2018.. تحركات ومحاولات تنظيم الحمدين لوأد القضية الفلسطينية
فضح عام 2018 تحركات الدوحة المشبوهة لخلق مساحة لتنظيم الحمدين بغزة، من خلال المحاولات القطرية من عشرات الزيارات لسفيرها في غزة محمد العمادي إلى القطاع عبر إسرائيل، مرورًا بالمحاولة الفاشلة لوزير خارجيتها للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وصولاً إلى تهريب ملايين الدولارات لحركة حماس بالحقائب.
وبدت واضحة المحاولات القطرية للتدخل في الشأن الفلسطيني وتخريب الجهود المصرية للمصالحة، على مدار العام المنقضي، كما لم تنجح عشرات المحاولات الفلسطينية لثني تنظيم الحمدين عن التدخل، سواء من خلال الانتقادات العلنية أو عبر رجم موكب العمادي، الذي أطلق عليه الفلسطينيون لقب المندوب السامي، بالأحذية والبيض.
والعام الماضي، بالضبط في الـ23 من أكتوبر 2017، وعقب الإعلان عن المصالحة الفلسطينية الداخلية، زعمت الدوحة أنها لن تدفع رواتب موظفي حماس في قطاع غزة؛ كونها من صميم واجبات حكومة الوفاق الوطني وأنه في حال قررت الدعم فستدعم الحكومة، لكن أن الوعود القطرية سرعان ما ذهبت مع الريح، بحسب منير الجاغوب، رئيس المكتب الإعلامي بمفوضية التعبئة والتنظيم في حركة فتح، أن الدوحة قامت بالتدخل مراراً في الشأن الفلسطيني، وفق ما نقلت العين الإخبارية.
وأضاف الجاغوب تدخلات قطر في الشأن الداخلي الفلسطيني تكللت بإدخال الأموال إلى قطاع غزة من خلف منظمة التحرير والسلطة الوطنية الفلسطينية، وهذا عبث واضح بالقضية الفلسطينية وبمصير الشعب، ويساعد على تطبيق الخطة الأمريكية الإسرائيلية بإقامة دولة في قطاع غزة وحكم ذاتي في الضفة الغربية والقدس عاصمة لإسرائيل…ما تعمل قطر على تحقيقه يعد جوهر صفقة القرن، وبالتالي فإن أي جهة ترسل الأموال إلى غزة من خلف منظمة التحرير فهي عمليًا تساعد في تطبيق هذه الخطة وهذا ما فعلته قطر.
وكان العمادي قام بعشرات الزيارات إلى قطاع غزة من خلال إسرائيل، أطلق خلالها التصريحات عبر وسائل إعلام إسرائيلية عن لقاءات عديدة له مع قادة الاحتلال الإسرائيلي.
ومن جهة أخرى، سعى وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني جاهدًا للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوساطة حاخام ورجل أعمال يهوديين؛ لكن دون جدوى، وسط معلومات عن لقاء سري عقده مع وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في قبرص.
وكشف العمادي النقاب عن جهود نظام الحمدين في وقف مسيرات العودة قرب حدود قطاع غزة، والتي أبرزت زخمًا دوليًا باتجاه رفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع، وبعد تهريبه ملايين الدولارات في سيارته الخاصة عبر الحواجز الإسرائيلية إلى حماس في قطاع غزة، فقد كشف عن مخطط لمطار بديل في غزة يستجيب للمطالب الإسرائيلية.
و تحدث رئيس المكتب الإعلامي بمفوضية التعبئة والتنظيم في حركة فتح، بمرارة قائلا: للأسف الشديد فإن ما يقوم به العمادي هو أكثر من تطبيع فهو يتحدث عن مطار وموظفين وكل ما يتحدث به هو إدامة للانقسام الفلسطيني الداخلي وليس لحل القضية أو مساعدة الفقراء…إذا ما كان العمادي حزينًا على الشعب الفلسطيني، وليس قادرًا على مغادرة غزة، يمكنه فتح الممر الآمن بين الضفة وغزة وهو ما سيكون من شأنه أن يحفظ الحالة السياسية والجغرافية للشعب الفلسطيني.
وقال الجاغوب عن تصريحات تنظيم الحمدين عن دعم القضية الفلسطينية: قطر حليف لحركة حماس وليس للشعب الفلسطيني، وهي تدعمها ولا تدعم الشعب الفلسطيني وإنما تحضر الأموال لحماس في قطاع غزة، من خلال المخابرات الإسرائيلية وهذا ما تقوم به الدوحة.
وكشف القيادي في حركة فتح النقاب عن أن السلطة الفلسطينية احتجت لدى قطر بشكل رسمي وتوجه مبعوث فلسطيني إلى الدوحة وتحدث بهذا الأمر ولكن للأسف الشديد لم يستجيبوا، واعتبر الفلسطينيون أن ما قامت به قطر على مدار عام 2018 هو محاولة للتساوق مع المشاريع الإسرائيلية الهادفة لتكريس الانقسام الفلسطيني وتطبيق صفقة القرن الأمريكية.
ونقلت العين الإخبارية عن أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، قوله: نرفض أي إمكانية لحلول مؤقتة أو إدخال أموال قطرية عبر الاحتلال من خلال المبعوث العمادي كما جرى، لأن هذا الأمر يشكل خطراً فادحاً على القضية…نتحدث عن حل جدي وحقيقي من خلال مصالحة شاملة تنهي الانقسام والحصار على قطاع غزة وليس من خلال ما يشير إلى أن هناك إمكانية للحديث عن لفتات يقوم بها الاحتلال، مثل دخول الأموال بهذه الطريقة والمراهنة على ذلك يكرس الانقسام من أجل أن يكون هناك فصل لقطاع غزة والدوران في حلقة ما يسمى صفقة القرن الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.
ورفض الفلسطينيون اقتراحات قطرية بإقامة مطار تحت سيطرة أمنية إسرائيلية أو ممر بحري تحت سيطرة الاحتلال بين قطاع غزة وقبرص.
وتابع أبو يوسف: نعتقد أن ما صرح به العمادي حول مسألة أن يكون هناك مطار وتنطلق الطائرات من غزة إلى قطر وتعود من هناك بضمانات أمنية من الاحتلال الإسرائيلي هو خطير جدًا، لدينا مطار في غزة دمرته حكومة الاحتلال بقصفه ولا يمكن القبول بحلول لها علاقة بقضايا جزئية وأيضًا تعطي الإمكانية لمراهنة البعض على تكريس هذا الانقسام أو الوصول إلى إمارة غزة، فهذا الأمر خاطئ تماماً، إن أي حل سواء الأموال أو فك الحصار وكل ما يتعلق بقضايا الشعب يجب أن يكون في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب لفلسطيني، وفي إطار المصالحة وتوقيع الاتفاقات الموقعة في القاهرة، معتبرا أن المساعي القطرية إنما تهدف إلى التخريب على الجهود المصرية التي سعت كما في السنوات الماضية إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية.
ومن جهته، قال هاني المصري، المحلل السياسي الفلسطيني البارز، أن ما تقوم به قطر يسهم في إقناع حماس بعدم التجاوب مع جهود المصالحة، وأجاب المصري رداً على سؤال إن كانت قطر تسهم في تعميق الانقسام: نعم طبعاً، الوحدة الفلسطينية تعني أن تأثر حماس بقطر سيكون أقل وحاجتها إليها أقل، وبالتالي فإن الطريق لإبراز الدوحة كلاعب مهم هو ما تقوم به من إدخال الوقود والأموال إلى غزة، والآن يقول (العمادي) إنه طرح على الإسرائيليين إقامة مطار للطيران من غزة إلى الدوحة وبالعكس بما يعني أن المحطة هي الدوحة.
ووسط كل ذلك فقد تواصلت جهود تنظيم الحمدين لإرضاء الإسرائيليين بما في ذلك اتصالات مع الجماعات اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وكشفت العديد من الوثائق عن تبرعات قدمتها قطر للمنظمة الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية ولمنظمات تسهم في الترويج لرواية جيش الاحتلال الإسرائيلي.