سياسة

ميرتس تحت النار بعد تصويت مثير للجدل.. هل يتوسع الصدع داخل أوروبا؟


يعيش مركز الاتحاد الأوروبي فترة صعبة، إذ تبدو فرنسا في حالة من الفوضى، بينما بدأ المستشار الألماني فريدريك ميرتس بـ”ضعف طارئ”.

كان من المفترض أن يكون يوم الثلاثاء 6 مايو/أيار هو اليوم. الذي سيغير حالة الهشاشة في قمة الهرم بأوروبا، ويمنح ألمانيا حكومة جديدة قوية ويعيد لأوروبا سحرها.

وبدلاً من ذلك، وجه أعضاء البوندستاغ “البرلمان”، إهانة غير مسبوقة. لميرتس، رافضين تثبيته في منصبه حتى بعد إتمام اتفاق الائتلاف الحاكم.

وعلى الرغم من أن ميرتس فاز في نهاية المطاف بما يكفي من الأصوات ليصبح مستشارًا في اقتراع ثان، إلا أن ”الضرر السياسي قد وقع“، حسبما قالت كاتيا هوير. الأكاديمية ومؤلفة كتاب ”ما وراء الجدار“ لمجلة ”بوليتيكو“.

وتابعت: ”هذه ليست بداية لحكومة واثقة ومستقرة. ولكنها علامة على مدى عمق التصدعات في أرضية الوسط الألماني“.

غياب برلين

على مدى السنوات الثلاث الماضية، كانت ألمانيا مترددة في أداء دورها القيادي الأوروبي التقليدي، إن لم تكن تتهرب منه تمامًا.

وتحدث المستشار السابق، أولاف شولتز، عن لعبة كبيرة في مجال الدفاع. لكنه تباطأ في إمداد كييف بالأسلحة مثل الدبابات والصواريخ بعيدة المدى التي كانت أوكرانيا تحتاجها بقوة.

ولم يكن لدى شولتز الذي يقود ائتلافًا منقسمًا مكونًا من ثلاثة أحزاب. مساحة كبيرة لاتخاذ خطوات كبيرة ولم يتمكن في النهاية من منع حكومته من الانهيار. 

ورغم رحيل شولتز، لا تزال السياسة الألمانية منقسمة بشدة. فبدون ”الوحدة“ في الداخل، سيكافح ميرتس لقيادة التغيير الذي يقول إن أوروبا تحتاجه. من زيادة الإنفاق الدفاعي إلى السياسات التي يمكن أن تحمي التصنيع الألماني من تعريفات أمريكا، والتحديات التي تفرضها الصين. 

هذه التحديات الهيكلية التي تواجه ائتلاف ميرتس. باتت تهز أرضية الوسط السياسي .الذي يفقد قبضته في جميع أنحاء أوروبا، ويمكن قول الشيء نفسه عن  فرنسا. 

مشاكل فرنسا

تُعد قيادة ألمانيا أمرًا حيويًا بالنسبة للاتحاد الأوروبي، لأن ثاني أكبر اقتصاد في الاتحاد. فرنسا، لا يمكنه الهروب من التعقيدات السياسية في الداخل. 

في العام الماضي، غامر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإجراء انتخابات مبكرة في محاولة لسحق حزب التجمع الوطني (أقصى اليمين). ولكنه بدلاً من ذلك جاء ببرلمان معلق غير قادر على الاتفاق على أي شيء تقريباً.

في هذا السياق، قالت جانا بوغليرين، رئيسة مكتب برلين للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ”تطلعت أوروبا بأكملها إلى برلين اليوم على أمل أن تعيد ألمانيا تأكيد نفسها. كمرساة للاستقرار وقوة مؤيدة لأوروبا. لقد تبدد هذا الأمل مع ما يترتب على ذلك من عواقب تتجاوز حدودنا بكثير”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى