متابعات إخبارية

السويداء تترنح تحت وطأة التوترات.. الأمن والطائفية في مشهد متفجر


قتل شخصان جراء اشتباكات شهدتها محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب سوريا، وذلك للمرة الأولى منذ سريان وقف لإطلاق النار وضع حدا لمواجهات ذات خلفية طائفية قبل أسبوعين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد المرصد بمقتل شخصين “أحدهما من أبناء السويداء والآخر من عناصر الأمن العام” جراء اشتباكات في الريف الغربي للمحافظة.

ويعتبر هذا الحادث مؤشرا مقلقا على أن الأوضاع في السويداء لا تزال متوترة وغير مستقرة، وأن وقف إطلاق النار الحالي قد لا يكون كافيًا لضمان السلام الدائم دون معالجة الأسباب الجذرية للصراع.

كما يدل على أن الأسباب الجذرية للصراع في المنطقة، سواء كانت بين الدروز والقبائل البدوية، أو بين القوات الحكومية والفصائل الدرزية، لم يتم حلها بشكل كامل. والتوترات الكامنة لا تزال موجودة ويمكن أن تتصاعد في أي لحظة.

وقد يعكس الحادث عجز الحكومة السورية في فرض سيطرتها الكاملة على محافظة السويداء، التي تتمتع فيها الفصائل الدرزية بنفوذ كبير.

ويبرز الحادث أيضا التحديات الكبيرة التي تواجهها سوريا في تحقيق الأمن والاستقرار، لا سيما في المناطق التي تشهد تنوعًا طائفيًا وعشائريًا.

ويمكن أن يكون لمثل هذه الحوادث تداعيات إقليمية، خاصة مع الاهتمام الذي أبدته دول مثل إسرائيل والأردن بتطورات الوضع في السويداء، وتأثيرها على أمن حدودها. كما أن التقارير التي تتحدث عن تدخلات أجنبية تزيد من تعقيد المشهد.

ومن المحتمل كذلك أن يؤدي استمرار سقوط قتلى من الطرفين إلى تأجيج النعرات الطائفية والانتقام، مما يجعل الوضع أكثر خطورة وتصعيدًا.

وهذه المواجهات هي الأولى منذ بدء تطبيق وقف إطلاق النار في 20 يوليو/تموز، عقب مواجهات دامية أوقعت أكثر من 1400 قتيل، العدد الأكبر منهم دروز، وفق المرصد، وشردت 176 ألف شخص من منازلهم، بحسب الأمم المتحدة.

وأشار المرصد إلى أن اشتباكات اندلعت السبت “بين الفصائل المحلية ومقاتلين يستقلون سيارات تابعة للأمن العام على محور تل حديد في الريف الغربي للمحافظة، أسفرت عن مقتل مسلح من الفصائل المحلية التي سيطرت لاحقا على الموقع”.

ودخلت خلال الأيام الماضية قوافل مساعدات إلى المحافظة بواسطة الهلال الأحمر السوري. وأعلنت الأمم المتحدة الخميس إرسال مساعدات منقذة للحياة من أجل تلبية “الاحتياجات العاجلة للأسر والمجتمعات المتأثرة بالتطورات الامنية الأخيرة والانقطاع الحاد في إمكانية الوصول الى الخدمات الأساسية”.

وشهدت محافظة السويداء بدءا من 13 يوليو/تموز ولمدة أسبوع اشتباكات اندلعت بين مسلحين من البدو ومقاتلين دروز، قبل أن تتوسع مع تدخل القوات الحكومية ومسلحي العشائر الى جانب البدو، وفق المرصد وشهود وفصائل درزية.

ورغم صمود وقف إطلاق النار إلى حد كبير، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في تقرير الاثنين إن “الوضع الإنساني” في المحافظة لا يزال “حرجا في ظل حالة عدم الاستقرار المستمرة والأعمال العدائية المتقطعة”.

ويتهم سكان السلطات بفرض “حصار” على السويداء، مع تقييدها حركة الوصول إليها، وانتشار قواتها في أجزاء عدة من المحافظة، وهو ما تنفيه دمشق. ولا يزال طريق رئيسي يربط السويداء بدمشق مقطوعا، مع تمركز مجموعات مسلحة محسوبة على السلطة تمنع حركة المرور واستئناف الحركة التجارية، بحسب المرصد.

وتنفي السلطات السورية فرض حصار على المحافظة وتلقي باللوم على “مجموعات خارجة عن القانون”، وهي تسمية تطلقها على المقاتلين الدروز.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى