فضيحة إنسانية.. الحوثي يسيطر على أغلب المساعدات في مناطق نفوذه

اتهمت الحكومة اليمنية، مليشيات الحوثي بنهب 75% من المساعدات الإنسانية لتمويل حربها وتحويلها لمصدر إثراء لقياداتها الإجرامية.
وقالت الحكومة اليمنية على لسان وزير إعلامها معمر الإرياني إن “مليشيا الحوثي حولت المساعدات الإنسانية الدولية إلى أحد روافد اقتصادها الموازي. ومصدر تمويل رئيسي لآلة الحرب”، محذراً من أن استمرار تغاضي المجتمع الدولي عن هذه الممارسات يفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن ويطيل أمد الحرب.
-
اعتقالات داخلية في صفوف الحوثيين تطال 11 عنصراً
-
المال المُخدَّر.. الحوثيون يتجهون للكبتاغون لتمويل الحرب والبقاء
وأضاف الإرياني في بيان صحفي أن “المليشيات لم تكتف بتدمير مؤسسات الدولة ونهب مواردها الاقتصادية، بل سيطرت على مفاصل العمل الإنساني في مناطق سيطرتها. وفرضت قبضتها على منظمات الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة. محوّلة المساعدات الإنسانية إلى أدوات للاستقطاب والتحشيد والتمويل”.
وكشف الإرياني عن أن اليمن تلقت منذ 2015 وحتى منتصف 2024 مساعدات إنسانية دولية تفوق 23 مليار دولار، خُصص نحو 75 بالمائة منها لمناطق سيطرة مليشيات الحوثي. التي عمدت إلى نهبها واستغلالها لتمويل عملياتها العسكرية. وإثراء قياداتها، بدلا من أن تصل إلى ملايين الفقراء والمرضى والمحتاجين.
-
من خبزة إلى الحفرة.. قصص الألم والمعاناة في رداع اليمنية تحت الحوثي
-
تصعيد جديد.. الحوثيون يستهدفون إسرائيل بصاروخ و3 طائرات مسيرة
وأكد أن مليشيات الحوثي شيدت ما يُسمى “المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي” (SCMCHA)، وربطته بجهاز الأمن والمخابرات. ليتحول إلى أداة ابتزاز وتحكم في برامج الأمم المتحدة، حيث يُمنع أي نشاط إنساني دون موافقته.
وأضاف أن “مليشيات الحوثي فرضت المئات من المنظمات التابعة لها كشركاء تنفيذ للوكالات، وقيّدت حركة المنظمات الدولية، وأجبرتها على التعامل مع موردين وشركات تابعة لها. ما أدى إلى سيطرة شبكاتها على التوريدات والصفقات”.
-
عدن تكشف أوراق الحوثي.. خلية تجسس وتجند الشباب سراً
-
الحديدة تحت النار.. إسرائيل تضرب شريان الحوثي وتشل الميناء
وأشار الإرياني إلى تقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة لعام 2019، الذي أكد أن الحوثيين لا يحترمون استقلال العمل الإنساني، ويمارسون عراقيل ممنهجة ضد المنظمات. ويضغطون لتوظيف موالين، ويعتدون على الموظفين. ويمنعون التأشيرات، في محاولة لفرض هيمنتهم على كل مفاصل العمل الإنساني.
كما مارست مليشيا الحوثي “أنماطاً متعددة من النهب، شملت الاستيلاء المباشر على الغذاء والدواء وبيعه في الأسواق، والتلاعب بقوائم المستفيدين وتحويل الدعم إلى أسر قتلاها ومقاتليها. وتزوير برامج الدعم النقدي وفرض استقطاعات على المستفيدين. وفرض ضرائب بنسبة 2% على المساعدات بذريعة نفقات تشغيلية، وتحويل المساعدات إلى ميناء الحديدة بدلا من عدن. وربط التعامل بالبنوك المعتمدة لديها”، وفقا للوزير اليمني.
-
تصعيد قبلي في البيضاء.. 5 قتلى باشتباكات مع الحوثيين
-
كيف أصبح الكبتاغون وقود معركة الحوثي وسلاحه الخفي؟
واستدل الإرياني بتقارير دولية كشفت أن وكالات أممية دفعت رواتب تصل إلى 10 آلاف دولار شهرياً لرئيس “سكمشا” ونائبه، فضلا عن تمويل نفقات إدارية وتأثيث. منها مليون دولار كل ثلاثة أشهر من المفوضية السامية للاجئين، و200 ألف دولار من وكالة الهجرة.
وأكد أن المليشيات “اعتمدت على منظمات واجهة لنهب المساعدات، أبرزها: مؤسسة “بنيان التنموية” التابعة للقيادي محمد المداني، ومؤسسة “يمن ثبات” التابعة لـ فواز الحامد. والمركز اليمني لحقوق الإنسان التابع لإسماعيل المتوكل. وشركة “أركان النهضة” التي حصلت على عقود توزيع مساعدات بأكثر من نصف مليون دولار في الحديدة.
-
الجيش اليمني يوقف شحنة ذخائر قبل وصولها إلى الحوثيين في أبين
-
الحوثيون يرفعون سقف التهديدات: أي سفينة مع إسرائيل ستكون هدفًا
كما أكد أن هذه “الممارسات تسببت في تفاقم الأزمة الإنسانية، وتقويض ثقة المانحين. وتراجع حجم التمويل الدولي لليمن، وزادت من معاناة ملايين اليمنيين، خاصة النازحين والجوعى. حيث تم استغلال معاناتهم لتمويل حرب المليشيا ومشاريعها التخريبية”.
ودعا الإرياني المجتمع الدولي ووكالات الأمم المتحدة إلى وقف سياسة “غض الطرف”. ومراجعة آليات العمل الإنساني في اليمن، وتطهير سلاسل التوزيع من الأذرع الحوثية. وفرض رقابة ميدانية شفافة، مؤكداً أن ما تقوم به المليشيات يُعد “نهبا منظما”، يرقى إلى مستوى الجريمة المنظمة.
-
اليمن.. إب تحت رحمة العنف الحوثي وتأزم الوضع في اللواء الأخضر
-
حملة أمنية واسعة.. حرّاس اليمن يقطعون شرايين التهريب إلى الحوثيين
واختتم الإرياني بالإشارة إلى أن ملف نهب المساعدات الإنسانية. يكشف عن اقتصاد مافيوي تديره المليشيات خارج مؤسسات الدولة، قائم على النهب والاستغلال، محذرا من أن السلام في اليمن سيظل رهينة هذا الاقتصاد الحربي ما لم يتم تجفيف مصادر تمويله. ومحاسبة المتورطين في نهب المساعدات.
وتشير تقارير أممية إلى أن “نحو 60 % من المساعدات لا تصل إلى مستحقيها في مناطق الحوثيين. فيما كشف برنامج الغذاء العالمي عن اختفاء كميات ضخمة من المساعدات عام 2019.
كما كشف تقرير لمبادرة “استعادة الأموال المنهوبة – REGAIN YEMEN” اليمنية مؤخرا أن 13.5 مليار دولار من المساعدات تم توجيهها لمناطق الحوثيين، نُهب منها أكثر من 80%”.
-
إشادة أمريكية بعملية نوعية لوقف تهريب أسلحة إيرانية إلى الحوثيين
-
صراع النفوذ يتجدد في المهرة.. والحوثيون يناورون في خاصرة اليمن الشرقية