متابعات إخبارية

هل تسقط صنعاء مع طهران؟.. المشروع الحوثي في مهب الصراع الإقليمي


تتجه أنظار اليمنيين الى الخلاص من الهيمنة الحوثية على البلاد مع استمرار الحرب بين اسرائيل وإيران التي تميل لصالح الأولى مع خسائر كبيرة لطهران وأذرعها في المنطقة، خاصة مع تصريحات وزير الإعلام معمر الإرياني التي بشر بها أبناء الشعب اليمني، أن “الأيام المقبلة ستحمل تحولات مصيرية، وبزوغ فجر اليمن الجديد”.

وقال الإرياني في منشور له على منصة “إكس” مساء الثلاثاء إن الملف اليمني على مشارف حراك واسع وتحولات عميقة، متوعداً بحدوث “مفاجآت قادمة ستُسر كل يمني وعربي حر”، في إشارة واضحة إلى متغيرات سياسية وعسكرية مرتقبة قد تُعيد تشكيل المشهد بالكامل.

وفسر المتابعون تصريحات الإرياني باعتبارها أول إشارة رسمية من الحكومة اليمنية إلى وجود تغيّرات مرتقبة على الأرض أو في مسارات الحلول السياسية والعسكرية، في وقت تزايد فيه الضغط الدولي والإقليمي لإغلاق ملف الصراع.

ومنذ صعود الحوثيين في 2014، اعتمدت الجماعة بشكل كبير على الدعم الإيراني في مختلف المجالات، من التمويل العسكري إلى الإمدادات النفطية والدعم الإعلامي والسياسي. لكن التصعيد الإسرائيلي ضد إيران، الذي شمل استهداف البنية التحتية العسكرية والاقتصادية داخل العمق الإيراني، قد يؤدي إلى تراجع قدرة طهران على تمويل أذرعها الخارجية. مما قد يحول الجماعة من ورقة ضغط إلى عبء استراتيجي، ويضع مستقبلها العسكري والسياسي على المحك خلال المرحلة المقبلة.

ويراهن الكثيرون بأن التصعيد العسكري بين اسرائيل وإيران سينعكس بشكل مباشر على الحوثيين فالضربات الاسرائيلية التي طالت بنية إيران التحتية، من مصافٍ ومنشآت حيوية، تعمق أزمتها الاقتصادية المتفاقمة بفعل العقوبات، وتجعل من الصعب عليها مواصلة تمويل حلفائها في المنطقة بنفس الزخم السابق.

وقد وفر الارتباط مع طهران لجماعة الحوثي قدرات كبيرة مكنتها من السيطرة على العاصمة صنعاء ومؤسسات الدولة اليمنية في 21 سبتمبر/أيلول 2014.

واليوم يأمل اليمنيين أن تكون هذه الحرب سببا في نهاية الحوثي ومشروعه الكارثي في اليمن لاسيما مع تهديداته باستهداف المصالح الأميركية في حال قرر الرئيس دونالد ترامب شن هجوم على إيران. ودشن ناشطون حملة واسعة على مواقع التواصل بعنوان #نهايه_الحوثي، وجاء في تعليق:

واستنكر الكثير من المستخدمين الانسياق وراء مزاعم الحوثي الذي هيمن على البلاد وأفقر الشعب لتحقيق مصالحه الخاصة، وقال ناشط:

وأكد آخرون أّن ممارسات الحوثي ومغامراتهم التي كبدت البلاد خسائر فادحة تؤكد أنه ليسوا سوى وكلاء إيران:

وسلطت العديد من التقارير الإخبارية الضوء على وضع الحوثيين في أعقاب هجوم إسرائيل على إيران ويقول أحدها إن الحوثيين قد يصمدون دون الدعم الإيراني، إلا أن دورهم سيتضاءل إلى حد كبير. مشيرًا إلى أنهم يشكلون خطرًا فريدًا، ليس بسبب نهمهم للمخاطرة، بل لأنهم يمتلكون كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة وغيرها من الدعم التقني.
ويقول إنه في ضوء الاختيار بين عدم فعاليتهم في سياق الحرب الأخيرة أو تنصيب أنفسهم رأس حربة للذود عن إيران، فمن المرجح أن يختار الحوثيون مسارًا وسطًا يولي بقائهم مع بذل الحد الأدنى اللازم لمحاولة تجنب سقوط طهران.

وقال خبير أمني وسياسي يمني، مؤيد للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا لصحيفة يديعوت أحرونوت، إن الاتفاق بين ترامب والحوثيين أحبط هجومًا كانت قد تشنه القوات الحكومية ضد الأخيرين. وأضاف “لقد خاب أمل جميع اليمنيين كثيرًا بسبب الاتفاق الذي سعى فيه ترامب إلى تحقيق نصر سياسي شخصي”.

ونقل التقرير عن مصدر آخر ما قاله مسؤول أمني يمني رفيع المستوى “لقد خدعنا الأميركيون”.

وذكر تقرير لصحيفة معاريف إن الهجمات الإسرائيلية التي شُنت عبر سلاح البحرية على ميناء الحديدة مؤخرًا كان بمثابة رسالة تتعلق بقدرات تل أبيب وقوتها التي لا تقتصر فقط على سلاح الجو؛ بل يمكنها تنفيذ عمليات بحرية وجمع المعلومات الاستخباراتية وصولًا إلى إنزال قوات برية.

وسلطت تقرير لصحيفة هآارتس الضوء على تطور تهديد الحوثيين، وطرح تساؤلًا حول أسباب صمود جماعة محدودة القوة في ظل الاضطرابات التي شهدها الشرق الأوسط، بل إن الحوثيين صعّدوا من هجماتهم ضد إسرائيل.

ويشير باحثون إلى أن على إسرائيل شن هجمات استباقية للقضاء على التهديدات المحتملة للحوثيين من أجل تحقيق توازن الردع. وذلك عبر تطبيق استراتيجية الهجوم الوقائي واستهداف الأصول الاستراتيجية بسلاح حاسم، يتضمن قنابل ثقيلة مصممة لتفجير المخابئ، والصواريخ الباليستية بعيدة المدى، وهجمات غير متوقعة، واستخدام منصات هجومية بحرية. بعد ذلك، يجب شن هجمات مستمرة ومركزة على مستودعات الأسلحة، ومراكز القيادة والسيطرة، وكبار مسؤولي الحوثيين، ومراكز الاتصالات، والمواقع الاقتصادية التي تعد أدوات التحكم والمحرك المالي لتمويل “الإرهاب”.

وتناول تقرير في صحيفة يديعوت أحرونوت قدرة الحوثيين على استخدام خطاب الهويات وتكتيكات دعائية لتعزيز شرعيتهم داخليًا، وتوسيع نفوذهم إقليميًا، وهو ما يجعلهم، الخصم الأخطر ضمن محور المقاومة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى