موقف روسي حاد.. موسكو تقارن القتل الطائفي في سوريا بإبادة رواندا

وجهت روسيا انتقادات لاذعة إلى حكام سوريا الجدد في اجتماع مغلق للأمم المتحدة هذا الأسبوع، وحذرت من صعود الجهاديين هناك .وقارنت بين القتل الطائفي للعلويين والإبادة الجماعية في رواندا.
وتأتي انتقادات موسكو لحكام سوريا الإسلاميين في الاجتماع المغلق على الرغم من الجهود التي تبذلها للاحتفاظ بقاعدتين عسكريتين رئيسيتين على الساحل السوري، وهي المنطقة نفسها التي قتل فيها مئات من الأقلية العلوية الأسبوع الماضي.
-
اعتقال إبراهيم حويجة في سوريا.. المتورط في سلسلة اغتيالات غامضة
-
اتفاق قسد ودمشق لن يوقف العمليات العسكرية التركية شمال سوريا
واندلعت أعمال العنف في السادس من مارس/آذار إثر هجوم على قوات الأمن الحكومية الجديدة. وُجهت أصابع الاتهام فيه إلى شخصيات عسكرية سابقة موالية للرئيس المخلوع بشار الأسد المنتمي للطائفة العلوية. وأدى هذا الهجوم إلى عمليات قتل واسعة النطاق لعلويين في عدة محافظات على يد جماعات تُتهم بالارتباط بالحكومة الجديدة.
ودعا الكرملين، الذي دعم الأسد قبل الإطاحة به وفراره إلى روسيا في ديسمبر/كانون الأول، يوم الثلاثاء إلى بقاء سوريا موحدة، مشيرا إلى أنه على اتصال بدول أخرى بشأن الأمر.
-
التصعيد في سوريا.. غارات إسرائيلية تضع القيادة الجديدة تحت الاختبار
-
سوريا تحت الضغط الدولي: تعهد بتدمير الأسلحة الكيماوية بأسرع وقت
لكن تعليقاته في الإحاطة المغلقة لمجلس الأمن الدولي يوم الاثنين، والتي دعا إليها بالاشتراك مع الولايات المتحدة، كانت أكثر حدة مما يسلط الضوء على استراتيجية موسكو. فيما تسعى لإعادة تأكيد نفوذها على مسار سوريا.
وقال مصدران مطلعان على الاجتماع إن المبعوث الروسي فاسيلي نيبينزيا قارن بين أعمال القتل الطائفي والعرقي والإبادة الجماعية في رواندا عام 1994. عندما تعرض التوتسي والهوتو المعتدلون لمذابح منهجية على يد المتطرفين الهوتو بقيادة الجيش الرواندي وميليشيا تعرف باسم إنتراهاموي. ونقلا عنه قوله أمام الحاضرين إن “أحدا” لم يوقف القتل في سوريا.
-
«صفحة جديدة» بعد الأسد.. أوروبا تدرس تعليق العقوبات على سوريا
-
في أولى جلسات الحوار الوطني.. الشرع يطالب بوحدة سوريا واحتكار السلاح
وعندما سُئل عما إذا كان يشبه العنف في سوريا بالإبادة الجماعية في رواندا، قال نيبينزيا لرويترز “أقول ما أريد في المشاورات المغلقة، بناء على فرضية أنه لا يخرج منها شيء”.
وقالت آنا بورشفسكايا الخبيرة في الشؤون الروسية بمعهد واشنطن إن موسكو تتخذ احتياطاتها. وذلك عند سؤالها عن سبب توجيه روسيا انتقادات أشد حدة في تصريحاتها بالأحاديث الخاصة مقارنة بالتصريحات العلنية.
وأضافت “يريدون استعادة نفوذهم في سوريا ويبحثون عن طريقة للنفاذ. إذا بدأوا بانتقاد الحكومة علنا، فلن يعود هذا عليهم بأي جدوى”. متابعة “تريد موسكو أيضا أن يُنظر إليها على أنها قوة عظمى، مساوية لواشنطن، وتسعى إلى حل الأزمات بالتعاون مع الولايات المتحدة. وبالتالي فإن العمل بشكل خاص مع الإدارة الأميركية في هذه المسألة يمنحها مزايا إضافية”.
-
من سوريا إلى المحاكم الأوروبية.. ماذا ينتظر الفرنسيين في هيئة تحرير الشام؟
-
مشاورات متواصلة في سوريا تمهيدًا لمؤتمر الحوار الوطني
وقال المصدران إن نيبينزيا انتقد حل الحكام الإسلاميين الجدد للجيش السوري والتقليص الهائل في أعداد العاملين في القطاع العام، وحذر من احتمال تكرار “سيناريو العراق”. الذي شهد سنوات من العنف الطائفي عقب الإطاحة بصدام حسين وتفكيك مؤسسات الدولة.
وبعد الإطاحة بالأسد في هجوم قادته هيئة تحرير الشام، وهي فرع سابق لتنظيم القاعدة. أدمج الحكام الإسلاميون الجدد لسوريا بعض المقاتلين الأجانب في هيكل عسكري جديد.
ويقول منتقدون إن تسريح موظفين من القطاع العام استهدف إقصاء العلويين. وإن الحوار الوطني الذي عُقد الشهر الماضي لم يحتو الجميع.
-
سوريا تُصعّد ضد حزب الله.. اتهامات بشن هجمات وإدارة التهريب
-
غارة أمريكية في سوريا تقتل قياديًا بارزًا بتنظيم مرتبط بالقاعدة
وصرح الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع لرويترز في مقابلة هذا الأسبوع بأن إدارته لا ترغب في توزيع المناصب على أساس طائفي. وأن الحكومة الموسعة المقرر الإعلان عنها هذا الأسبوع قد تشمل علويين.
وقال إنه لا يريد رؤية “قطيعة بين سوريا وروسيا”. مشددا على أن “دمشق تريد الحفاظ على العلاقات الاستراتيجية العميقة مع موسكو”.
وقال المصدران إن روسيا قالت في الإفادة خلف الأبواب المغلقة إن تحركات الحكام الجدد أقامت “أساسا فاسدا” للانتقال بعيدا عن عقود من حكم عائلة الأسد. وعبرت موسكو عن قلقها من أن المقاتلين “الإرهابيين” الأجانب يلعبون “دورا هداما”.
-
مصر وسوريا.. انفتاح دبلوماسي جديد عبر بوابة القمة العربية؟
-
استهداف دقيق.. غارة أمريكية تطيح بقيادي في “القاعدة” بسوريا
وجاء في روايات شهود عن عمليات القتل الجماعي بمنطقة الساحل السوري أنه كان هناك أشخاص غير ناطقين بالعربية. مما يشير إلى احتمال مشاركة مقاتلين أجانب في أعمال العنف.
وأكد مبعوثون من الولايات المتحدة وفرنسا والصين. أيضا في الإحاطة المغلقة قلقهم إزاء وجود مقاتلين أجانب في سوريا وعلى حالة الانتقال السياسي في البلاد.
ويناقش مجلس الأمن، المؤلف من 15 عضوا، حاليا بيانا يدين العنف ويعبر عن القلق من تأثير ذلك على التوترات المتصاعدة بين الطوائف السورية. ويدعو السلطات المؤقتة إلى حماية جميع السوريين بغض النظر عن عرقهم أو دينهم.
-
المرحلة الانتقالية في سوريا: اختبار لقدرة الشرع على الحكم
-
الاتحاد الأوروبي يتجه نحو تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا
والموافقة على مثل هذه البيانات تتم بالإجماع. وعبر نيبينزيا لرويترز عن أمله في أن يصدر مجلس الأمن بيانا بشأن الوضع قريبا.
وعلق المجتمع الدولي استئناف تعامله مع سوريا إلى حد كبير على سير العملية الانتقالية. بما في ذلك مدى شمولها لمختلف الطوائف الدينية والعرقية في البلاد.
وفي سياق متصل أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم الخميس أنها فتحت أبواب قاعدتها العسكرية في حميميم في سوريا أمام أكثر من 8 آلاف شخص فروا من الاشتباكات. وأعمال العنف التي خلفت أكثر من ألف قتيل في منطقة الساحل غرب البلاد.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء بأن القاعدة تستضيف سوريين من الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس المخلوع بشار الأسد.
كما قال المرصد إن 1225 مدنيا، معظمهم من العلويين. قتلوا منذ السادس من مارس/آذار في خضم اشتباكات بين قوات الأمن السورية وحلفائها ومسلحين موالين للرئيس المخلوع.
-
الشرع رئيسًا لسوريا حتى إشعار آخر.. مرحلة انتقالية أم ترتيبات دائمة؟
-
عودة سوريا إلى الجامعة العربية: ما هي التحديات والفرص؟
-
عقلية الثورة ودور بناء الدولة: سوريا بين الطموحات والتحديات