سياسة

هل يشكل ماغن 48 تحصينًا حقيقيًا لإسرائيل ضد اختراقات جديدة؟


في محاولة من الدولة العبرية لمنع حدوث 7 أكتوبر جديدة، سعت إسرائيل لاستخلاص بعض الدروس من «إخفاقها» في حماية عشرات البلدات الإسرائيلية التي هاجمتها حركة حماس في غلاف قطاع غزة.

أحد تلك الدروس، توفير التدريب لفرق أمن البلدات على مواجهة حالات الطوارئ، على يد الجيش، بالتعاون مع منظمة غير حكومية إسرائيلية.

تفاصيل التدريب

وتقول مؤسسة “ماغن 48″، وتعني ماغن بالعبرية درع، على موقعها الإلكتروني إن “مهمتنا هي تزويد فرق الاستجابة الأولية بالمعرفة والمهارات والموارد اللازمة لإدارة حالات الطوارئ بفعالية. وضمان سلامة وأمن مواطني إسرائيل”.

وتضيف في موقعها : “يُزوّد النهج الاستباقي لسلامة المجتمع المجتمعات بالموارد اللازمة لمواجهة التهديدات الأمنية بشكل استباقي، وضمان جاهزيتها وقدرتها على الصمود”.

وذكرت أن هذا يشمل “وضع برنامج تدريبي مُصمّما خصيصًا لكل مجتمع، وإجراء تقييمات للمخاطر لتحديد التهديدات المحتملة. وتنظيم تدريبات طوارئ للتأهب والاستجابة. وتطبيق سياسات أمنية شاملة لكل مجتمع”.

جانب من تدريب فرق أمن البلدات بإسرائيل

وتشمل النشاطات تدريبات عملية في ساحات وغرف الواقع الافتراضي، بحسب المنظمة التي قالت إنه في “غرفة الواقع الافتراضي تجري محاكاة الأسلحة النارية والتكتيكية. وتدريب الواقع الافتراضي، وتمارين مبنية على سيناريوهات”.

وتشير إلى أن برنامجها قيمته 5 ملايين دولار أمريكي لتدريب فرق الأمن في 66 بلدة خلال عامين.

وكانت هذه الأفكار برزت بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حينما هاجمت “حماس” عشرات البلدات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة.

إقرار بالإخفاق

وقد أقر الجيش الإسرائيلي في سلسلة تقارير نشرها في الأشهر الأخيرة. بأنه أخفق في توفير الحماية لهذه البلدات بسبب عدم جاهزيته المسبقة لمثل هذا السيناريو.

وقال موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإسرائيلي: “بعد فشل 7 أكتوبر/تشرين الأول. الذي أدى إلى مقتل 48 من المستجيبين المدنيين الأوائل، أطلقت منظمة شعبية برنامجًا “ماغن 48″ لتدريب متطوعي الأمن بشكل احترافي من 66 تجمعًا حدوديًا في غزة”.

ووصف عملية تدريب في إطار البرنامج بالقول: “تحت أشعة الشمس الحارقة، صف من الرجال يرتدون زيًا عسكريًا وسترات واقية من الرصاص وواقيات للأذن. يطلقون النار على أهداف بتتابع سريع، هدفين في كل مرة”.

وأضاف أن المدربين جورجي ورادا، وقفا مع ساعات توقيت إلى جانب كل رجل. كان من المقرر أن يطلق النار، وصرخا: “خمس ثوانٍ لإطلاق خمس رصاصات”.

ويقع ميدان التدريب الذي كانوا يتدربون فيه في مقر فرقة غزة التابعة للجيش الإسرائيلي بالقرب من كيبوتس “رعيم” في غلاف قطاع غزة.

جانب من تدريب فرق أمن البلدات بإسرائيل

وقال الموقع: “تهدف الدورة إلى ضمان قدرة مجتمعات حدود غزة على الدفاع عن نفسها. ضد تكرار هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 الذي قادته حماس في جنوب إسرائيل”.

وذكر أن التدريب يشمل فرق أمن من 66 منطقة داخل منطقة حدود غلاف غزة. بما في ذلك مدينة سديروت، والتي تخضع فرقها الأمنية ليوم تدريب واحد شهريًا على مدار عام، لمدة 12 يومًا إجمالاً.

وقال: “ستُحتسب ثماني من هذه الجلسات ضمن خدمة الاحتياط العسكرية للمشاركين. ويمولها الجيش الإسرائيلي، بينما تُدفع تكاليف الأيام الأربعة المتبقية من قِبل منظمة ماغن يهودا غير الحكومية الخاصة، وبرنامجها ماغن 48″.

وأضاف: “تقع مسؤولية فرق الاستجابة الأمنية الأولية على حدود إسرائيل على عاتق الجيش. حيث يُشترط على كل تجمع سكاني أن يضم 24 عضوًا على الأقل مدربين ومسلحين من قِبل الجيش الإسرائيلي“.

واستدرك: “مع ذلك، فإن هؤلاء الأعضاء متطوعون. وغالبًا ما يكونون آباءً في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر، وقد أتموا الخدمة العسكرية الإلزامية وهم على استعداد للرد على للدفاع عن قراهم ومدنهم. يُعيَّن أحدهم قائدًا، وقد يعمل أيضًا كمنسق أمني مدني، ويدفع راتبه الجيش والسلطة المحلية”.

وطبقا للموقع فإنه حتى 7 أكتوبر/تشرين الأول، كان الجيش الإسرائيلي يُقدم لهؤلاء الرجال دورتين تدريبيتين محدودتين سنويًا، عادةً في ميدان رماية.

وقال: “عندما غزت حماس غلاف غزة، وتعرض الجيش للهزيمة في البداية. وقع عبء الدفاع بشكل كبير على عاتق فرق الاستجابة الأولية هذه، التي قُتل 46 من أفرادها أثناء تأدية واجبهم”.

وأضاف: “على طول حدود غزة، لم تتلق أي من الفرق تدريبًا على استخدام المسدسات. كان بعضها يفتقر إلى بنادق هجومية أو لم يتمكن من الوصول إلى مستودعات الأسلحة المغلقة. ووفقًا لسلسلة من تحقيقات الجيش الإسرائيلي بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول. لم يكن تدريب هذه الفرق موحدًا، وكان التنسيق بينها وبين الجيش والمنظمات الأخرى ضعيفًا في كثير من الأحيان”.

 

جانب من تدريب فرق أمن البلدات بإسرائيل

وتابع: “في أغسطس/آب 2022، وبعد سلسلة من عمليات الاقتحام وسرقة الأسلحة، أصدر الجيش تعليماته لجميع فرق أمن حدود غزة بإعادة بنادقهم الهجومية. واشترط لإعادتهم توفير أماكن آمنة لتخزين الأسلحة، سواء في منازلهم أو في مستودعات الأسلحة المحلية. وقد أدى هذا القرار إلى عجز الكثيرين عن الدفاع عن أنفسهم في وجه موجات الغزاة المسلحين تسليحًا جيدًا”.

وأردف: “ولأن هذه الأماكن لم تُنصب في سديروت بحلول 7 أكتوبر/تشرين الأول، على سبيل المثال. لم يكن فريق الأمن هناك مستعدًا للمساعدة في الدفاع عن المدينة. وبلغ إجمالي عدد القتلى في سديروت ذلك اليوم 53 شخصًا، من بينهم 37 مدنيًا و11 شرطيًا ورجلا إطفاء وثلاثة جنود من الجيش الإسرائيلي“.

ولفت إلى أن المؤسسة أسست من قبل المهاجر الأسترالي آري بريغز، المقيم في رعنانا ومستشار أعمال ومدير سابق للقسم الدولي في منظمة “ريغافيم” اليمينية. وإيهود دريبن، وهو مدرب في مجال مكافحة الإرهاب وعمل مع الجيش الإسرائيلي وقوات الشرطة والجيش في جميع أنحاء العالم.

وذكّر أن بريغز ودريبن أسسا برنامج “ماغن 48” في أغسطس/آب الماضي. واستند الاسم إلى فكرة سقوط 48 من أفراد فريق الأمن في 7 أكتوبر/تشرين أول 2023.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى