سياسة

بيروت تُبقي الوضع على حافة الاشتباك.. لا سلام ولا تطبيع مع تل أبيب


 استبعد الرئيس اللبناني جوزيف عون اليوم الجمعة أي تطبيع للعلاقات مع إسرائيل، مؤكدا تأييده حالة اللاحرب مع الدولة العبرية التي ما زالت تحتل جزءا من الأراضي اللبنانية، في وقت يحاول فيه البلد تأكيد موقفه المستقل بشأن هذا الملف ورفضه الانجرار نحو إبرام اتفاق سلام مع تل أبيب قبل تحقيق مطالبه.

ويمر لبنان بأزمة اقتصادية خانقة، وأي خطوة نحو التطبيع قد تزيد من الانقسامات الداخلية وتوتر الوضع الأمني وغالبا ما يتجنب الرؤساء أي خطوات قد تثير خلافات داخلية عميقة.

وبينما أشارت تقارير عن محاولات أميركية للوساطة بين لبنان وإسرائيل، خاصة فيما يتعلق بترسيم الحدود البرية يبعث تصريح عون برسالة للولايات المتحدة بأن لبنان يفصل بين مفاوضات الحدود وأي مساعي للتطبيع.

وأكد الرئيس اللبناني أن “مسألة التطبيع غير واردة في السياسة اللبنانية الخارجية الراهنة “، في أول رد فعل رسمي على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الذي قال في 30 يونيو/حزيران إن إسرائيل “مهتمة” بتطبيع العلاقات مع سوريا ولبنان.

وميّز عون بحسب بيان لرئاسة الجمهورية اللبنانية بين السلام والتطبيع، بقوله خلال استقباله وفد مجلس العلاقات العربية والدولية “السلام هو حالة اللاحرب وهذا ما يهمنا في لبنان في الوقت الراهن. اما مسألة التطبيع فهي غير واردة في السياسة اللبنانية الخارجية الراهنة”.

وأوضح مسؤول لبناني لوكالة فرانس برس، رفض ذكر اسمه، أن “لبنان لا يزال ملتزما بمبادرة السلام العربية لعام 2002″، مضيفا “لم تطرح علينا الولايات المتحدة أو العرب مسألة التطبيع”، مشيرا إلى أن الرئيس اللبناني يعني العودة لاتفاقية الهدنة لعام 1949.

وما زالت سوريا ولبنان رسميا في حالة حرب مع إسرائيل مذ عام 1948، فيما وصفت دمشق في وقت سابق محادثات التطبيع بأنها “سابقة لأوانها”.

ودعا عون إسرائيل إلى الانسحاب من خمسة مواقع ما زالت تحتلها في جنوب لبنان. ويسري منذ نوفمبر/تشرين الثاني، اتفاق لوقف إطلاق النار بعد نزاع امتد أكثر من عام بين الدولة العبرية وحزب الله، تحوّل إلى مواجهة مفتوحة اعتبارا من سبتمبر/أيلول. ورغم ذلك، يشنّ الجيش الإسرائيلي باستمرار غارات في مناطق لبنانية عدة خصوصا في الجنوب، تقول غالبا إنها تستهدف عناصر في الحزب أو مواقع له.

ونصّ الاتفاق على انسحاب الحزب المدعوم من إيران من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالي 30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل من الجهة الجنوبية) وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز انتشار الجيش وقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام “يونيفيل”.

كذلك، نصّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق تقدمت إليها خلال الحرب، لكن إسرائيل أبقت على وجودها في خمسة مرتفعات إستراتيجية، يطالبها لبنان بالانسحاب منها.

وقال عون متحدثا عن إسرائيل “إنهم يعرقلون حتى الساعة استكمال انتشار الجيش حتى الحدود المعترف بها دوليا”. وطالبت واشنطن بنزع سلاح حزب الله بشكل كامل، وردّ لبنان على هذا المقترح من دون الإفصاح عن مضمون الرد، لكن رئيسه قال إن بيروت عازمة على “حصر السلاح” بيد الدولة، مشدّدا على ضرورة معالجة الملف “برويّة ومسؤولية لأن هذا الموضوع حسّاس ودقيق وأساسي للحفاظ على السلم الأهلي”، في إشارة إلى عدم رغبة السلطات في نزع سلاح الجماعة الشيعية بالقوة.

ويعتبر حزب الله قوة سياسية نافذة في لبنان، والجهة الوحيدة التي احتفظت بسلاحها رسميا بعد انتهاء الحرب الاهلية اللبنانية عام 1990، حين كان قسم من جنوب لبنان لا يزال تحت الاحتلال الإسرائيلي.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى