تحركات فرنسية لترسيخ الشراكة مع المغرب.. دبلوماسية في سباق مع الزمن

تستعد شخصيات حكومية وسياسية فرنسية وازنة للقيام بزيارات عمل إلى المغرب خلال شهر فبراير/شباط الجاري، في ظل التزام الدولتين بتعزيز شراكتهما الاستراتيجية وتعميقها في إطار من المنفعة المتبادلة.
وتأتي هذه الزيارات ترسيخا لما جاء في الرسالة التي وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش، بأن تظل باريس عازمة بشكل خاص على مواكبة جهود المغرب للنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصحراء المغربية.
-
إعلان الشراكة بين المغرب وفرنسا.. تعاون استثنائي نحو مستقبل مشترك
-
رعاية ملكية تضع الجيش المغربي في مصاف الأقوى عالمياً
ووفق وسائل اعلام محلية، تؤدي وزير الثقافة الفرنسية رشيدة داتي زيارة رسمية إلى المملكة يومي 17 و18 فبراير/شباط الجاري، بينما يتضمن البرنامج زيارة كل من العاصمة الرباط وأخرى إلى موقع النقوش الصخرية بمدينة الداخلة ومدينة العيون.
ومن المنتظر أن تجري داتي محادثات مع نظيرها المغربي المهدي بنسعيد، كما سيحضر الطرفان أيضا توقيع اتفاقيات تعاون، ولا سيما بين المكتبتين الوطنيتين بالمغرب وفرنسا ومؤسسة أرشيف في البلدين، بالإضافة الى توأمة قصر شامبور مع شالة والاشراف على افتتاح المركز الثقافي الفرنسي بالعيون.
-
ملف الصحراء: قوة المغرب تدفع الجزائر لتجنب المواجهة بمجلس الأمن
-
القطيعة بين الجزائر وفرنسا تصل إلى مرحلة اللاعودة
وفي الإطار ذاته،من المقرر أن يقوم رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه في الفترة الممتدة من 23 إلى 26 فبراير/شباط 2025، بزيارة رسمية إلى المملكة، مرفوقا بوفد مميز من المسؤولين الحكوميين الفرنسيين. وتشمل زيارته لقاءات مع كبار المسؤولين المغربيين ومن أبرزهم رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش ووزير الخارجية ناصر بوريطة ورئيس مجلس النواب المغربي رشيد الطالبي العلمي ورئيس مجلس المستشارين محمد ولد الرشيد، بالإضافة الى زيارة لمدينة العيون.
وكشف موقع زنقة 20 المحلي عن قائمة الوفد الفرنسي المرافق للارشيه والذي سيضم كل من رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة سيدريك بيرين ورئيس مجموعة الصداقة الفرنسية-المغربية كريستيان كامبون ورئيس مجموعة الاتحاد الوسطى هيرفيه مرسيي.
-
المغرب الأكثر قدرة على تمثيل أفريقيا في مجلس الأمن: ما هي الأسباب؟
-
فرنسا تدعو العاهل المغربي لحضور الحدث التاريخي في كاتدرائية نوتردام
وتشير هذه الزيارات المكثفة إلى حجم الاهتمام الفرنسي بتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين وعدم الاكتفاء بالتقارب السياسي والذي بات راسخا ويثير مخاوف دول إقليمية مثل الجزائر، كما يعكس الإرادة الفرنسية لتعزيز الحوار المؤسساتي مع الرباط بهدف دعم الاستقرار الإقليمي.
وتشهد العلاقات الثنائية بين الرباط وباريس انفتاحا واسعا بما يشمل مختلف المجالات الحيوية والاستثمارات في أكثر من قطاع وأكثر من منطقة بما في ذلك الأقاليم الجنوبية للمملكة وصحرائها.
ويمر هذا المسار الجديد حتما عبر بوابة رئيسية من المنظور المغربي وهو مغربية الصحراء وقد أدركت فرنسا واقعية هذا الطرح كثابت وطني يمتن علاقاتها مع المملكة شأنها في ذلك شأن بقية الدول التي أقرت بسيادة المغرب على صحرائه.
-
المملكة المغربية تطالب الاتحاد الأوروبي بأفعال تحترم ثوابته الوطنية
-
زيارة ماكرون إلى المغرب: نحو شراكة اقتصادية قوية وصفحة جديدة في العلاقات
كما أبدت باريس انفتاحا هاما على المبادرات التي أطلقها الملك محمد السادس للتكامل الاقتصادي بين افريقيا وأوروبا وعلى رأسها المبادرة الأطلسية التي تعكس بمضامينها وأهدافها رؤية ومقاربة العاهل المغربي للتنمية والسلام والاستقرار في المنطقة.
وتشير الاتفاقيات المبرمة بين المغرب وفرنسا خلال الزيارة الأخيرة لماكرون الى المملكة في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى رغبة فرنسية في توسيع نطاق التعاون مع المغرب بما يؤهلها لتكون أكبر شريك للمملكة في منطقة شمال إفريقيا ومنطقة الساحل التي انحسر فيها نفوذها إلى حد كبير.