بين المجد التاريخي والغموض العسكري.. كوريا الشمالية والميغ-23

في عالم تتسارع فيه تكنولوجيا الطيران العسكري، تظل كوريا الشمالية الحارس الأخير لأسطورة من حقبة الحرب الباردة: مقاتلات الميغ-23.
وبينما تختفي هذه الطائرات من السماء العالمية، ترفض بيونغ يانغ التخلي عنها، مما يطرح تساؤلات عن أسباب تمسكها بها، وقدرتها على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، بحسب مجلة مليتري ووتش.
ومن معارك الشرق الأوسط إلى التوترات الكورية، تحمل الميغ-23 قصصاً عن تفوق سابق وتحديات راهنة.
من الشرق الأوسط إلى آسيا.. رحلة الميغ-23
بدأت قصة الميغ-23 كرمز للقوة السوفياتية في سبعينيات القرن الماضي. وكانت سوريا أول دولة خارج الكتلة الشرقية تحصل عليها عام 1974، واستخدمتها بفعالية ضد إسرائيل.
وخلال اشتباكات فوق لبنان، أسقطت الميغ-23 السورية ثلاث طائرات إف-15 إسرائيلية، مستفيدةً من رادار سافير-23 المتطور الذي مكّنها من اكتشاف الأهداف وتوجيه الصواريخ بعيد المدى.
وبعد انشقاق طيار سوري عام 1989، أجرت إسرائيل اختبارات على الميغ-23 إم إل، وأُعجبت بقدراتها على المناورة غير المتوقعة، التي تفوقت حتى على إف-16 في ظروف معينة
كوريا الشمالية.. آخر ملاذ للميغ-23
مع انهيار الاتحاد السوفياتي، تضاءلت أساطيل الميغ-23 عالمياً. لكن كوريا الشمالية، التي حصلت على 48 مقاتلة ميغ-23 إم إل و12 طائرة تدريب يو بي بين 1984-1985، ظلت تُشغلها كجزء من استراتيجيتها لموازنة التفوق الجوي لجارتها الجنوبية.
ورغم محدودية إنتاجها، شكلت هذه الطائرات عموداً فقرياً لقوات الدفاع الجوي الكوري الشمالي، خاصة مع صعوبة حصولها على مقاتلات أكثر تطوراً بسبب العقوبات الدولية.
القدرات الحالية.. بين التقادم ومحاولات التحديث
اليوم، تواجه الميغ-23 تحديات وجودية، إذ تُهيمن مقاتلات مثل إف-16في الكورية الجنوبية المزودة برادارات AESA وصواريخ AIM-120C على السماء، مما يجعل الميغ-23 عتيقة تقنياً.
وقد حاولت بيونغ يانغ دمج صواريخ جو-جو محلية الصنع مثل BVR-AA، لكن فعاليتها تبقى موضع شك.
كما تعاني من نقص قطع الغيار، مع توقف الإنتاج الروسي منذ 1985.
وتسير كوريا الشمالية على مسارين متوازيين يتمثلان في إطالة عمر الميغ-23 عبر تحويلها لمهام ثانوية كالدوريات أو الهجمات الأرضية.
والاستثمار في البدائل مثل تحديث أسطول ميغ-29 المحلي، والتفاوض لشراء مقاتلات سو-57 الروسية (الجيل الخامس)، التي زار مسؤولون كوريون منشآت إنتاجها عام 2023.