سياسة

«كومانشي».. الحلم الشبح الذي لم يتحقق في تاريخ المروحيات الأمريكية


رغم استثمارات بقيمة 7 مليارات دولار، لم تدخل مروحية «كومانشي» مرحلة الإنتاج، أو بمعنى آخر، لم تقترب حتى من تحقيق ذلك ولم تقلع أبدا.

أصبحت تكنولوجيا التخفي مطلبًا أساسيًا في التصاميم الجديدة لعالم الطيران، على الأقل فيما يتعلق بالمقاتلات والقاذفات الأمريكية.

ومنذ ظهور طائرة F-117 «نايت هوك»، أول طائرة شبحية في العالم، في أواخر الثمانينيات، حرص المصممون الأمريكيون على دمج تكنولوجيا التخفي في التصاميم العسكرية، وفقًا لمجلة «ناشيونال إنترست».

والواقع أن كل مقاتلة أو قاذفة تم الكشف عنها بعد F-117 تضمنت تقنيات التخفي، بدءًا من B-2 «سبيريت» إلى F-22 «رابتور»، F-35 «لايتنينغ»، وحتى القاذفة القادمة B-21 «رايدر»، والسبب بسيط: وهو أن أنظمة الدفاع الجوي الحديثة متقدمة بما يكفي لاكتشاف الطائرات غير الشبحية وتدميرها، لذا يُعتبر التخفي ضروريًا للتسلل خلف خطوط العدو أو العمل في أجواء متنازع عليها.

برغم ذلك، لم تتحول تكنولوجيا التخفي إلى ركيزة أساسية في الطائرات ذات الأجنحة الدوّارة (المروحيات). وهذا لا يعني أن المروحيات لا تؤدي مهامًا يمكن أن تستفيد من التخفي؛ فهي تستخدم في العمليات الخاصة، والتسلل، والإجلاء، والاستطلاع، والهجوم، مما يجعل القدرة على تجنب الكشف عن طريق الرادار ميزة حيوية. ولهذا السبب، مول البنتاغون برنامج المروحية الشبحية المعروف باسم RAH-66 كومانشي.

كانت كومانشي مصممة خصيصًا لدور الدوريات المسلحة لتحل محل مروحيات الجيش الأمريكي OH-58D «كيوا واريور»، وهو نسخة مطورة من طائرة هليكوبتر للمراقبة حقبة الحرب الفيتنامية.

تم تجهيز كومانشي بأنظمة الملاحة والكشف المتطورة تهدف للسماح بالعمليات في الليل وسوء الأحوال الجوية. ولكل واحد من طاقم الطائرة الاثنين شاشتان إل سي دي متعددة الوظائف.

وسلحت كومانشي بمدفع عيار 20 ملم وثلاث مدافع XM301 تحت أنفها، ويمكن أن تحمل داخلها ستة صواريخ AGM-114 هيلفاير أو اثني عشر صاروخًا ستينغر AIM-92 موزعة بالتساوي.

يمكن للكومانشي أن تحمل أيضًا خارجيًا أربعة أو ثمانية صواريخ هيلفاير وستينغر على كل من الأجنحة، ولكن مع انخفاض في فعالية تقنيات التخفي.

مواصفات كومانشي:

تكلف المشروع 7 مليارات دولار.

كلمة «كومانشي» هي اسم قبيلة من الهنود الحمر.

الطائرة كانت مسلحة بصواريخ لمكافحة القوات البرية المعادية.

مزودة بمحركين من طراز LHTEC T800 turboshaft.

مصنعة من المواد المركبة.

مصممة للعمل على القطع البحرية.

المدى الأقصى 2200 كم مما يجعلها قادرة على القيام بمهام عابرة لحدود أي دولة.

اختبار كومانشي

صورة تخيلية للمروحية كومانشي

تم بناء مروحيتين من طراز كومانشي. وبدا شكلهما كما قد تتوقع من مروحية شبحية، وكأنها شيء من فيلم خيال علمي. تميزت كومانشي بجسم أملس، ومواد ماصة للرادار (RAM)، وطلاء مانع للأشعة تحت الحمراء بطلاء أسود غير لامع. كما تم تزويد المروحية بدوّار مركّب بالكامل مصمم لإحداث ضوضاء أقل من دوّار المروحيات العادي.

ولكن على الرغم من استثمار 7 مليارات دولار، لم تدخل كومانشي مرحلة الإنتاج، ولم تقترب حتى من ذلك.

وكتب العقيد دان وارد في مجلة «تايم»: «تم اعتبار العديد من الجوانب الأخرى لتكنولوجيا كومانشي محفوفة بالمخاطر للغاية. وقد كشفت الاختبارات عن (تحديات فنية خطيرة في مجالات تكامل البرمجيات واختبار معدات المهام، وتقليل الوزن، وتوقيعات الرادار، وأداء الهوائيات، وأداء نظام الأسلحة، وأداء خوارزميات الكشف عن الأهداف)».

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى