بعد الولايات المتحدة وفرنسا، ما يعزز الشرعية الدولية للمبادرة المغربية.

وعلى الرغم من لقاءات عقدتها بوليساريو مع مسؤولين بريطانيين في وقت سابق، إلا أن الموقف الرسمي المعلن جاء ليؤكد دعم لندن للقضية التي تقيس الرباط على أساسها علاقاتها مع كافة الدول وفق مقاربة أرسى دعائمها العاهل المغربي الملك محمد السادس.

ولم تصدر الخارجية البريطانية أي بيان حول اللقاء بين بيسط وفالكونر، ما يدلّ على أن المملكة المتحدة لا تولي أي أهمية لمطالب الجبهة الانفصالية، لا سيما بعد أن حسمت موقفها بدعم واضح لسيادة المملكة على أراضيها.

وتظهر محاولات البوليساريو الأخيرة، ومن بينها شن حملة ضد المخرج البريطاني كريستوفر نولان لاختياره الصحراء المغربية لتصوير فيلمه “الأوديسة”، ارتباك الجبهة بعد طي صفحة طرحها الانفصالي، خاصة بعد أن بدأت المنطقة تجذب اهتمام المنتجين العالميين.

وترى بريطانيا، كغيرها من الدول الكبرى، أن استقرار شمال إفريقيا يخدم مصالحها، وهو ما يُحتم حل نزاع الصحراء كما أن هناك فرصًا اقتصادية واستثمارية كبيرة في المنطقة التي تتمتع بإمكانيات هامة لا سيما في مجال الطاقات المتجددة.

وحاولت بوليساريو في وقت سابق الطعن قضائيًا في الاتفاقيات التجارية بين المغرب وبريطانيا التي تشمل الأقاليم الجنوبية، بذريعة أنها لم تستشر سكان المنطقة إلا أن هذه المحاولات باءت أيضا بالفشل، حيث أكدت لندن أن مذكرات التفاهم تبرم فقط مع الدول ذات السيادة، في أوضح دليل على عدم اعترافها بالكيان غير الشرعي.

وأبدت المملكة المتحدة خلال الآونة الأخيرة استعدادها للاستثمار في الصحراء، ضمن التزامها بتعبئة 5 مليارات جنيه إسترليني لدعم مشاريع اقتصادية في جميع أنحاء المملكة، في خطوة من شأنها أن ترسخ الاعتراف الفعلي بالسيادة المغربية على المنطقة.

ويشهد التعاون بين المغرب والمملكة المتحدة تناميا ملحوظًا، مدفوعًا بالمصالح المشتركة بين البلدين اللذين أبرما في العام 2021 اتفاقية شراكة لعبت دورا بارزا في تمتين العلاقات التجارية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتوسيع نطاق التجارة العالمية للمملكة المتحدة.

كما يبحث البلدان بشكل منتظم سبل تعزيز التعاون الأمني لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الهجرة غير الشرعية والجريمة العابرة للحدود، بالنظر إلى الثقة العالية في المغرب كشريك يبذل جهودا هامة في بسط الأمن في منطقة شديدة الحساسية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى