خطة أميركية إسرائيلية لتوطين فلسطينيي غزة في إفريقيا

كشف مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، وفق ما نقلته وكالة أسوشييتد برس للأنباء، أن الولايات المتحدة وإسرائيل تواصلتا مع مسؤولين في ثلاث دول بشرق أفريقيا لمناقشة استخدام أراضيها لإعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة وسط تهديدات إسرائيلية متواصلة باستئناف الحرب على القطاع.
-
تحركات جديدة في القاهرة.. وفد حماس يناقش تفاصيل “المرحلة الثانية” لاتفاق غزة
-
هل تستغل إسرائيل سفن المتضامنين لإفراغ غزة من سكانها؟
وتأتي هذه المعطيات رغم حديث عن بوادر لتراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطة تهجير سكان القطاع، قائلاً إنه “لا أحد يطرد أي فلسطيني من قطاع غزة”، ما حظي بترحيب حركة حماس ومصر.
وتعود محاولات تهجير الفلسطينيين إلى عقود مضت، حيث سعت إسرائيل منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية إلى تهجير السكان الأصليين من أراضيهم. وقد شهدت السنوات الأخيرة وبالتحديد بعد الحرب على قطاع غزة تصاعداً في هذه المحاولات، حيث تم استخدام وسائل متعددة للضغط على الفلسطينيين لمغادرة أراضيهم، بما في ذلك الحصار الاقتصادي والاعتداءات العسكرية المتكررة.
-
إسرائيل تستخدم قصف غزة لإنقاذ مسيّرتها العسكرية من السقوط
-
تفاؤل حماس.. مفاوضات تمديد هدنة غزة تكتسب زخماً جديداً
وفي الآونة الأخيرة، ظهرت تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة وإسرائيل تواصلتا مع دول في شرق أفريقيا لمناقشة إمكانية إعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة. وقد شملت هذه الدول السودان والصومال وإقليم أرض الصومال غير المعترف به دوليًا. وقد أثارت هذه التقارير ردود فعل غاضبة من قبل الفلسطينيين والمجتمع الدولي، حيث اعتبرت هذه الخطط انتهاكاً لحقوق الإنسان والقانون الدولي.
ومن بين الدول التي تواصلت معها إسرائيل، كانت تشاد وهي واحدة من الدول التي رفضت استقبال الفلسطينيين من قطاع غزة. وقد أكد مسؤولون في تشاد رفضهم لهذه المقترحات. بينما قال مسؤولون من الصومال وأرض الصومال إنهم على غير علم بأي اتصالات بشأن ذلك.
-
حماس ومستقبل غزة: هل يعيق الفيتو الأوروبي حل النزاع في الأمم المتحدة؟
-
بيان أوروبي: ضرورة تسريع إدخال المساعدات إلى غزة في ظل الأزمة الإنسانية
كما نفى المكتب الإعلامي بحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس بشكل قاطع ما ورد في تقرير نشر على منصة “أميركان ثينكر” بشأن استعداد ليبيا لاستقبال أعداد من اللاجئين الفلسطينيين.
وفي القمة العادية الـ38 للاتحاد الأفريقي التي عقدت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، عبر القادة الأفارقة عن إدانتهم الشديدة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وخطط تهجير سكانه. وأكد البيان الختامي للقمة رفض الاتحاد الأفريقي لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، معتبراً أن ذلك مخالف للقانون الدولي. كما دعا الاتحاد الأفريقي إلى وقف التعاون والتطبيع مع إسرائيل حتى تنهي احتلالها وعدوانها على فلسطين.
وفي خطوة مفاجئة، أعلن ترامب تراجعه عن خطة تهجير سكان قطاع غزة فيما اعتبرت حماس أن التراجع يعكس فشل المحاولات الأميركية والإسرائيلية لفرض واقع جديد على الأرض.
-
إعمار غزة في مهب السياسة.. إسرائيل ترفض المقترح العربي
-
تقرير إسرائيلي يكشف عن “خطة الجحيم” لنتنياهو في غزة
وفي مواجهة هذه المحاولات، صاغت مصر خطة عربية لإعادة إعمار غزة بدون تهجير الفلسطينيين، مع عودة السلطة الفلسطينية إلى حكم القطاع. وقد اعتمدت هذه الخطة القادة العرب في القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة. قبل أن وتعتمدها منظمة التعاون الإسلامي في اجتماع طارئ لتصبح خطة “عربية إسلامية” بشأن غزة.
تتضمن الخطة العربية لإعادة إعمار غزة عدة مراحل محددة. تهدف إلى إعادة بناء البنية التحتية المدمرة وتوفير الدعم المالي والسياسي والمادي لضمان إعادة الإعمار.
وحظيت الخطة العربية بتأييد واسع من قبل المجتمع الدولي. حيث دعمتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا. في المقابل، رفضتها إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة معتبرين أنها لا تتماشى مع مصالحهم الاستراتيجية في المنطقة.
وشاركت الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى في دعم جهود إعادة إعمار غزة من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والمالية. وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى دعم الخطة العربية لضمان تحقيق الاستقرار والتنمية في غزة. كما أشار إلى أهمية الحوار والتفاوض بين الأطراف المعنية لتحقيق حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية.