900 بيضة في 30 يومًا.. تجربة غذائية صادمة على يوتيوب

في واقعة أثارت جدلاً صحياً واسعاً، قرر جوزيف إيفريت ، أحد صانعي المحتوى الرياضي على منصة “يوتيوب”، خوض تجربة غذائية غير مسبوقة ، حيث التزم بتناول 30 بيضة يومياً لمدة شهر كامل ، مستنداً إلى النظام الغذائي الذي اشتهر به اللاعب الأسطوري فينس جيروندا ، أحد رموز كمال الأجسام في السبعينيات.
ما هو نظام فينس جيروندا؟
كان فينس جيروندا معروفاً بلقب “الثائر ضد القواعد”، وكان أحد الرواد في استخدام أنظمة غذائية غير تقليدية لتعزيز نمو العضلات. ومن بين تلك التجارب الشهيرة التي طبقها وأوصى بها، كان ما عرف بـ “نظام البيض النيئ “، حيث كان يأكل ما يصل إلى 36 بيضة يومياً خلال فترات بناء الكتلة العضلية.
جاء هذا النظام كجزء من فكرة أن البيض يحتوي على بروتين عالي الجودة وكمية عالية من الأحماض الأمينية الأساسية ، وهو ما يجعله غذاءً مثالياً لمن يسعون إلى زيادة الكتلة العضلية. لكن هذه الفكرة لم تخلُ من الجدل، خاصة فيما يتعلق بالمخاطر الصحية الناتجة عن استهلاك البيض بشكل مفرط .
تفاصيل تجربة جوزيف إيفريت
بدأ جوزيف إيفريت تجربته عبر قناته على يوتيوب، تحت عنوان:
“هل يمكنني بناء عضلات ضخمة بتناول 30 بيضة يومياً؟”
وأثناء الشهر الكامل، ظل يوثق:
- طبيعة النظام الغذائي الذي يتبعه.
- التغيرات الجسدية والنفسية .
- نتائج التحاليل الطبية الدورية .
- ردود فعل الجمهور حول تجربته.
مكونات النظام الغذائي:
إلى جانب البيض (30 بيضة يومياً) ، اعتمد إيفريت على:
- الأرز البني : مصدر للطاقة والكربوهيدرات المعقدة.
- اللحوم الحمراء والدواجن : لتوفير البروتين الحيواني الإضافي.
- الزبادي اليوناني : كمصدر للبروتين وصحة الجهاز الهضمي.
- الفواكه الموسمية والعسل الطبيعي : لتزويد الجسم بمضادات الأكسدة والسكريات الطبيعية.
- الدهون الصحية : مثل زيت جوز الهند والمكسرات.
طرق تناول البيض:
- أومليت من بياض البيض فقط.
- مشروبات من صفار البيض النيئ مخلوطاً بالحليب أو العسل.
- بيض مسلوق .
- بيض مقلي باستخدام زيوت صحية.
التمارين اليومية:
لم يكن النظام الغذائي وحده كافياً، لذلك أكمل إيفريت برنامجه بجلسات رفع الأوزان لمدة ساعة يومياً ، تركز على تمارين المقاومة والرفع الثقيل لتنمية العضلات.
النتائج الأولية بعد أسبوعين: ارتفاع الكوليسترول الجيد.. ولكن!
بعد مرور أسبوعين على بدء التجربة، خضع إيفريت لتحليل دم شامل، أظهر:
- ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة الكوليسترول الجيد (HDL).
- ثباتاً نسبياً في نسبة الكوليسترول الضار (LDL).
- زيادة في الوزن بمعدل 2.5 كجم ، معظمها يُعتقد أنها كتلة عضلية ودهنية نتيجة الاستهلاك العالي للبروتين والسعرات الحرارية.
لكن، وفي اليوم العشرين من التجربة، بدأت المشاكل الصحية تظهر .
أزمة صحية حقيقية: مشاكل هضمية وتعب عام
بدأت أولى أعراض المشاكل الصحية عندما شعر إيفريت بألم شديد في البطن وتقلصات عضلية حادة، أعقبها:
- إمساك شديد استمر لأكثر من 18 ساعة.
- غثيان متقطع .
- تعب عام وضعف في التركيز .
- انتفاخ شديد .
وقال إيفريت إنه بقي داخل الحمام لمدة تزيد عن الساعة دون جدوى، حتى أدرك أن المشكلة ربما تكون مرتبطة باستهلاكه الكبير للبيض النيئ ، وخاصة صفاره.
ما السبب الحقيقي؟
أوضح خبراء التغذية لاحقاً أن البيض النيئ يحتوي على مثبطات إنزيم التربسين (Tryptsin Inhibitors) ، وهي مواد تمنع عمل الإنزيمات المسؤولة عن هضم البروتينات ، مما يؤدي إلى:
- صعوبة في الهضم.
- اضطرابات في الجهاز الهضمي.
- نقص في امتصاص بعض العناصر الغذائية.
وأشاروا إلى أن طهي البيض يقضي على هذه المواد ويسمح لهضمه بشكل أفضل، وهو ما حدث فعلياً عندما توقف إيفريت عن تناول البيض نيئاً واستبدل ذلك بالبيض المسلوق أو المقلي ، مما أدى إلى تحسن كبير في حالته.
تحذيرات الخبراء: لا تكرروا التجربة!
على الرغم من نية إيفريت في تسليط الضوء على تجربة رياضية غريبة، إلا أن أخصائيي التغذية حذروا بشدة من تكرار مثل هذا النظام الغذائي .
تحذيرات أخصائية التغذية كانيكا مالهوترا:
قالت كانيكا مالهوترا ، أخصائية التغذية الرياضية، في تصريحات لموقع “إنديان إكسبرس”:
“استهلاك أكثر من 30 بيضة يومياً ليس فقط غير ضروري، بل قد يكون خطيراً على الصحة”.
وأشارت إلى عدد من المخاطر المحتملة :
وأكدت أن:
“البيض غذاء مفيد جداً إذا تم استهلاكه بشكل معتدل، ويفضل عدم تجاوز 2-3 بيضات يومياً، إلا في حالات خاصة ومتابعة طبية.”
هل البيض فعلاً يساعد على بناء العضلات؟
نعم، البيض يُعد من أفضل مصادر البروتين الحيواني ، حيث يحتوي على:
- جميع الأحماض الأمينية الأساسية .
- بروتين عالي البيولوجية (Bioavailability) .
- فيتامينات A, D, B12 .
- عناصر مثل الحديد والزنك والسيلينيوم .
لكن، كما أكدت مالهوترا:
“لا يوجد دليل علمي قاطع يشير إلى أن استهلاك البيض بشكل مفرط يؤدي إلى زيادة أكبر في الكتلة العضلية. فالنتيجة تعتمد على الكمية الكلية للبروتين المستهلك يومياً، ونوعيته، ووجود توازن غذائي، ومستوى التدريب البدني .”
ماذا حدث في نهاية التجربة؟
في الحلقات الأخيرة من سلسلة الفيديوهات، أعلن إيفريت أنه:
- لم يحقق نمواً عضلياً ملحوظاً يختلف عن نتائج النظام الغذائي المتوازن.
- شعر بتعب دائم وإجهاد .
- فقد الرغبة في تناول الطعام .
- قرر التوقف عن التجربة بعد الشهر الأول ، مؤكداً أنها كانت “مهمة تعليمية أكثر منها صحية”.
وأشار إلى أنه لن يكرر التجربة مرة أخرى، وأن الغرض منها كان اختبار مدى تحمل الجسم لهذا النظام وليس تشجيع الآخرين على تقليده .
هل يستحق الأمر المجازفة؟
رغم جاذبية فكرة تناول كمية ضخمة من البيض لتحقيق كتلة عضلية سريعة، إلا أن الخبراء يحذرون من التعامل مع هذه التجارب كحلول سحرية .
فالجسم يحتاج إلى توازن غذائي شامل ، و regiment رياضي مدروس، ومتابعة طبية مستمرة. ولا يمكن الاعتماد على عنصر واحد فقط ، مهما كان مفيداً، لتحقيق أهداف صحية طويلة المدى.
الخلاصة: البيض جيد.. لكن ليس بهذا الكم!
- البيض غذاء مغذي ومفيد للرياضيين إذا تم استهلاكه بشكل معتدل.
- تناول 30 بيضة يومياً مفرط وغير آمن .
- التجارب الفردية ليست بديلاً عن التوجيه العلمي والتغذوي .
- الهدف الأساسي يجب أن يكون الصحة العامة وليس فقط زيادة الكتلة العضلية .